دور الإخوان المسلمين في إستقلال إندونيسيا

0 993

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — حدد الإخوان المسلمون معالم وحدود العالم الإسلامي بأنه: “كل شبر أرض فيه مسلم يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أو رفعت عليه يوما من الأيام راية الله فقد صار أمانة في يد المسلمين قاطبة، ووجب عليهم أن يفدوا حريته بالنفوس والأرواح وأن يبذلوا في سبيل المحافظة عليه الدماء والأموال. ويشير سيد قطب – رئيس تحرير صحيفة الإخوان- إلى: “أن اصطلاح العالم الإسلامي ليس اصطلاحا عاطفيا، إنما هو تعبير عن حقيقة واقعة في السياسة الدولية الحاضرة”.

بناء على هذا التحديد الإخواني للعالم الإسلامي، فقد وجهوا اهتمامهم إلى إندونيسيا كإحدى أكبر تجمعات إسلامية واقعة في جنوب شرق آسيا. ولعل هذه العناية من قبل الإخوان جعلت ريتشارد ميتشل (Richarc P. Mitchell) يذهب إلى أن الإخوان المسلمين جعلوا صحفهم منبرا للدفاع عن القضايا الإسلامية في جميع أنحاء العالم، ويشير إلى أن الجماعة ادعت أنها أرسلت معونات مادية لهذه القضايا.

ومن هنا ثبت تاريخيا أن دور الإخوان في إندونيسيا لا يمكن تجاهله، لأن العلاقة علاقة قديمة، وبالتحديد فقد قامت تلك العلاقة قامت قبل تحرير إندونيسيا من الاستعمار الهولندي، وظل الإخوان المسلمون واقفين بجانب الشعب الإندونيسي حتى نال استقلاله العام 1945، حيث أعلن الرئيس الأول لإندونيسيا/ أحمد سوكارنو يوم استقلال الدولة في 17 أغسطس 1945.

ومن الأدلة على وجود اهتمام حركة الإخوان المسلمين بقضية الاستعمار الهولندي على أرض إندونيسيا وهو مطالبة الإخوان في مؤتمراتهم وبياناتهم باستقلال إندونيسيا، فقد أرسلوا برقيتين إلى سكرتير عام هيئة الأمم المتحدة.

وقد صرح حسن البنا بأن الإخوان المسلمين يعتقدون أن كل دولة اعتدت وتعتدي على أوطان الإسلام دولة ظالمة لا بد أن تكف عدوانها، ولا بد من أن يعد المسلمون أنفسهم، ويعملوا متساندين على التخلص من نيرها. ولهذا تصدى الإمام الشهيد لجرائم الإنجليز ليس في مصر وحدها وإنما في كل أنحاء العالم الإسلامي، وكذلك لغيره من قوى الاستعمار: “ولنا حساب بعد ذلك مع انجلترا في الأقاليم الإسلامية التي تحتلها بغير حق، والتي يفرض الإسلام على أهلها وعلينا معهم : أن نعمل لإنقاذها وخلاصها”.

كما قام قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بحركة الإخوان – تم تأسيسه عام 1944- بتعميق العلاقة بين مصر وإندونيسيا، ويتضح ذلك من خلال خطابات القسم ودعاياته والتعريف عن الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا وبخاصة إندونيسيا كأكبر الدول الإسلامية، فالمسلمون يشكلون نسبة 89 % والباقي من المسيحيين ونسبتهم 8 % والذين يتمركزون في المناطق الشمالية، والهندوس نسبتهم 2 % ويسكنون غالبا في منطقة “بالي” والباقي من البوذيين.

في هذا يقول الشيخ الصواف عن ذلك القسم مشيرا إلى اهتمام الإخوان بإندونيسيا: “وأسسنا بالمركز العام للإخوان المسلمين قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالتعاون مع الأخ عبد الحفيظ الصيفي من مصر، والأخ الفضيل الورتلاني – رحمه الله- من الجزائر، والأخ إسماعيل مندا – رحمه الله- من إندونيسيا، وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم، وفي المركز العام كنا نلتقي مع كبار رجال الإسلام في العالم الإسلامي، والمركز العام كان كخلية النحل يعج بالزائرين والشباب الصادقين. كما نقيم في كل أسبوع اجتماعا قبل حديث الثلاثاء للإمام الشهيد حسن البنّا نلقي فيه الضوء والدراسة على قطر من الأقطار الإسلامية، ولا نترك شخصية إسلامية كبيرة إلا ندعوها لتحاضر أو تزور المركز العام.

