الحلقة الثانية من مذكرات: إندونيسيا بعيون أراكانية

0 557

مذكرات ويوميات يروي فيها كاتبها مشاهداته في إندونيسيا حول مشاركة الوفد الروهنجي في مؤتمر الإعلام وزيارة اللاجئين الروهنجيين

كادت الطائرة أن تحلق إلى جاكرتا بدوني ولكن!
يرويها: صلاح عبدالشكور

في أحد صباحات جدة المنعشة وصلت قادماً من مكة أَأُمّ القنصلية الاندونيسية وفي يدي ظرف أبيض بداخله جواز سفرٍ وحزمة أوراق وخطابين من رابطة العالم الإسلامي، أحدهما خطاب دعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي الإسلامي الثالث للإعلام، والآخر خطاب موجه إلى القنصل العام بسفارة إندونيسيا لمنحي تأشيرة دخول إلى اندونيسيا، اقتربت من بوابة القنصلية ورجال ونساء ينتظرون الإذن بالدخول، فاستأذنت البواب وسألته عن “كونتر” منح التأشيرات فأشار إلى ناحية اليمين وقال: شباك رقم 3، دنوت من الشباك وقلت للموظف أريد تأشيرة لإندونيسيا ولدي خطاب دعوة من رابطة العالم الإسلامي فقال: هاتِ جواز سفرك وبمجرد أن وقع جوازي في يده رده إليّ مباشرة وهز رأسه وقال هذا الجواز ممنوع من السفر إلى اندونيسيا إلا بموافقة خطية من إدارة جوازات جاكرتا، حاولت أن أُفهمه أنني أحمل خطاب دعوة من وزارة الشؤون الدينية، وأن لدي مشاركة في مؤتمر تنظمه الرابطة بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية ومعي أيضاً كشف صادر من وزارة الشؤون الدينية مدرج به اسمي، وفي كل مرة يهز الموظف رأسه ويقول لا أستطيع منحك تأشيرة دخول، أنا لدي نظام أعمل به، ويتابع نظره إلى أوراق كان يختمها، رجعت بخفي القنصلية، ولا ألوم الموظف فهو أداة لتنفيذ أوامر وتوجيهات لا دخل له بها، رجعت إلى مكة وبعد يومين علم رئيس المركز الروهنجي العالمي GRC الشيخ عبدالله معروف بموضوع تعثر منحي لتأشيرة الدخول اتصل بي وكعادته تحدث بنبرة المتفائل وقال لي: لا تقلق ستشارك بإذن الله تعالى وطلب مني بعض أوراقي فأرسلتها له وفي قرارة نفسي كنت أقول: هل يصلح العطار ما أفسده الجواز، وما هو إلا يوم واحد وقد بقي على المؤتمر ثلاثة أيام فقط اتصل بي الشيخ عبدا لله معروف يطلب مني مراجعة القنصلية في اليوم التالي، وفعلاً ذهبت لإدارة القنصلية فإذا بي مرحب ومخدوم وكأني شخصية دبلوماسية، تغير التعامل معي وانهالت الابتسامات من كل الجهات، وجاءني موظف يطلب مني أوراقي بكل لطف وقال: كلها بضعة ساعات وتستلم تأشيرتك ونحن في خدمتك وفعلاً أنهيت إجراءاتي في بضع ساعات فعدت إلى مكة وعدلت رحلتي سريعاً وبدأت آخذ أهبة السفر، وأما رفيقي الدكتور طاهر فله قصة مشابهة ولكن الله سهّل أموره فتيسرت بحمد الله واتجهنا صوب المطار في موعد الرحلة برفقة الزميل الإعلامي عبدالله عبدالقادر .. ألتقيكم من جاكرتا في الحلقة القادمة بإذن الله ..

تمتمة: تعلق القلب بالله رأس كل فلاح ..

تعليقات
Loading...