شرطة جاكرتا تعتقل ٦ من ناشطي المجتمع المدني بتهمة التحريض على احتجاجات عنيفة

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — أعلنت شرطة جاكرتا توقيف ٦ أشخاص واعتبارهم مشتبهين بالتحريض على احتجاجات عنيفة خارج مجمّع البرلمان الإندونيسي، بينهم شخصيتان بارزتان مرتبطتان بمجموعات المجتمع المدني.

وقالت الشرطة إن المشتبه بهم استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض الطلاب والعمّال والشباب على الانضمام إلى تظاهرات الأسبوع الماضي، التي تصاعدت إلى اشتباكات وأعمال تخريب. ومن بين المتهمين ديلبيدرو مارهان، المدير التنفيذي لمؤسسة ديلبيدرو، ومزافر سليم، الباحث في مؤسسة لوكاتارو. كما أُوقف ٤ آخرون، مُعرّفون بأحرفهم الأولى «إس إتش»، «كا»، «راب»، و«إف إل».

وقال المتحدث باسم شرطة جاكرتا، أدي أري سيام إندرايدي، إن المشتبه بهم لعبوا «أدوارًا نشطة» في تعبئة الطلاب وتشجيع الأفعال العنيفة. وأضاف: «نشروا دعوات للانضمام إلى الاحتجاجات، وحرضوا على التدمير، وتبادلوا دروسًا حول صنع قنابل المولوتوف، بل تصرّف بعضهم كحمالين خلال التظاهرات».

وأفادت السلطات بأن ٢٥٧ شخصًا أُوقفوا في ٢٥ آب/أغسطس أقرّوا بتأثرهم بمنشورات على مواقع التواصل تدعوهم إلى الانضمام إلى الاضطرابات، وكان كثير منهم طلابًا في المدارس الثانوية. ويواجه المشتبه بهم اتهامات بموجب قانون العقوبات الإندونيسي بشأن التحريض، وقانون المعلومات والمعاملات الإلكترونية، وقانون حماية الطفل، بعقوبات قد تصل إلى السجن ٦ سنوات.

وأكدت الشرطة أنّ التوقيفات جرت وفق الإجراءات القانونية المرعية، وحضّت الجمهور، ولا سيما الشباب، على مزيد من التروي والتمييز في استهلاك المحتوى الرقمي.

واستشهدت الشرطة بمنشور نُشر في ٢٧ آب/أغسطس على حساب لوكاتارو في إنستغرام، بخلفية وردية تحمل شعار «كيتا لاوان بارينغ» بمعنى «لنقاوم معًا»، ووسم «لا تخف». وقد أعيدت مشاركة المنشور بالتعاون مع حسابات ناشطة أخرى، بينها «بلوك بوليتيك بيلجار»، و«جيجايان ينادي»، و«تحالف الطلبة المُدّعين».

وقالت شرطة جاكرتا إن هذا المحتوى ضلّل الشباب وجعلهم يعتقدون أنّ الاحتجاجات آمنة ومبرّرة. وذكر مفوّض الشرطة جيلانغ براستييا: «أقنعت تلك التحريضات الطلاب بأن أفعالهم صحيحة ولن تترتب عليها عواقب».

من جهتها ندّدت مؤسسة لوكاتارو بتوقيف مارهان وسليم، معتبرةً ذلك محاولة للتضحية بالمدافعين عن الحقوق. وقالت فيّان العيدروس، المتحدثة باسم الفريق القانوني للمؤسسة: «هذه الاتهامات غير مدعومة بأدلّة قوية».

وزعمت فيّان أنّ الاعتقالات انتهكت ضمانات الإجراءات القانونية الواجبة، مؤكّدةً أنّ أياً من المشتبه بهما لم يتلقَّ استدعاءً أو استجوابًا أوليًا قبل توقيفه. وقالت: «اعتُقل ديلبيدرو من دون مستندات مناسبة، وأُوقِف مزافر فجأة أثناء وجوده في كافتيريا الشرطة».

وجادلت لوكاتارو بأن هذه الخطوة جزء من جهد أوسع لتحويل الانتباه عن وفاة عدد من المحتجين في الأسابيع الأخيرة وإسكات الأصوات النقدية.

إندونيسيا اليوم | جاكرتا غلوب