لماذا جالانغ؟ الحكومة تشرح أسباب إجلاء سكّان غزّة للعلاج في الجزيرة

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – شرح وزير الخارجية سوجيونو أسباب اختيار الحكومة الإندونيسية جزيرة جالانغ في جزر رياو كموقع لتقديم العلاج الطبي لسكّان غزّة المتضرّرين من الحرب، مؤكدًا أنّ البنية التحتية في المعسكر السابق للاجئين الفيتناميين تُعدّ كافية وتوفّر جاهزية تشغيلية، لا سيما أنّ الموقع استُخدم سابقًا لعلاج حالات وباء فيروس كورونا، ما يمنحه أفضلية لوجستية وصحية في الاستجابة السريعة.

قال سوجيونو إنّ خطّة إجلاء آلاف من سكّان غزّة إلى جزيرة جالانغ جاءت بتوجيه من الرئيس برابوو سوبيانتو، وقد طُرحت خلال اجتماع مجلس الوزراء في القصر الرئاسي، مع الإبلاغ رسميًا بهذه المبادرة إلى الدول المجاورة لفلسطين، غير أنّ الأمر ما زال في طور المناقشة ولم تصدر موافقات نهائية حتى الآن.

وأوضح وزير الخارجية أنّ جزيرة جالانغ جُهّزت خلال الجائحة بمستشفى ميداني خاص بالأمراض المعدية، وقدّم خدمات علاجية لآلاف المرضى، ما يعزّز اعتمادها مركزًا للعناية الطبية عند الحاجة، ويختصر زمن التحضير والتشغيل مقارنة بالبدائل الأخرى.

تأتي هذه التحرّكات على وقع استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزّة منذ عام ٢٠٢٣، إذ أفادت تقارير حديثة بمقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة، فيما سجّلت وزارة الصحة في غزّة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر ٢٠٢٣ أعدادًا كبيرة من الضحايا بين شهداء ومصابين، وسط خطط إسرائيلية للسيطرة الكاملة على القطاع ودفع السكّان للنزوح جنوبًا، وهي خطط تواجه رفضًا معلنًا من عدد من الدول.

وتقع جزيرة جالانغ على بُعد نحو ٣٣ كيلومترًا جنوب غربي عاصمة مقاطعة جزر رياو، وقد احتضنت معسكرًا كبيرًا للاجئين الفيتناميين بإدارة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ عام ١٩٧٩ حتى عام ١٩٩٦، ومرّ عبره مئات الآلاف من الفارّين من الحرب، قبل أن يتحوّل لاحقًا إلى موقع تاريخي وسياحي يستحضر ذاكرة التهجير وعمليات إعادة التوطين.

ومع أنّ سجلّ الجزيرة يحمل خبرة إنسانية طويلة، فإن خطّة نقل سكّان غزّة إليها أثارت انتقادات داخلية، إذ رأى نائب رئيس مجلس علماء إندونيسيا أنور عباس أنّ الإجلاء قد يتقاطع مع رغبات قديمة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، متسائلًا عن ضمانات العودة لاحقًا في ظلّ واقع الصراع، وداعيًا بدلًا من ذلك إلى تقديم العلاج داخل غزّة أو في مناطق حدودية قريبة.

وفي السياق نفسه، أيّد أعضاء في البرلمان المهمّة الإنسانية من حيث المبدأ، لكنهم حذّروا من الانطباعات السياسية غير المرغوبة التي قد تساوي، في نظر البعض، بين الإجلاء والموافقة الضمنية على خطط تفريغ القطاع من سكّانه، مقترحين أن يجري التركيز على الرعاية الطبية داخل غزّة أو في أراضٍ فلسطينية مجاورة حفاظًا على الحقّ في الأرض والعودة.

تجدر الإشارة إلى أنّ مستشفى العدوى في جزيرة جالانغ استقبل خلال فترة تشغيله في ذروة الجائحة آلاف المصابين وقدّم لهم الرعاية، ما يقدّم نموذجًا تشغيليًا جاهزًا يمكن البناء عليه في أي استجابة إنسانية طبية واسعة، ريثما تُحسم التوافقات الإقليمية والدولية اللازمة لمثل هذه المهمّات.

إندونيسيا اليوم | تيمبو