منذ اكتشاف جائحة كورنا المستجد (كوفيد-19) في مدينة ووهان الصينينة، ديسمبر 2019، لا يزال خطر الجائحة ينتشر في العالم ويؤثر على اقتصاد كثير من بلدان العالم ويزعزع الحياة الاجتماعية.
القطاع المصرفي، وخاصة المصارف القائمة على الشريعة الإسلامية أو ما يسمى بالبنوك التشاركية فى منطقة المغرب العربي، هي واحدة من أكثر القطاعات المتضررة بالوباء حيث تعاني من مشاكل السيولة وسط تباطؤ العوائد على التمويل القائم على الشريعة والسحب الهائل من قبل أصحاب الأموال أو المستثمرين.
كشف عن ذلك خبير الاقتصاد الإسلامي ورئيس مؤسسة تزكية، الدكتور محمد شافعي أنطونيو، خلال الندوة الدولية على الإنترنت بعنوان “تطورات وتحديات البنوك التشاركية في المغرب العربي” التي نظمها معهد تازكية (INSTITUT TAZKIA)وجمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا (HIMAMI) ، الأربعاء 6 مايو 2020.
وافق المتحدث من المغرب، الدكتورمحمد الروكي، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الفتوى الشرعية وعضو المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية، التحليل حيث كشف أن البنك التشاركي في بلاده الذي بدأ يتطور منذ عام 2015 تعرض لضربة كبيرة في مرحلة كوفيد-19.
وأوضح قائلاً: “تتلقى البنوك التشاركية في بلادنا في الوقت الحاضر طلبا كبيرا لتأجيل أقساط التمويل القائم على أساس إسلامي، وتواجه البنوك أزمة سيولة بسببه.”
وردا على سؤال حسن الأمل، الكاتب العام لجمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا (HIMAMI) حول مستقبل البنوك الإسلامية في فترة ما بعد كوفيد-19، أجاب الدكتور محمد شافعي أنطونيو أن زخم شهر رمضان المبارك يدعو الأمة حاليا إلى إنقاذ البنوك الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، طلب الدكتور أنطونيو، الذي عمل أيضا عضوا في المجلس الاقتصادي الوطني في عهد الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو، من الحكومة الإندونيسية لدفع تمويلات البرامج الحكومية عبر البنوك الإسلامية حيث قال “يمكن للحكومة أن تبدأ بنسبة 5-7 % ، وترتفع تدريجياً إلى 10%”.
وشدد على أن تمويلات البرامج الحكومية التي يتم توجيهها عبر البنوك الإسلامية، خاصة خلال فترة جائحة كوفيد-19 ، يمكن أن ينقذ القطاع المصرفي الشرعي.”
أعرب عن أمله في أن يولي جلالة الملك محمد السادس وصناع السياسات في العالم الإسلامي اهتماما إضافيا لإنقاذ القطاع المصرفي الإسلامي وسط أزمة جائحة كوفيذ-19.
تمت إدارة الندوة عبر الإنترنت باللغة العربية من قبل عميد كلية الشريعة بمعهد تزكية، الدكتور عارف رحمان. وقد أوضح في مستهل الندوة أن الندوة عقدت للتبرك بشهر رمضان عبر عقد اللقاءات والدراسات العلمية البعيدة وفق بروتوكول كوفيد-19 الذي يتطلب التباعد الاجتماعي.
كما استعرض المتحدثون خلال الندوة تاريخ المصارف الإسلامية وفرصها وتحدياتها وأفقها المستقبلية في منطقة المغرب العربي (المغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، موريتانيا) والعالم الإسلامي، بحضور رئيس معهد تزكية، الدكتورة مورنياتي مخلصين، ورئيس جمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا، الدكتور إلياس مروال، بالإضافة إلى مشاركين آخرين من المغرب ومصر وإندونيسيا الذين تابعوا الندوة عبر الانترنت من خلال تطبيق غوغل ميت أو شاهدوا قناة Tazkia TV على اليوتوب.
يمكن مشاهدة تسجيل الندوة على الرابط التالي: