إنتاج الكوبالت في إندونيسيا قد يستحوذ على 19% من السوق العالمية

بحلول 2030

0 307

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – شهد إنتاج الكوبالت في إندونيسيا طفرة نمو ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، في إطار منافسة شرسة مع المنتجين في أفريقيا وأستراليا للاستفادة من الطلب العالمي المتسارع على المعدن المستعمل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

وأظهرت بيانات حديثة تفوّق إنتاج المعدن النادر في إندونيسيا خلال العام الماضي على أستراليا، لتصبح ثاني أكبر منتج عالمي بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما دفع إلى توقعات بزيادة حصتها العالمية من 3% عام 2022 إلى 19% عام 2030، ما سيمكّنها من الحفاظ على المركز الثاني، وفقًا لتقديرات شركة الأبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة (BloombergNEF).

وتضاعف إنتاج الكوبالت في إندونيسيا إلى 9 آلاف و500 طن عام 2022، مقارنة بـ2700 طن في عام 2021، بنسبة نمو 252%، وفقًا لبيانات معهد الكوبالت، ومقرّه المملكة المتحدة.

وتفوَّق إنتاج الكوبالت في إندونيسيا خلال 2022 على أستراليا، التي لم يتجاوز إنتاجها 7 آلاف طن، بعدما كانت متقدمة في عام 2021 بـ5 آلاف و900 طن، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الكونغو تستحوذ على 73% عالميًا
تدور المنافسة بين إندونيسيا وأستراليا على المركز الثاني في إنتاج الكوبالت، أمّا المركز الأول فما زالت تستأثر به الكونغو الديمقراطية بفارق كبير منذ سنوات طويلة.

وبلغ إنتاج الكوبالت في الكونغو الديمقراطية خلال عام 2022، قرابة 145 ألف طن مستحوذة على 73% من إجمالي الإنتاج العالمي البالغ 198 ألف طن.

بينما استحوذ إنتاج الكوبالت في إندونيسيا على ما يتراوح بين 3% و5%، باختلاف التقديرات بين مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس ومعهد الكوبالت في المملكة المتحدة.

على الجانب الآخر، عززت الفلبين من منافستها العالمية باستحواذها على المركز الـ4 في عام 2022، بحجم إنتاج بلغ 5 آلاف و400 طن، متفوقة على كندا ومدغشقر، وفقًا لترتيب معهد الكوبالت.

صناعة البطاريات تستحوذ على 40%
تتسابق شركات التعدين على زيادة إنتاج الكوبالت في إندونيسيا للاستفادة من الطلب المتسارع على المعدن بصناعة السيارات الكهربائية، بوصفه عنصرًا رئيسًا في صناعة بطاريات الليثيوم أيون.

وتشهد مبيعات السيارات الكهربائية طفرة قياسية خلال آخر عامين، وسط توقعات بانتعاش أسواقها العالمية خلال السنوات المقبلة، مع زيادة توجّه صناعة السيارات نحو أهداف خفض الانبعاثات وتعزيز بدائل السيارات التقليدية الملوثة.

واستحوذت صناعة السيارات الكهربائية على 40% من الطلب العالمي على الكوبالت خلال عام 2022، ما يعادل 74 ألف طن، مقارنة بـ56 ألف طن خلال عام 2021، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويتمتع إنتاج الكوبالت في إندونيسيا بقدرات هائلة تمكّن البلاد من زيادته بمعدل 10 مرات على الأقلّ بحلول 2030، نظرًا لكونها أكبر دولة مالكة لاحتياطيات النيكل في العالم.

الكوبالت منتج ثانوي من النيكل في إندونيسيا
يأتي إنتاج الكوبالت في إندونيسيا كونه منتجًا ثانويًا لاستخراج النيكل، ما يتيح للبلاد فرصة الاستفادة المضاعفة لإنتاجهما معًا والمنافسة على مراكز الصدارة العالمية في توريدهما بحلول 2030، بعدما كان ليس لها وجود على الصدارة العالمية قبل عامين.

