ارتفاع عدد ضحايا انهيار معهد المسترشدين الخازني في سيدوارجو إلى ٤٦ شخصاً

سورابايا، إندونيسيا اليوم – أكدت السلطات الإندونيسية مساء الأحد أنّ حصيلة ضحايا انهيار معهد المسترشدين الخازني في منطقة سيدوارجو بشرق جزيرة جاوة بلغت ٤٦ قتيلاً، بعد أسبوع من انهيار المبنى الذي كان يضم أكثر من ١٤٠ طالباً أثناء أدائهم الصلاة في الطابق الأرضي.

وأوضحت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث أنّ عدد الضحايا ارتفع بشكل حاد بعدما بدأ المنقذون منذ ٢ أكتوبر/تشرين الأول باستخدام معدات ثقيلة كقواطع الخرسانة والحفارات للتوغل أعمق داخل الركام. وفي الأيام الأولى للكارثة اعتمدت فرق الإنقاذ على أجهزة رصد الحرارة والصوت، لكنها لم تكشف عن أي مؤشرات حياة تحت الأنقاض بعد اليوم الرابع من الحادث.

وقال عبد المحاري، رئيس مركز البيانات والإعلام التابع للوكالة، في بيان مكتوب: “كل جثة يُعثر عليها تمثل عزاءً للأسر التي تنتظر إجابة عن مصير ذويها”.

وخلال يوم الأحد وحده، تم انتشال ٢١ جثة، وهي الحصيلة اليومية الأعلى منذ بدء البحث، بينما كانت الحصيلة في الأيام السابقة تتوزع على ٣ جثث يوم الأربعاء، وجثتين يوم الخميس، و٩ جثث يوم الجمعة، و١١ جثة يوم السبت.

وأضاف المحاري أنّ “هذه الأرقام تبرز جهود فرق الإنقاذ المشتركة التي بدأت تؤتي ثمارها بفضل تحسّن القدرة على الوصول إلى المناطق المدفونة”.

وفي الوقت ذاته، تعمل فرق تحديد هوية الضحايا التابعة للشرطة على فحص الرفات المنتشلة، إذ تبيّن أنّ كثيراً منها كان تحت كتل إسمنتية منهيارة في المبنى الذي يتكوّن من أربعة طوابق.

وأشار المتحدث إلى أنّ عمليات البحث والإنقاذ المعتادة تستمر عادة سبعة أيام، غير أنّ هذه المهمة ستمتد إلى حين العثور على جميع المفقودين.

وقال: “منذ اليوم الرابع لم يُسجَّل أي مؤشر حياة، لذا تحولت العمليات إلى انتشال الجثث. وستواصل الفرق عملها حتى يُعرف مصير الجميع”.

وأضاف أنّ الوكالة، بالتعاون مع الوكالة الوطنية للبحث والإنقاذ ووزارة الصحة والسلطات المحلية والمتطوعين، تواصل العمل في الموقع على مدار الساعة، لافتاً إلى أنّ نحو ٢٠ ضحية ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

ووقعت الحادثة في ٢٩ سبتمبر/أيلول أثناء أعمال توسعة لتحويل المعهد من طابق واحد إلى مجمع جديد من ثلاثة طوابق. وقد أثارت الكارثة غضباً واسعاً في الشارع الإندونيسي تجاه إدارة المعهد والمقاول المسؤول عن المشروع.

وقال حاكم سيدوارجو، سوباندي، إن أعمال التوسعة نُفذت من دون الحصول على ترخيص بناء رسمي، رغم أنّ الخطة كانت تستهدف استقبال مئات الطلاب الجدد.

وقال المهندس الإنشائي مودجي إرماوان من معهد سورابايا للتكنولوجيا إنّ الانهيار نجم عن تحميل مفرط على البنية الأساسية.

وأضاف: “المبنى شُيّد أساساً لطابق واحد، وتحويله إلى ثلاثة طوابق زاد الحمل الإنشائي بنسبة تتراوح بين ٢٠٠ و٣٠٠٪، وهو ما لم يستطع الأساس تحمّله”.

وانتقد إرماوان قرار استمرار الأنشطة الدراسية أثناء تنفيذ أعمال التوسعة قائلاً: “إنّ الهيكل غير المكتمل غير مستقر بطبيعته، ومع ذلك استُخدم الطابق الأرضي للدراسة”.

وأكدت الشرطة أنّها فتحت تحقيقاً في الواقعة، لكن حتى الآن لم تُحدَّد هوية أي مشتبه بهم.

إندونيسيا اليوم | جاكرتا غلوب