أمبلات: إندونيسيا تراهن على التفاوض مع ماليزيا وتتمسّك بحماية المصالح الوطنية

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – اختارت إندونيسيا مسار التفاوض لمعالجة نزاع كتلة بحر أمبلات مع ماليزيا، في ظل خلافات تلقي بظلالها على العلاقات الثنائية. وضمن هذا النهج الدبلوماسي، تؤكد جاكرتا عزمها الدفاع عن مصالحها الوطنية، وفقًا لما أكدته الحكومة.

تقع أمبلات في بحر سولاويسي. وتتشارك إندونيسيا وماليزيا مطالب متداخلة على هذه المنطقة البحرية الغنية بالنفط.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، جدّدت كوالالمبور رفضها لاستخدام إندونيسيا لمصطلح أمبلات، ما زاد من حدة الخلافات المستمرة منذ عقود حول السيادة على الإقليم. وتفضّل ماليزيا الإشارة إلى المنطقة بمسمّيي «إن دي ٦» و«إن دي ٧»، وتعدّهما جزءًا من بحر سولاويسي. 

وتعهد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم مؤخرًا بأن بلاده ستعمل على حماية كل شبر من صباح في المناقشات مع إندونيسيا، مؤكّدًا نية كوالالمبور التفاوض بشكل سليم، دون استسلام.

صرّح الرئيس برابوو يوم الخميس بأن إندونيسيا ستبحث عن وسائل سلمية. وفي اليوم التالي، قال وزير الخارجية سوجيونو بإيجاز إن جاكرتا ستسعى إلى حلّ [المسألة] وديًا عبر الدبلوماسية. 

وقدّم الدبلوماسي البارز عبد القادر جيلاني تعليقًا مطوّلًا على القضية التي تتصدر العناوين.

تظل الحكومة الإندونيسية ملتزمة بالحلول السلمية للنزاعات الحدودية البحرية من خلال الانخراط في المفاوضات. 

وقال عبد القادر في مؤتمر صحفي بجاكرتا يوم الجمعة: نحن، كبلدين عضوين في آسيان وجارين، سنحافظ على مبادئ آسيان في حلّ خلافاتنا دائمًا بالوسائل السلمية.

وكشف عبد القادر أن المفاوضات مرّت بـ ٤٣ جولة منذ عام ٢٠٠٥. وعندما سُئل عن أكبر عقبة أطالت أمد المحادثات، أقرّ بأن مفاوضات الحدود تنطوي على تعقيدات تقنية شائكة خاصة بها.

وقال: تستغرق [هذه المناقشات] وقتًا. وخلال العملية التفاوضية ستواصل إندونيسيا إعطاء الأولوية لمصالحها الوطنية، والالتزام بالمبادئ المقررة في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام ١٩٨٢، بحسب تصريحاته للصحافة.

برز نزاع أمبلات في دائرة الضوء وسط احتفالات الذكرى الثامنة والخمسين (٥٨) لتأسيس رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان». 

وكان من المقرر أصلًا أن يشارك برابوو في احتفالات الذكرى السنوية بمقر أمانة الكتلة في جاكرتا، لكنه أوكل إلى سوجيونو حضورها نيابة عنه. 

وفي صلب النزاع احتمالُ تطويرٍ مشترك لاحتياطيات النفط والغاز في أمبلات. غير أنّ وزارة الخارجية الماليزية قالت يوم الثلاثاء إن المحادثات بشأن خطة التنمية المشتركة لا تزال في المرحلة الاستكشافية، نافيةً توصّل الطرفين إلى اتفاق.

من المحتمل أن توحّد الدولتان جهودهما عبر شركتي النفط الحكوميتين لديهما، بيرتامينا الإندونيسية وبتروناس الماليزية، إذا ما تمضي الخطة قدمًا. 

وأوضح إيدي كاريانتو، مدير في ذراع قطاع المنبع لدى «بيرتامينا هولو إنيرجي»، أنّ شركته تنتظر توجيهات إضافية من الحكومة الإندونيسية.

وقال إيدي الأسبوع الماضي: نمتلك الكفاءة التقنية والمالية، سواء لتطوير منصة شبه غاطسة أو منصّات حفر قابلة للرفع، في إشارة إلى الأنواع المتاحة من وحدات الحفر البحرية المتنقلة.

إندونيسيا اليوم | جاكرتا غلوب