ويعزز من هذه التوقعات القيود المفروضة على صادرات المعادن الخام من إندونيسيا منذ عام 2014، لا سيما النيكل، إذ تشترط البلاد الواقعة جنوب شرق آسيا على شركات التعدين إنشاء مصانع معالجة للنيكل الخام داخل البلاد.

وتهدف إندونيسيا من هذه القيود تعزيز قدراتها على إنتاج عناصر المعادن النهائية المستعملة في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة.

ويُستعمل النيكل في صناعة 90% من القطب الكهربائي في البطاريات الكهربائية، والمعروف باسم “الكاثود”، وهو أهمّ وأغلى مكون في صناعة البطاريات عالية الأداء، كما يُعتمد عليه بصورة أساسية في إنتاج الصلب المقاوم للصدأ والحرارة العالية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

مخاوف العرض والطلب في سوق الكوبالت
شهد قطاع إنتاج الكوبالت في إندونيسيا غزارة بخطط وإعلانات المشروعات الجديدة خلال السنوات الأخيرة، مع تسهيل الحكومة لإجراءات التصاريح، ما يرجّح تضاعف القدرات الإنتاجية للبلاد بحلول 2030.

ولا تقتصر طموحات إندونيسيا على تصدير العناصر النهائية من المعادن الخام فحسب، بل تتطلع إلى تعزيز قدراتها الصناعية لحجز مقعدها في صناعة بطاريات الليثيوم أيون وسلاسل توريد المركبات الكهربائية العالمية.

وتشهد البلاد تقدمًا ملحوظًا في هذا الاتجاه مع ظهور عدد من الشركات وخطط الاستثمارات في مجال تصنيع بطاريات الليثيوم أيون، إلّا أن محاولاتها لتعزيز إنتاج النيكل والكوبالت ربما تصطدم ببعض المخاوف المتصلة بمحركات العرض والطلب في الأسواق العالمية.

وتختلف محركات العرض والطلب في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية عن صناعة الصلب المعتمدة على الكوبالت بصورة كبيرة، إذ تميل البطاريات إلى أن تكون قريبة من أسواق الاستهلاك النهائي؛ نظرًا لتعقيد عملية نقل الخلايا وتكلفتها الباهظة.

انخفاض أسعار الكوبالت 60%
تخضع أسواق الكوبالت لتقلبات في جانب الطلب من قبل مصنّعي السيارات الكهربائية والبطاريات، ما يؤثّر في توقعات أسعاره بصورة أكبر من غيره من المعادن النادرة، لا سيما الليثيوم، ويصعب على المنتجين للكوبالت تعديل خططهم الإنتاجية، خاصة أنه منتج ثانوي وليس أساسيًا في عمليات التعدين.

وتنعكس هذه التحديات على السلوك الغريب لأسعار الكوبالت، التي انهارت بنسبة 60% خلال العام الماضي، لتصل في بعض الأوقات إلى 15 دولارًا للرطل، على الرغم من وجود أحداث أدت إلى انخفاض المعروض العالمي، وفقًا لوكالة رويترز.

تعدين النيكل والكوبالت في إندونيسيا- الصورة من the jakarta post

ورغم تعديل توقعات الطلب العالمي على الكوبالت أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، فإنه سيظل عنصرًا رئيسًا في صناعة البطاريات، ويُتوقع أن تتوافر كمياته بصورة أفضل لتلبية الطلب مع زيادة إنتاج الكوبالت في إندونيسيا وتوسّع الكونغو في مشروعات جديدة، وفقًا لتوقعات بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

وتتطلب هذه التقلبات والاختلافات الجوهرية في سوق الكوبالت ضرورة وجود طلب محلّي على البطاريات في إندونيسيا، وإلّا سيصبح من الصعب عليها تطبيق سياسة تسمح بتصدير الخلايا أو البطاريات فقط.

من هذه الزاوية، تتزايد أهمية تعزيز قدرات الصناعات التحويلية في البلاد، لا سيما في مجال إنتاج البطاريات والمركبات الكهربائية، حتى تتمكن سياسة حظر تصدير المعادن الخام من تحقيق أهدافها في إندونيسيا، أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا.

//إندونيسيا اليوم/متابعات/الطاقة/

مصدر الطاقة
تعليقات
Loading...