إندونيسيا تقترب من سنغافورة في تجريم السجائر الإلكترونية

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – كشف رئيس وكالة مكافحة المخدرات الوطنية الإندونيسية، اللواء شرطة سويودي أريو سيتو، عن خطة حكومية تدرس إصدار سياسة حظر استخدام السجائر الإلكترونية (الفيب) في البلاد، وذلك على خطى سنغافورة التي سبقت في تطبيق هذه الخطوة.

وقال سويودي للصحفيين في مجمع القصر الرئاسي بوسط جاكرتا، يوم الاثنين الموافق ٢٥ آب/أغسطس ٢٠٢٥: “هذا بالطبع سيكون جزءًا من مداولاتنا. نحن بحاجة للجلوس معًا أولاً قبل اتخاذ القرار النهائي، وسنرى الخطة في المستقبل.”

وأوضح سويودي أنّ بعض حالات تعاطي المخدرات استُخدم فيها الفيب كأداة للتوزيع، لكنه شدد على أنّ هذه الظاهرة لا يمكن أن تكون مبرراً مباشراً لإصدار قرار الحظر. 

وأضاف: “قد تكون هناك حالات بالفعل، لكننا بحاجة إلى أدلة وبيانات حقيقية. دعونا نتعمق أكثر قبل القرار.”

وأكد المسؤول أنّ الأولوية هي الحرب على المخدرات، قائلاً: “يجب أن نتخذ إجراءات صارمة ضد المخدرات. نحن نحاربها من أجل الإنسانية، ومن أجل سلامة المجتمع.”

في وقت سابق، أعلنت حكومة سنغافورة موقفاً متشدداً ضد السجائر الإلكترونية، فارضة عقوبات بالسجن وغرامات مالية ضخمة على المخالفين. 

وأوضح رئيس الوزراء لورانس وونغ في خطابه الوطني يوم الثلاثاء الموافق ١٩ آب/أغسطس ٢٠٢٥:

“كنا نتعامل مع السجائر الإلكترونية كالسجائر العادية، حيث العقوبة القصوى مجرد غرامة. لكن هذا لم يعد كافياً. سنعاملها كقضية مخدرات وسنفرض عقوبات أشد.”

يأتي هذا التوجه في ظل تزايد الوعي بالمخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن استخدام الفيب. وتشير الأبحاث إلى وجود مخاطر جسيمة خصوصاً على المراهقين، النساء الحوامل والأجنة.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية، تحتوي سوائل الفيب على نسبة عالية من النيكوتين، وهو مادة تسبب الإدمان وتعطل نمو الدماغ حتى سن ٢٥ عاماً، فضلاً عن تأثيرها الخطير على الأجنة وصحة الأمهات الحوامل.

كما أثبتت الدراسات أن سائل الفيب يحتوي أيضاً على مواد كيميائية مسرطنة، ومركبات عضوية متطايرة، ومعادن ثقيلة سامة مثل الرصاص والنيكل.

وكشفت حكومة سنغافورة أنّ ثلث منتجات السجائر الإلكترونية المضبوطة تحتوي على الإيتوميديت، وهو دواء طبي للتخدير قد يؤدي إلى الهلوسة وفشل الأعضاء عند إساءة استخدامه.

هذا ما دفع سنغافورة لتشديد الرقابة على تداول منتجات الفيب غير المشروعة، معتبرة أن القضية تجاوزت كونها خرقاً بسيطاً للقوانين إلى مسألة أمن صحي وطني.

إندونيسيا اليوم | إنيله.كوم