تقرير: نصر الدين إدريس جوهر
سورابايا، إندونيسيا اليوم – اختتمت فعاليات النسخة الثانية والعشرين من المؤتمر السنوي الدولي للدراسات الإسلامية (AICIS) مساء اليوم الخميس 3 مايو 2023م الموافق 13 شوال 1444هـ الذي تستضيفه الجامعة الإسلامية الحكومية سونن أمبيل بسورابايا برعاية معالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي.
انطلق المؤتمر الذي يحمل العنوان “إعادة صياغة الفقه لأجل الإنسانية المتساوية والسلام المستديم” في اليوم الثاني من الشهر الجاري وناقش على مدار أيامه الثلاثة 180 ورقة بحثية في مجال الفقه والاقتصاد والإنسانية وتم طرحها ومناقشتها في 48 جلسة عامة ومتوازية.
إقرأ أيضا : انطلاق المؤتمر السنوي الدولي للدراسات الإسلامية 2023 في سورابايا إندونيسيا
واختتم المؤتمر بإصدار ما يطلق عليه “ميثاق سورابايا” (Surabaya Charter) وقرأه على المؤتمرين في قمة حفلة الاختتام مدير الجامعة الإسلامية الحكومية سونن أمبيل الأستاذ الدكتور أحمد مزكي. تنطلق فكرة الميثاق من أن الدين هو مصدر القيم الأساسية العامة للسلام التي يجب تطبيقها في ضوء متطلبات الأزمنة والأمكنة. ومن مسئولية العلماء والمفكرين ترجمة هذه القيم إلى المبادئ التوجيهية الإجرائية التي تتناسب مع الظروف المتغيرة وتطورات حياة الإنسان.
كما تنطلق فكرة الميثاق من الوقائع أن ثمة كثيرا من أتباع الديانة يرون أن الأفكار الدينية هي مبادئ ثابتة ويصرون على تطبيقها تطبيقا حرفيا على هذه الحياة المتغيرة، فأدي ذلك إلى حدوث أزمات ليس فقط بين أتباع الديانة المعينة وإنما أيضا بينهم وبين أتباع الديانات الأخرى مثل القتل باسم الدين والعنف المنطلق من تفسير النصوص الدينية تفسيرا يغلق الأبواب على العدالة والمساواة. كل هذا لا يتناغم مع الرسائل الدينية التي تدعم الإنسانية المتساوية والعدالة والسلام المستديم.
وتذليلا لهذه القضية فالأسئلة المطروحة هي: أولاً، كيف يمكن للدين أن يساهم في حل الأزمة الإنسانية في هذا العالم المتغير بسرعة؟ ثانيًا، كيف يصبح الفقه أساسا للحضارة الإنسانية التي تضع البشر على قدم المساواة مع بعضهم البعض؟ ثالثًا، كيف يجب أن يكون الفقه مصدرًا للعلاقات التعايشية المتسامحة والسلمية بين الأديان؟ وردا على هذه الأسئلة أوصى “ميثاق سورابايا” توصياته الست وهي: (1)، إعادة صياغة جميع الأفكار الدينية التي تتعارض مع مبادئ كرامة الإنسان والسلام والعدالة. (2)، توظيف مقاصد الشريعة (الهدف الأسمى للشريعة الإسلامية) المبدأ الموجه لإعادة صياغة الفقه. (3)، يجب إعادة تعريف الفقه وغرضه ونطاقه على أساس تكامل المعرفة الإسلامية والعلوم الاجتماعية وحقوق الإنسان لمعالجة القضايا المعاصرة. (4) رابعًا، إعادة تفسير جميع الأفكار الفقهية التي تصنف البشر وتميز ضدهم على أساس الدين أو العرق، مثل مفهوم الكافر وأهل الذمة، أو اعتبار غير المسلمين مواطنين غير متساويين وثانيهم. (5)، رفض استغلال الدين لأغراض سياسية. يجب رفض بشدة ظاهرة سياسات الهوية، وخاصة تلك القائمة على الدين (6)، الحفاظ على التنوع في إطار تعايش متسامح وسلمي يطبق مبادئ الوسطية والمساواة والعدالة الدينية.
وأكد الجزء الأخير من الميثاق أن من أجل تطبيق الفقه كمصدر للحضارة الإنسانية يجب وضع جميع البشر على أنهم شركاء متساوون وقيِّمون وفاعلون، وليسوا كأشياء سلبية. جميع رجال الدين ومفكريه يتحملون مسؤولية جعل الدين من أجل الإنسانية والسلام.