بقلم: كياهي الحاج الإمام الزركشي
لكل أمة مشكلاتها الخاصة. وكذلك للمسلمين في إندونيسيا، وخاصة بعد فشل الانقلاب الشّيوعيّ عام 1965. وقد تحدثت وسائل الإعلام المحلية والخارجية في مختلف الموضوعات عن مشكلات الديون الخارجية التي تركها الحكم القديم. نعم، أن مشكلة الديون الخارجية تثير قلقا كبيرا. وقد يكون الجيل الثالث والرابع الذين لا “يذنبون” يتحملون على عبء الديون.
وقليل من الناس من يبحث عن القضايا الاجتماعية والثقافية، غير أن هذه المشكلة أهم بكثير من المشكلات الاقتصادية والمالية. أولاً، مشكلة التنصير التي تجري حاليا بشكل مكثف وتقسيم وحدة الشعب الإندونيسييين.
وقد عمل المبشرون منذ قديم الزمن بجدٍّ لتدمير الإسلام وقوته في إندونيسيا. في ظل تنفيذ هذه الأنشطة التوسعية الدينية، وقد دعمهم مجالس الكنيسة الدولية، والدول المسيحية، إضافة إلى التسهيلات ووسائل الراحة التي يقدمها بعض كبار المسؤولين الاندونيسيين.
ولا شك في أن مشكلة الفقر والجهل في مجال الدين والثقافة، تظل مشكلة مزمنة في البلاد. وهذا بسبب سوء تصرفات المستعمرين الذين يجاهدون في الحفاظ على الشعب الإندونيسي ليصبحوا متأخرين وفقراء وضعفاء في مختلف جوانب الحياة، وخاصة في جانبي التعليم والاقتصاد.
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة، أن ملايين الدولارات تم إرسالها الى إندونيسيا لغرض طعن الإسلام من خلال إضعاف القيم الاجتماعية والأخلاقية، وتعاليم الإسلام المتأصلة، وإبعاد المسلمين عن دينهم.
وإذا فشلوا في تنصير الناس، وهم يؤيدون سياسة الحكومة في إنشاء دور القمار والدعارة، وتنظيم الاحتفالات المشتملة على المعاصي وما شابه ذلك. والهدف من هذا هو تخريب روح الإسلام والمسلمين. ثم جاء الناس الذين يحتقرون الداعي إلى أهمية التمسك بالأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة.
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة: 109).
وبعد النجاح في مقاومة مريرة ضد المستعمرين الهولنديين (الغرب) و اليابانيين (الشرق)، ثم النجاة من خطر الشيوعيين وجرائمهم الوحشية. فالشعب الإندونيسيّ الآن يواجهون الاحتلال الجديد الضار، ومخاطر المبشرين المسيحيين الذين يهددون السلام. لقد كانوا يجاهدون في تخطيط تنفيذ البرامج المدروسة، أي برامج معادية للإسلام والمسلمين.
وهم يقومون بتنصير المسلمين بطرق مختلفة ممنوعة أو غير مبررة. كما يقومون ببناء خمس كنائس في منطقة لـ 350 مسيحي في وسط 35،000 مسلم. وفي شكل مؤسسات تعليمية لجميع المستويات من رياض الأطفال إلى التعليم العالي.
إن رسالة التنصير ضارة وهي خطرٌ كبير على الإسلام، ولن يتمكن المسلمون الإندونيسيون من مواجهتها بمفردهم. في مثل هذه الظروف ، بل يحتاجون إلى دعم المسلمين الدوليين في إيقاف خطر التنصير لأنهم يعملون على المستوى الدولي كذلك.
وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (سورة البقرة: 120).
* من خلاصة الأوراق التي تم إلقاؤها في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، بالأزهر، القاهرة، مصر، 22 سبتمبر 1972.