خطاب برابوو في الأمم المتحدة: رفض العقيدة التي تشرعن ظلم الضعفاء

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – دعا الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، في خطابه أمام المناقشة العامة للدورة الـ ٨٠ للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر المنظمة بنيويورك يوم الثلاثاء، قادة العالم إلى رفض العقيدة التي تتيح للأقوياء فعل ما يشاؤون بينما يظل الضعفاء عرضة للمعاناة.

وقال برابوو في كلمته: «إن المؤرخ ثيوسيديد كتب أن الأقوياء يفعلون ما يريدون، بينما يعاني الضعفاء ما لا بد أن يعانوه. يجب أن نرفض هذه العقيدة. إن الأمم المتحدة وُجدت لرفضها. علينا أن نقف مع الجميع، الأقوياء والضعفاء. فالحق لا يمكن أن يكون مجرد خيار، بل يجب أن يكون قاعدة».

وشدد الرئيس الإندونيسي على أن هذا الموقف يمثل رفضاً للنهج الأحادي الذي تنتهجه بعض الدول، حيث أشار بشكل مباشر إلى ما وصفه بـ «الإبادة الجماعية» التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة. 

وقال: «لا يمكن أن نلزم الصمت بينما يُحرم الفلسطينيون من العدالة والشرعية في هذا المجلس ذاته».

ولفت برابوو إلى أن عالم اليوم يعج بالعنف والكراهية، رغم أن لكل إنسان الحق في الأمان والكرامة والحب، وفي ترك حياة أفضل لأطفاله. 

وأضاف: «أطفالنا يراقبوننا، وهم يتعلمون القيادة ليس من الكتب الدراسية، بل من خياراتنا».

وأكد الرئيس أن الأمم المتحدة تظل الضامن الأساسي للسلام العالمي ودعامة التعددية الدولية وضمانة لتحقيق الازدهار لجميع الشعوب. 

وقال: «مع أمم متحدة قوية يمكننا أن نبني عالماً لا يعاني فيه الضعفاء مما يُفرض عليهم، بل يعيشون العدالة التي يستحقونها».

كما عبّر عن أمله في أن يُظهر قادة العالم «رؤية استراتيجية، وحكمة، وتواضعاً»، بما يجعلهم يتجاوزون الكراهية والريبة في سبيل تحقيق السلام والعدالة.

وتطرق برابوو في كلمته أيضاً إلى قضايا متعددة بينها المأساة الإنسانية في غزة، ودعم بلاده لحل الدولتين، ومواجهة تغيّر المناخ والتحول إلى الطاقة النظيفة، إضافة إلى أزمة الغذاء العالمية وضمان الأمن الغذائي، مؤكداً مجدداً على دور الأمم المتحدة المركزي في حفظ السلام.

ويُعد النقاش العام المحطة الأبرز في الدورة الـ ٨٠ للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد اعتلى برابوو المنصة بصفته المتحدث الثالث بعد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وجدير بالذكر أن هذه المشاركة تمثل أول حضور مباشر لرئيس إندونيسي في هذا المنتدى العالمي منذ عقد كامل.

إندونيسيا اليوم | أنتارا