زارت وفود إندونيسيا المركز العام للإخوان المسلمين مما رسَّخ الصلة الوثيقة بينهم على مستوى التنظيم. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن للإخوان المسلمين دورا رائدا وفعالًا في العلاقة الثنائية أو الدبلوماسية بين مصر وإندونيسيا. فالعلاقة الأساسية بين البلدين تربطها العلاقة الدينية قبل كل شيء.

ظلت العلاقة الوثيقة بين الإخوان المسلمين وإندونيسيا فقبلت إندونيسيا دعوة الإخوان المسلمين قبولًا حسنا، وانضوى تحت لوائها شبابها، وفتحت دور الإخوان في القاهرة والبلاد العربية لاستقبال مجاهدي وزعماء أندنوسيا، ووقف المركز العام ومن ورائه شعبُه جميعاً، يؤيد قضية إندونيسيا العادلة، وأفردت جريدة “الإخوان” أعمدتها لهذه القضية. ولاسيما النقاش الذي دار بين المجتمع والأحزاب السياسية الإندونيسية بعد سقوط الرئيس الإندونيسي سوهارتو.

نص الإخوان المسلمون بموقعهم الخاص بعنوان “حزب العدالة والرفاه الإسلامي في إندونيسيا”. وأوضح بأن حزب العدالة والرفاه حزب إسلامي في إندونيسيا ويمثل تيار الإخوان المسلمين في إندونيسيا، تأسس في 20 يونيو1998، وظل اسمه “حزب العدالة” حتى 20 أبريل 2002 حيث أطلق عليه الاسم الجديد “حزب العدالة والرفاه”، ويعتبر أكثر الأحزاب الإسلامية محافظة والمعروف محليا.

حصل حزب العدالة والرفاهية في أول مشاركة سياسية له على سبعة مقاعد (مليون ونصف المليون صوت) في انتخابات1999 ، ثم على 47 مقعدا (ثمانية ملايين صوت) في انتخابات 2004، معتمداً جماهيرياً على أجنحته المختلفة الطلابية منها والخدمية كالإغاثة الإنسانية في المناطق المنكوبة ومن ذلك أنه كان متصدرا جهود القوى السياسية في كارثة تسونامي في إقليم آتشيه وحصل في الانتخابات البرلمانية في 9 أبريل 2009 على 57 مقعداً من 560 مقعدا بنسبة 11.9% وليصبح ترتيبه رابعا، وتحالف مع الحزب الديمقراطي الحاكم في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الحزب الحاكم متمثلا في رئيسه سوسيلو بامبانج يودويونو، وشارك في الحكومة بأربع حقائب وزارية ليكون ثانيا بعد الحزب الحاكم الذي شارك بست حقائب.

أهداف حزب الإخوان:

1) أن يكون رائدا في إصلاح النظام السياسي، حكوميا، بيروقراطيا، قضائيًا، عسكريا وذلك لتعزيز الديمقراطية في إندونيسيا.

2) التخفيف من حدة الفقر، والحد من البطالة، وتحسين رفاه جميع الناس من خلال استراتيجيات تسوية الدخل.

3) نحو التعليم العادل من خلال توفير فرصة أوسع لجميع الشعب الإندونيسي. وذلك عن طريق بناء نظام التعليم الوطني.

4) تنمية الموارد البشرية عالية الجودة الشاملة مع القدرة التنافسية العالية( ).

وبقيت هذه الأحوال اجتماعيا، وسياسيا، واقتصاديا، تتصارع على مدى السنوات الأخيرة. وشهد خلالها المجتمع الإندونيسي طفرة من النشاط السياسي وفي الانفتاح التام، مخلفا ثلاثة تيارات متنافسة ومتصارعة في السياسة، والثقافة، والدين في البلاد، هي التيار الإسلامي، والتيار العلماني، وتيار قديم ما يزال يحتفظ بمبادئ إندونيسيا الخمسة المعروفة بـ “Pancasila” وهي: (1) الإيمان بإله واحد (2) إنسانيّة عادلة وحضاريّة(3) وحدة أندونيسيا(4) الديمقراطيّة التي تقودها الحكمة الداخليّة من خلال الشورى و التمثيل. (5) العدالة الاجتماعيّة للشعب الإندونيسي بأسره.

الأستاذ سعيد رمضان مع وفد أندونيسيا في المؤتمر الإسلامي بباكستان –مجلة-الدعوة–1-7

 

الإمام الشهيد حسن البنا ولجنة الدفاع عن استقلال أندونيسيا

 

الإمام الشهيد حسن البنا ووفد أندونيسيا

 

المستشار عبد الله العقيل مع بي عارفين إمام-مسجد المجاهدين في سورابابا وعبد الله بن منير عبد الكريم، في أندونيسيا 1985م

 

تعليقات
Loading...