بعد اختفاء السعودي ومصرع البرازيلية.. فاجعة كورية تهز بالي

دن باسار، إندونيسيا اليوم – في فاجعة جديدة تضاف إلى سلسلة الحوادث المأساوية التي طالت السياح الأجانب في إندونيسيا، لقي سائحان من كوريا الجنوبية مصرعهما في حادث طيران شراعي مروع وقع على شاطئ تاناه باراك في مقاطعة بادونغ، بالي، الأسبوع الماضي.

قد يهمك أيضا: العثور على سائحة برازيلية مفقودة في جبل رينجاني وسط تضاريس وعرة

وأعلنت شرطة دينباسار، على لسان المتحدث باسمها المفوض المساعد كيتوت سوكادي، أن الضحيتين، وهما الزوجان سيوجين هان (البالغ من العمر ٤٣ عامًا) وجيناه هوانغ (البالغة من العمر ٤١ عامًا)، توفيا بعد فشلهما في الهبوط اضطراريًا في مياه البحر.

وقال سوكادي يوم الثلاثاء: “على الرغم من كونهما طيارين محترفين ومرخصين وذوي خبرة، إلا أن الأقدار كانت أسرع. كلاهما كان قد خضع لفحوصات طبية وأُعلن عن لياقتهما للطيران قبل مغادرتهما كوريا الجنوبية في رحلتهما الأخيرة إلى بالي”.

ووفقًا للمعلومات التي قدمها كيتوت، وصل الزوجان هان وهوانغ إلى إندونيسيا في ١١ يوليو، ضمن مجموعة مكونة من ٧ مواطنين كوريين جنوبيين آخرين، في جولة سياحية لممارسة رياضة الطيران الشراعي التي كانا شغوفين بها، وسافرا من أجلها إلى عدة دول في الماضي.

وخلال وجودهما في بالي، كانا يمارسان الطيران الشراعي بانتظام في موقع باندا للطيران الشراعي في منطقة كوتا الجنوبية منذ ١٢ يوليو. وأضاف كيتوت: “كان جميع أعضاء المجموعة يطيرون بشكل فردي، دون مدربين أو شركاء، وباستخدام معداتهم الخاصة التي أحضروها معهم من كوريا”.

بدأت المأساة تتكشف حوالي الساعة ١١:٣٠ صباحًا في ١٧ يوليو، عندما بدأت المجموعة رحلتها كالمعتاد. وكان هان وهوانغ، برفقة طيار كوري جنوبي آخر، أول ٣ أعضاء يقلعون في ذلك اليوم المشؤوم.

لكن بعد ١٠ دقائق فقط من التحليق في سماء بالي، تغيرت الرياح بشكل مفاجئ وفقدت قوتها، مما أجبرهم على محاولة هبوط اضطراري لم يكتب له النجاح.

وبينما تمكن الطيار الثالث من الهبوط بسلام على الشاطئ، سقط هان وهوانغ في الماء، على بعد أمتار قليلة لا تتجاوز ٤ أمتار من الشاطئ.

وقال كيتوت: “في تلك اللحظات الحرجة، سيطر عليهما الذعر، وفشلا في فك شرنقة الحزام قبل ارتطامهما بالماء، مما تسبب في غرقهما”. وشرنقة الحزام هي مقعد أمان يحيط بالجزء السفلي من جسم الطيار لتوفير ديناميكية هوائية أفضل وحمايته أثناء الطيران.

قد يهمك أيضا: البحث مستمر عن سائح سعودي مفقود قبالة شاطئ باتو بيليج في بالي

وشرح كيتوت أن الزوجين سقطا ووجهيهما في الماء، وعجزا عن تحرير نفسيهما من أحزمة الأمان التي تشابكت مع خطوط المظلة.

وبعد حوالي ١٥ دقيقة من الحادث، هرع سكان محليون وطيار شراعي آخر لإنقاذهما. تم نقلهما على وجه السرعة إلى مستشفى سوريا هوسادا، لكن الأوان كان قد فات، حيث أُعلن عن وفاتهما عند الوصول.

وأكدت السلطات أنها فتحت تحقيقًا في الحادث لمعرفة ما إذا كان الإهمال قد لعب دورًا في هذه المأساة، وتخطط لاستجواب زملاء الضحايا والمدربين والعاملين في موقع الطيران الشراعي.

وفي قرار يعكس حجم الصدمة، رفضت عائلتا الضحيتين إجراء تشريح للجثث، وقررتا حرق الجثامين في بالي، ليتم نقل رمادهما لاحقًا إلى كوريا الجنوبية.

وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع قليلة فقط من اختفاء سائح سعودي أثناء السباحة قبالة شاطئ باتو بيليغ في ٨ يوليو، والذي لا يزال مصيره مجهولاً رغم جهود البحث والإنقاذ التي استمرت لأسبوع.

وفي الشهر الماضي، لقيت المتسلقة البرازيلية الشابة جولينا دي سوزا بيريرا مارينس (٢٧ عامًا) مصرعها بشكل مأساوي بعد سقوطها في وادٍ سحيق يبلغ عمقه ٦٠٠ متر في حديقة جبل رينجاني الوطنية بجزيرة لومبوك.

كانت المتسلقة قد سقطت في ممر ضيق وخطير بالقرب من القمة في ٢١ يونيو، لكن الظروف الجوية السيئة والتضاريس الوعرة أعاقت جهود الإنقاذ بشكل كبير. ولم يتمكن المنقذون من الوصول إليها إلا ليلة ٢٤ يونيو، ليكتشفوا أنها قد فارقت الحياة.

وقد أثارت العملية البطيئة لإنقاذ مارينس انتقادات دولية واسعة، خاصة من المواطنين البرازيليين، مما وضع ملف سلامة السياحة في إندونيسيا تحت المجهر مجددًا. (إندونيسيا اليوم/جاكرتا بوست)