رمضان في استراليا ..الدروس الدينية وتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية وموائد الرحمن

0 686

سيدني، إندونيسيا اليوم —  يحتفل المسلمون في أستراليا بشهر رمضان المبارك هذا العام على غرار الأعوام الماضية وسط أجواء روحانية يتبادلون فيها الزيارات والتهاني وإقامة موائد تجمع الأحبة والأصدقاء، وعلى الرغم من اشتراك المسلمون في كل بقاع العالم في الكثير من العادات والتقاليد الرمضانية، إلا أن الأجواء الاحتفالية تختلف من بلد لآخر.

في أستراليا يبلغ عدد المسلمون نحو 700 ألف مسلم، ويحل الإسلام في المرتبة الرابعة من حيث التعداد بها ويشكل ما نسبته 3% من سكان استراليا. ويمضى مسلمو أستراليا، التي تمر بفصل الشتاء حاليًا، نحو 11 ساعة صائمين.

دخول الإسلام لأستراليا
دخل الإسلام إلي أستراليا عبر الهجرة، ثم التجارة من مسلمي إندونيسيا الذين تعاملوا قديما مع تجار استراليا، إضافة لهجرة أبناء الشرق الأوسط والبلقان ودول أسيا وأفريقيا، منذ القرن التاسع عشر مع هجرة الأساطيل التي تحمل التجار من إندونيسيا إلي استراليا ثم هجرة التجار الأفغان الذين رحلوا باستراليا أيضا لاستيراد الجمال من صحرائها عام 1860.

وما إن دخل القرن العشرين تقلصت الهجرة لاستراليا واقتصرت علي الدول الأوروبية رغبة في استقبال الجنس الأبيض بدافع العنصرية مما أدي إلي هجرة الكثير من مسلمي ألبانيا والبوسنة الذين بنو المساجد في شيبارتون، وفيكتوريا عام 1960، ثم أول مسجد في ملبورن 1963، وكذلك أسس البوسنيون مع الألبان الجمعية الإسلامية المتعددة الأعراق في فيكتوريا 1961، والجمعية الإسلامية في كارلتون ولهذا فقد أثرا معا في زيادة تعداد المسلمين في استراليا وبعد الحرب العالمية الثانية كانت استراليا في حاجة ماسة إلي المهاجرين من أجل التنمية فبدأت الهجرة من البوسنة والهرسك، ومن الأتراك، وبعد عام 1975 والحرب الأهلية في لبنان بدأت هجرة اللبنانيين الذين استقروا في سيدني وشكلوا أكبر مجموعة عرقية للمسلمين في استراليا،

وبدأت الهجرة للمسلمين بعد عام 1971 من دول كلبنان وماليزيا وإندونيسيا وأفغانستان وبنجلادش وباكستان والفلبين ومن مصر والسودان والصومال ثم منطقة البلقان مما شجع علي وجود جالية مسلمة كبيرة متعددة الأعراق والجنسيات تشكل من جيلها الأول الجيل الثاني والثالث الآن لتصبح الأعياد والمناسبات الدينية فرصة ثمينة لغرس الجذور الثقافية والدينية الأصيلة في عقول الأبناء الذين ينتمون للثقافة الاسترالية.

رؤية الهلال
يبدأ رمضان في استراليا بالتثبت بالعين المجردة من رؤية الهلال مما يسبب الاختلاف بين الجاليات عند تحري أهلة الشهور العربية.وتبدأ التحضيرات للشهر المبارك قبل دخوله بأيام، حيث يقوم المسلمون بشراء السلع الرمضانية والتحضير لموائد الإفطار.

تبادل الزيارات والتهاني.
المسلمون في استراليا يتبادلون التهاني والتزاور في البيوت والمنتديات وأماكن العبادة التي تنشط خلال شهر رمضان حيث تنتشر الأماكن لأداء الدروس الدينية وتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية، وتنشر موائد الرحمن لإقامة الإفطار والسحور الجماعي عند المساجد أو في حدائق المنازل ويتم استدعاء الشيوخ لقراءة القرآن بعد حفل الإفطار وتقدم أشهي المأكولات والأطعمة المختلفة والمتنوعة بسبب تنوع الجاليات وحمل الأسر للأطعمة المختلفة مما يعطي المائدة الجمال والجود والكرم في هذا الشهر الكريم، كما تحرص الأسر علي الذهاب إلي المساجد لإقامة صلاة العشاء والتراويح التي تعتبر فرصة عظيمة لروح الجماعة وذوبان الجنسيات المختلفة وتضامنها وتوحدها علي مظهر من مظاهر العبادة،

وتنشط العبادة في العشر الأواخر وعند دخول العيد تعم الفرحة علي الجميع وينطلق الأطفال إلي اللهو واللعب في الميادين العامة وعند حدائق المساجد، وتوجد مطاعم الحلال في استراليا بكثرة بسبب نشاط المجلس الإسلامي الاسترالي.
مراكز لنشر الثقافة الإسلامية
تنتشر الكثير من المدارس والجامعات والمراكز الإسلامية في الولايات والمدن الاسترالية كما تنتشر المساجد التي يبلغ عددها 100 مسجد إضافة لما تيسره الحكومة الأسترالية للعمال المسلمين من غرف وأماكن عبادة بالمؤسسات الخدمية، من أهم المساجد مسجد لاكمبا سيدني، ومسجد مورينا في فيكتوريا، ومسجد تشو لوزا غيرنا في سيدني، ومسجد بوركين هيل، ومسجد بيت الهدي في سيدني، ومسجد الطائفة الأحمدية في ملبورن، وتعتبر الأعياد والمناسبات الدينية فرصة ثمينة لجمع الجاليات وبخاصة قدوم شهر رمضان وما له من مظاهر خاصة عند مسلمي استراليا.

مصدر الخبر البلاد

تعليقات
Loading...