بقلم / الحسين الزين بيان
لقد كان الرئيس الأمريكي ترامب ” بدعا ” من كافة الرؤساء الذين سبقوه على رأس أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم الولايات المتحدة الأمريكية في كافة خطاباته وتصرفاته منذ نوى الترشح للرئاسة .
حيث ظلت خطاباته خارج السياق البرتوكولي لأي رئيس خاصة رئيس الولايات المتحدة التي هي القائد الفعلي للعالم . ويتطلب ذلك من رئيسها وكافة مسئوليها السامين الحذر في كل كلمة يدلون بها فما بالك برئيسها ؟!. غير أن رجل الأعمال _ الغيرمسيس _ لم يأبه لكل هذا وأطلق حملة انتخابية غير مسبوقة .. تجاوز فيها كافة الخطوط المتعارف عليها ؟
وكان يعلن عن نواياه وما سيقوم به حال فوزه بالرئاسة وظل المراقبون مابين مندهش ورافض لحقيقة أن ترامب لا يمكنه فعلا تطبق تصريحاته في الحملة الانتخابية على أرض الواقع حين يفوز بمنصب الرئاسة .
غير أنه ومنذ توليه منصب رئيس الولايات المتحدة يصر على تطبيق كل ما وعد به مهما بلغت معارضة من حوله من مسئولين وكذلك الحلفاء الإستيراتجين للولايات المتحدة .
وهذا ما قام به فعلا على أرض الواقع حين أعلن عن نقل السفارة الأمريكية من تلابيب إلى القدس وقد تم نقلها كما وعد بذلك ترامب غير آبه بالدعوات الرافضة علنا على الأقل .
ويكمل الرئيس الأمريكي ترامب قراراته المخالفة لكل الأعراف والاتفاقيات الدولية بإعلانه في خطاب مشهود عن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران من طرف واحد .
وتركه العالم يموج في دهشته بما في ذلك حلفاء بلاده الأوربيون الذين لم يصغي لا لنصائحهم أو مناقشتهم . وتجد حكومة الملالي في طهران نفسها أمام حقيقة لا تقبل الشك ، وهي التي عانت الأمرين في سبيل برنامجها النووي من عقوبات دولية صارمة أوجعت المواطن الإيراني في لقمة عيشه اليومية .
ومفاوضات شاقة قدمت فيها طهران تنازلات مؤلمة للأطراف الدولية التي فاوضتها على برنامجها النووي . وقد كانت تظن أنه لا بديل عن هذا الاتفاق للخروج من أزمتها الاقتصادية الصعبة وأنه أيضا لا يوجد شيء قادر على إلغاء هذا الاتفاق الذي كسبت منه مئات المليارات وهي أحوج ماتكون إليها لسد أزمتها الاقتصادية الداخلية التي باتت قريبة من الانفجار .. وتمويل حملا تها الحربية العدوانية على الدول العربية في : العراق وسوريا واليمن ولبنان وبقاع شتى أخرى …
واليوم وبعد أن حرق ترامب صبر صانعي السجاد وبدد حالة الاسترخاء التي تولدت عندهم عقب الاتفاق النووي ويعكفون على توظيفها لتطوير إستراتجيات حروبهم وتوسعهم الذي لا حدود له بإلغائه الاتفاق معهم .
وإقرار كبار قادتهم بأن الشريك الأوربي الذي أعلن تمسكه بالاتفاق لايمكن الوثوق به ؟!. فهل يراجع قادة إيران سياساتهم التي أوصلتهم لهذه المحطة التي لم تكن في حساباتهم ؟! ويركبوا نسيج الواقعية ويوقفوا حروبهم على جيرانهم ؟ أم أن قادة طهران قد حزموا أمرهم لجولات جديدة من الحرب وفي ساحات أخرى إسرائيل مثلا ؟