عثرت أعمال حفر في الجامع الكبير في السبعينات من القرن العشرين على عدد كبير من المخطوطات القرآنية
يعود تاريخها إلى القرن الأول من الهجرة، حيث يعود تاريخ بناء الجامع الكبير إلى العام السادس للهجرة، عندما
عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لواحد من أصحابه لبنائه، وشهد المسجد عدة توسعات على مدى الزمن
محتويات
الاكتشاف
من قبل الحكام المسلمين والأئمة.
في سقف المسجد في الزاوية الشمالية
ً
ألحقت أمطار غزيرة هطلت في صنعاء عام 1385 هـ / 1965م أضرارا
اكتشفت خزانة كبيرة تحتوي آلاف المخطوطات القرآنية والتاريخية.
ُ
الغربية. وخلال اعمال الاستطلاع أ
وافقت ألمانيا في 1979 على طلب تقدم به القاضي إسماعيل الأكوع، الذي كان رئيسا لهيئة الآثار اليمنية،
للمساعدة في ترميم المخطوطات وصيانتها، وبلغت تكاليف المشروع 2.2 مليون مارك ألماني. وبدأ تنفيذ
المشروع عام 1983 واستمر حتى عام 1996 .وتمكن الفريق من ترميم 15 ألف صفحة من نسخ القرآن الكريم
من مجموع المخطوطات المكتشفة البالغ عددها نحو 40 ألف مخطوطة، بينها 12 ألف رق جلدي قرآني، جرى
فتحها وتنظيفها ومعالجتها وتصنيفها وتجميعها.
ومن بين الرقائق والمخطوطات آلاف القصاصات القرآنية التي تعود لأعوام وقرون مختلفة، من نسخ متعددة من
القرآن تختلف في تاريخها وطريقة تدوينها، والحروف المستخدمة فيها، وأنواع الخطوط، حيث وجد الباحث
الألماني غيرد بوين في 1981 أن بعض النصوص مكتوبة بالخط الحجازي النادر، وهو أول خط كتب به القرآن قبل
الخط الكوفي، كما وجد قطعا من الرق كتب عليها للمرة الثانية.
قدر الدكتور غسان حمدون – مؤلف كتاب المخطوطات القرآنية في صنعاء من القرن الأول الهجري وحفظ
القرآن الكريم – المخطوطات القرآنية الموجودة في دار المخطوطات المقابل للجامع الكبير بصنعاء، بأكثر من
12 ألف رق قرآني، ترجع معظمها إلى القرن الأول والثاني والثالث الهجري. أنتج مشروع رائد تابع لبرنامج ذاكرة
العالم لليونسكو في اليمن قرص مدمج بعنوان “مخطوطات صنعاء”, وهو يعرف بالخط العربي من خلال
مخطوطات يمنية، من بينها أجزاء من مخطوطات قرآنية من الجامع الكبير في صنعاء.
لا تزال آلاف المخطوطات في الجامع الكبير بصنعاء، بينما بيعت بعضها وتفرقت في مختلف متاحف العالم.
المخطوطات هي طرس ، بمعنى أن الرق كانت مكتوب عليه (النص “الأدنى”) ، ثم تم مسح النص، ثم كتب عليه
مرة ثانية (النص “الأعلى”) مع تكرار هذه العملية على الوقت مع نفس الرق. في طروس صنعاء، النصان الأعلى
والأدنى هما قرآن مكتوب بالخط الحجازي. يبدو أن النص الأعلى يشكل نصًا كاملاً للقرآن، لكن ما إذا كان هذا هو
الحال أيضًا بالنسبة للنص الأدنى يبقى موضوعًا للنقاش العلمي. ففي القرآن القياسي، يتم عرض السور في
تسلسل تقريبي من الطول المتناقص؛ من هنا، يمكن افتراض أن القرآن الذي يتبع النظام المعياري للسور يمكن
أن يقدم النص الكامل، لكن العكس ليس هو الحال.
العديد من الأوراق في بيت المخطوطات تالفة جزئيًا وفي 28 منها فقط الكتابة العليا مقروءة (بسبب الضرر)،
بينما تلك الموجودة في الملكية الخاصة أو التي تحتفظ بها المكتبة الشرقية فحالتها أفضل بشكل عام. تشكل هذه
الرقوق البالغ عددها 82 ورقة نصف القرآن تقريبًا. الرق من نوعية رديئة؛ وتحتوي العديد من الرقوق على ثغرات
حول كتابة النص العلوي والسفلي. ومع ذلك، عندما يؤخذ في الاعتبار حجم الكتابة وتوفير المساحات الهامشية،
فإن الكمية الإجمالية للجلود الحيوانية التي يتطلب توفيرها لإنتاج مخطوطة كاملة للقرآن لن تكون أقل جودة من
النوع المستخدم في مصحف كودكس باريسينو-بتروبوليتانوس petropolitanus-Parisino Codex