معرض حكمة الخيط يبرز عمق الروابط الثقافية بين تركيا وإندونيسيا بعد ٧٥ عامًا

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – في إطار إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإندونيسيا، نظمت السفارة التركية في جاكرتا معرضًا فنيًا بعنوان “حكمة الخيط” ليعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين. وجاء هذا الحدث المميز ليؤكد مكانة الفن كجسر حضاري يجمع بين الأمم ويحتفي بالقيم الإنسانية المشتركة.

وخلال حفل الافتتاح الذي أقيم يوم الجمعة، سلّط ريسات أوغور كاراجان، المستشار بالنيابة لسفارة تركيا لدى إندونيسيا، الضوء على أهمية هذه المناسبة، قائلًا: “إن هذه الفعالية تحمل أهمية كبرى باعتبارها تتزامن مع مرور خمسة وسبعين عامًا على بداية العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإندونيسيا. إنها فرصة لتعزيز الشراكة والصداقة بين شعبينا.”

استمر المعرض لمدة أسبوع، وضم مجموعة من اللوحات المميزة للفنان التركي الشهير إبراهيم إيراسلان، الذي استخدم في أعماله تقنيات الأكريليك على السجاد ليبتكر مزيجًا فريدًا بين الفن التقليدي والحديث، ويعبّر من خلالها عن الاندماج الثقافي بين تركيا وإندونيسيا.

وأوضح كاراجان أن هذا الحدث يمثل جزءًا مهمًا من الاحتفالات الرسمية بهذه الذكرى التاريخية، معربًا عن أمله الكبير في أن تشهد علاقات البلدين المزيد من التقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأضاف: “هذا المعرض يجسّد مثالًا رائعًا على التفاعل الثقافي المتنامي بين تركيا وإندونيسيا. نطمح إلى تعميق التنسيق والتعاون في هذا المجال، فالروابط الثقافية بين بلدينا عميقة وقوية بالفعل.”

وأشار إلى أن المسافة الجغرافية بين البلدين لم تكن يومًا عائقًا أمام التقارب الثقافي، حيث ترتبط الثقافتان بعلاقات تاريخية وطيدة، وقال: “نحن حريصون على تعزيز هذه الروابط في المستقبل القريب.”

بدوره، عبّر الفنان التركي إبراهيم إيراسلان عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المتميز، موضحًا أن أعماله تُظهر النساء التركيات في الماضي، ممن عانين من مصاعب الحياة والحزن. 

وقال: “في وجوههن تظهر ملامح المعاناة والألم التي واجهنها عبر السنين، ويمكن للمشاهد أن يشعر بذلك بشكل عميق من خلال تفاصيل اللوحات.”

وأضاف إيراسلان: “من خلال فني، أحرص على نقل قصة كفاح هؤلاء النساء وقوتهن أمام الشدائد. رغبت في أن أعبّر عن تأثير تجاربهن على ملامحهن المتعبة، وأدعو الجميع إلى عدم زيادة صعوبة الحياة على أمهاتنا، فهذه الأعمال مستمدة من تجربتي الشخصية، حيث واجهت والدتي أيضًا الكثير من الأحزان طوال حياتها.”

وفي ختام حديثه، عبّر إيراسلان عن أمله في أن تنعم النساء في المستقبل بحياة ملؤها السعادة والراحة، مؤكدًا أن الفن سيظل دا‍ئمًا وسيلة للتعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة.

إندونيسيا اليوم | أنتارا