المعاهد الإسلامية في ​سولاويسي​​ و​كالمانتان​..​ منارات علم ودين للطلاب المسلمين

0 1٬117

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — تعد جزيرة سولاويسي Sulawesi من أشهر جزر إندونيسيا وهي واحدة من الجزر الأربع المكونة لجزر سوندا الكبرى وتقع بين جزيرة مالوكو وجزيرة بورنيو، ولها شكل مميز لوقوعها بين أربع أشباه جُزر يفصل بينهما ثلاثة خلجان.

ويقع مضيق (ماكاسار) على الجانب الغربي لجزيرة سولاويسي ليفصل الجزيرة عن بورنيو، ومن أهم المدن هناك هي منادو عاصمة إقليم شمال Sulawesi، وعدد سكانها نحو ٢٥،٠٠٠، وماكاسار وعدد سكانها نحو ٩٥٠،٠٠٠ وهي العاصمة الإقليمية لجنوب Sulawesi.

وتشتهر سولاويسي بمدرجات مزارع الأرز الخضراء وظلام غاباتها المتماسكة ووديانها العميقة والسحيقة وشواطئها الرملية والنظيفة وبراكينها الخامدة وجبالها ومرجان بحارها وعادات شعبها المسالم والودود والمتجانس من عدة قبائل وشعوب تكون حياة هذه الجزيرة ويومياتها.

وفي سولاويسي الجنوبية والشمالية في إندونيسيا الوسطى تنشط الحركة الدعوية وتنتشر المعاهد الإسلامية وتُكرّس هذه المعاهد جهودها لتعليم الطلاب والطالبات علوم دينهم ودنياهم وتؤسس لجيل إسلامي يعرف تعاليم شريعته ويطبقها في حياته اليومية بداية من مرحلة الطفولة في الروضة حتى الثانوية وتمتد كفوف هذه المعاهد بمساعدتها إلى الطلاب والطالبات إلى ما بعد التخرج بتزويج طلاب المعهد بطالبات من خريجات المعهد ويساهمون بدفع المهور وتحمل النفقات ويقيمون الزيجات الجماعية كل سنتين لنحو ٢٠٠ عريس وعروس وذلك لتحصين الشباب والشابات.

ومن هذه المراكز مركز هداية الله في كالمنتان في إندونيسيا الوسطى ويتربع على مساحة مليون متر وعدد الطلاب ٨٠٠ والطالبات نحو ٧٠٠ ويوفر السكن لـ ٢٠٠ طالب وطالبة من ذوي الدخول البسيطة وتأسس المعهد سنة ١٩٧٦ميلادي على يد عبدالله سعيد وهو داعية معروف في سولاويسي الجنوبية كان يقوم بالدعوة في سولاويسي وسافر لهذه المنطقة ولاحظ أن المعاهد قليلة فأصرّ أن يستقر هنا وأسس المعهد الذي أصبح فيما بعد مدرسة علمية يفد لها السكان لتعليم أبنائهم.

وما يميزه أن معلمي هذا المعهد هم من خريجيه وعلى الحال نفسه فكل جيل يتخرج يُعلم الجيل الذي يليه ويتقاضى المعلمون مبالغ رمزية كرواتب كما أن المعهد يحصل على رسوم بسيطة من الدارسين باستثناء الأسر الفقيرة والمعدومة.

وتكون بداية تدريس الطلاب في هذا المعهد من الروضة فيعلمونهم القرآن والأحاديث ويهتمون في المراحل المبكرة من الدراسة بحفظ سورة الضحى حتى سورة النبأ ويهتمون كذلك بتثقيفهم دينيًا ثم في المتوسطة يُدخلون بعض المواد العلمية والثقافية حتى الثانوية وبعدها يلتحق الطالب بالمعهد العالي للعلوم الشرعية داخل المركز وأغلب خريجي المعهد يُدرسون بفروع المعهد بعد تخرجهم.

وفي منطقة ماروس وتبعد ٣٠ كيلو عن ماكاسار هناك معهد دار الاستقامة وهو أشبه بالقرية العلمية التي تستقبل الذكور والإناث من مراحل عمرية مبكرة ويعلمونهم القرآن والسنة والأحاديث وفي بداية الالتحاق يركزون على القرآن ويعلمون الدارس اللغة العربية حتى يستقيم لسانه لأن المعهد يهتم بها كلغة أم وبها نزل القرآن الكريم وتنبهر وأنت تتحدث مع الطلاب إجادتهم للترتيل والتجويد وطلاقة اللسان.

كما يوفر المعهد سكنًا للطلاب والطالبات وعددهم نحو ١٠٠ ويقوم بتزويجهم وتخفيف المهور بالتفاهم بين الزوجين وينظم حفلات زواج جماعية وفي حال تخرج الطلاب فهم ينقسمون ثلاثة أقسام منهم من يعود ويعمل بالمعهد ومنهم من يكمل مشروعه الدراسي بجاكرتا والجامعات الخارجية ومنهم من يبحث عن وظيفة وللمعهد ٣٠ فرعًا في عددٍ من المحافظات.

وفي سولاويسي الشمالية وتحديدًا في منطقة منادو ذات الغالبية السكانية النصرانية يتوسط معهد دار الاستقامة أحياءهم وهو واحدٌ من أربعة معاهد إسلامية في تلك المنطقة المعروفة بانتشار الكنائس وشح الدور العلمية الإسلامية فأضحت منابر علم ودعوة للإسلام وتعلم الطلاب والطالبات أصول الدين والقرآن.

ويدرس في هذا المعهد الذي أسس عام ٨٨ ميلادي نحو ٣٠٠ طالب وطالبة وحاله كبقية المعاهد التي تحتضن الدارس من بداية عمره حتى يتخرج من الثانوية.

ويقول مدير المعهد واسمه ميسر: “كنا بالبداية نقوم باختبار قبول للراغبين وشرط أن يحفظ القرآن ولاحظنا أن أكثر المتقدمين هم من الفقراء فقررنا قبولهم دون اختبار تقديمي لأن هذا الفقير سيتنصّر لو التحق بالمدارس النصرانية والحمد لله قبلناهم وسنويًا يتخرج نحو ٤٠ من الجنسين لكل مرحلة دراسية”.

وأضاف: “وعندما يتخرجون نقبل مثلهم بالعدد نفسه وحسب المقاعد لأن أعداد المتقدمين ولله الحمد كثيرة جدًا وأتذكر قصة الطالب غير المسلم الذي جاء وقبلناه وأسلم ومثله أكثر من طالب وطالبة والمعهد يوفر لهم السكن والأكل والشرب كذلك يساهم في تزويجهم”.

واختتم: “أما خريجو المعهد نجبرهم بعد تخرجهم على التدريس هنا سنة كاملة وهذا نوع من رد الجميل للمعهد الذي علمه ودرسه ونسميها خدمة المعهد ونحن مجبورون على قبول الطالب لأن هناك بعض الطلبة المسلمين الذين التحقوا بالكنيسة للتعلم فساهمنا بعودتهم لنا ووفرنا لهم وسيلة نقل والحمد لله المعهد احتضنهم وغيرهم العشرات من الفقراء المسلمين”.

 

 

مصدر الخبر سبق

تعليقات
Loading...