جاكرتا، إندونيسيا اليوم – بعد الانتشار المستمر لفيروس كورورنا في العديد من دول العالم، يقوم العديد من الباحثون في المعاهد الوطنية للصحة في العديد من الدول وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية بالبحث عن لقاح للوقاية من المرض الجديد.
وتعد أدلة فيروس كورونا الجديد، شبيهة بتلك التي تسببت في اندلاع وباء “سارس” في عام 2003 وفيروس كورونا في عام 2012، لذلك حث الدكتور بارني غراهام، نائب مدير مركز أبحاث اللقاحات في جامعة نيويورك، علماء الحكومة في الصين على تبادل التركيب الجيني للفيروس، حتى يتمكنوا من التوصل إلى لقاح للمرض.
كما يعمل علماء في أستراليا وثلاث شركات على الأقل، جونسون آند جونسون، ومودرنا ثيرابيوتيكس، وإينوفيو للأدوية، على إنتاج اللقاحات لوقف انتشار المرض.
في حين حصلت شركة “إينوفيو” على منحة بقيمة 9 ملايين دولار لتطوير لقاح فيروس كورونا من منظمة “التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء”، كما حصلت كل من شركة “مودرنا” وجامعة كوينزلاند في أستراليا، على منحة مماثلة.
هذا وتعد اللقاحات واحدة من أعظم أدوات الصحة العامة للوقاية من الأمراض، ولكن حتى في الوقت الذي سمحت فيه التكنولوجيا الجديدة والتطورات في علم الجينوم والتنسيق العالمي للباحثين الذي ساعد بالتحرك بسرعة غير مسبوقة، فإن تطوير اللقاحات يظل عملية مكلفة ومحفوفة بالمخاطر.
والأمر قد يستغرق شهورًا وحتى سنوات، لأن اللقاحات يجب أن تخضع لاختبارات مكثفة في الحيوانات والبشر، ففي أفضل الأحوال، يستغرق الأمر على الأقل سنة، حتى يصبح أي لقاح متاحًا للعامة.
وفي هذا الإطار أكد ريتشارد هاتشيت الرئيس التنفيذي لائتلاف التأهب للوباء: “قد لا يساعدون في المراحل المبكرة من تفشي المرض، لكن إذا تمكنا من تطوير لقاحات في الوقت المناسب، فسنتمكن من محاصرة المرض بسهولة”.
ومع تفشي أي مرض جديد، يتعين على العلماء عادة البدء من نقطة الصفر، فبعد اندلاع “سارس” في عام 2003، استغرق الباحثون حوالي 20 شهرًا من إطلاق الجينوم الفيروسي للحصول على لقاح جاهز للتجارب البشرية.
في 10 يناير نشر العلماء الصينيون المعلومات على قاعدة بيانات عامة، وفي صباح اليوم التالي، عمل فريق الدكتور غراهام على التحقق من التسلسل ومقارنته بما كان لديهم بالفعل للسارس والفيروس كورونا.
ونجح فريق الدكتور غراهام، في تحديد حروف الشفرة الوراثية التي يمكن استخدامها لصنع لقاح، وركزوا على البروتين المرتفع، الذي يشكل تاج الفيروس التاجي ويتعرف على المستقبلات، أو نقاط الدخول، على خلية مضيفة.
وقالت كيزميكيا كوربيت، القائدة لفريق فيروس كورونا التابع للدكتور غراهام: “إذا تمكنت من منع بروتين السنبلة من الارتباط بالخلية، فعندئذ تمنع العدوى بشكل فعال”.
وأضافت كوربيت، لدى العلماء طريقة جديدة لتطوير لقاح فيروس كورونا الجديد، فلقد استخدموا القالب الخاص بلقاح السارس واستبدلوه بالكود الوراثي الكافي الذي يجعله يعمل لصالح الفيروس الجديد.
ويخطط العلماء لاستخدام المعلومات الوراثية لانتاج ” RNA messenger” الاصطناعي، وستساعد هذه التقنية في تحفيز مستويات عالية من الأجسام المضادة التي يمكنها تحديد البروتين المرتفع ومحاربة العدوى.
من جانبه، قال الدكتور أنتوني فوشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في نيويورك، الذي يشرف على فريق الدكتور غراهام: “إذا لم نواجه أي عقبات غير متوقعة، فسنكون قادرين على تنفيذ المرحلة الأولى من التجربة في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، والتي ستكون سرعة قياسية”.
وقال الدكتور غريغوري بولاند، خبير اللقاحات في مستشفى مايو كلينيك في مينيسوتا: “لا نعرف طريقة اللقاح التي ستنجح في هذه المرحلة، لذا يتعين علينا تجربة كل شيء في ترسانتنا”.
يذكر أن عدد الحالات الإصابة بالفيروس الجديد بلغت في أقل من شهر أكثر من 6000 حالة إصابة، كما ارتفع عدد الوفيات إلى 132 حالة.