السلام عليكم يا جنتي

864

بعد عودتي إلى المنزل كل مساء، يستقبلني صغيري رمضان بهذه التحية التي تعلّمها مني، وعمره لم يتجاوز خمس سنوات، فأحييه بكل سرور: وعليك السلام يا طفلي المدلل، وبمجرد دخولي المنزل يزول تعب اليوم كله وأنا أرى أطفالي من حولي، فتتسابق ابتني التوأم إلى تحضير كوب من الشاي الدافئ وتقديمه لي مع عبارات تزيد من لاوة كوب الشاي ودفئه، كأن تقول إحداهما “بالصحة والعافية يا جنتي” وتقول الأخرى: “هنيئا مريئا يا نور عيني” فتغمرني سعادة كبيرة وأنا أرى رتي عيني تتحدثان اللغة العربية، لغة القرآن العظيم التي شرف الله تعالى مكانتها وجعل علوم الدنيا منوطة بتعلمها.

كنت قد اعتمدت هذه الطريقة في تعليم أطفالي اللغة العربية منذ مدة، وها هي تأتي أكلها، فأنا حريصة جدا على التحدث بالعربية في البيت باللغة العربية، وأصبح
الحديث بها شيئا ممتعا بالنسبة لهم.

لذلك قررت أن أشارككم تجربتي في تعليم أطفالي اللغة العربية، وذلك بتطبيق مهارة الاستماع، وهي طريقة أراها نافعة جدا بالنسبة للأخشاص الناطقين بغير العربية، حيث يمثل الاستماع أول درجات إدراك الإنسان للأشياء المسموعة، والكلام يقع في الأذن قبل أي شيء آخر، وما تستحسنه أسماعنا تقبله قلوبنا وتأنس به أرواحنا، وهذا حال اللغة العربية. خاصة إذا أعطينا أطفالنا الصغار أهمية كبيرة لتعلم اللغة العربية، ذلك أن “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر” أي لا يزول أبدا.

لذلك أنصحكم باستخدام اللغة العربية مع أطفالكم داخل المنزل بتسمية الأشياء والإشارة إليها في كل مرة، وستجدون أن الطفل بدأ يقلد أصواتنا ويدرك دلالة كل صوت ينطق به، وهكذا يتعود لسانه على نطق الأحرف العربية، ثم تدعيم هذه المهارة بتلاوة القرآن الكريم الذي نزل على نبينا الكريم بلسان عربيى مبين.

فاللغة العربية هي اللغة الحية التي لا تموت ولا تزول بزوال الأمم، إنها لغة القرآن العظيم ولغة الرسول الكريم وهي تحمل أعظم رسالة للبشر أجمعين وللإنسانية جمعاء.

تعليقات
Loading...