الملتقى الدولي الثالث لمعلمي اللغة العربية بجنوب شرق آسيا في معهد البناء ببكاسي إندونيسيا

تقرير: نصر الدين إدريس جوهر

0 520

تقرير: نصر الدين إدريس جوهر

بيكاسي، إندونيسيا اليوم – عقد في اليوم 13 إلى 16 مارس 2023م الموافق 20 إلى 23 شعبان 1444ه الملتقى الدولي الثالث لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها بجنوب شرق آسيا في معهد البناء للدراسات الإسلامية بمدينة بكاسي إندونيسيا، بالتعاون بين مؤسسة إم إس آسيا للخدمات التعليمية والتنمية البشرية بماليزيا ومؤسسة بناء المستقبل ببكاسي إندونيسيا وبمشاركة مركز الإيسسكو للغة العربية للناطقين بغيرها بالرباط.

حضر في افتتاح هذا الملتقى سفير جمهورية السودان لدى جمهورية إندونيسيا الدكتور ياسر محمد علي، ومدير معهد البناء للدراسات الإسلامية الشيخ أسلم محسن عابدين، ورئيس مؤسسة أم أس آسيا للخدمات التعليمية والتنمية البشرية الدكتور متوكل علد اللطيف الفادني، ورئيس مركز الإسسكو للغة العربية للناطقين بغيرها الأستاذ الدكتور مجدي حاج إبراهيم.

 

ضم هذا الملتقي صفوة من الخبراء والباحثين والأساتذة الجامعيين والمعلمين العاملين في مجال تعليم اللغة العربية من أربع عشرة دولة، شاركوا بشكل فعال في أنشطة الملتقى وفعاليته المتنوعة من خلال طرح الأوراق البحثية ومناقشتها، وتبادل الخبرات والمعلومات حول القضايا الراهنة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والتجارب الناجحة فيه، كما شاركوا في برامج تطبيق الاستراتيجيات التعليمية الحديثة المبدعة من خلال ورش تدريبية والدروس النموذجية.

توصيات الملتقى

انبثقت من هذا الملتقى بعض التوصيات التي تتمحور حول محاولات تحويل ما جرى بين جلساته من الندوات والمناقشات والورش والدروس النموذجية إلى برامج عملية واقعية تثري تطوير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في المنطقة، وهي:

أولا: أوصى الملتقى بضرورة التعاون على إنتاج منهج خاص يتكيف مع بيئة الطلاب في جنوب شرق آسيا، ويلائم ثقافتهم، ويشمل تنمية مهارات اللغة الأربعة الاستماع والكلام والقراءة والكتابة، دون التركيز على مهارة دون أخرى.

ثانيا: أوصى الملتقى بضرورة إعداد البرامج والدورات التدريبية المواكبة، بصفة دورية للارتقاء بمستوى المعلم وتطوير مهاراته، ليحقق أفضل مستوى من الاهداف.

ثالثا: أوصى الملتقى بضرورة العمل على تعديل الأساليب والاستراتيجيات التعليمية التي تفتقر إلى الأسس النظرية والمنهجية الصحيحة غير المواكبة للاتجاهات الحديثة والمعاصرة في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى.

رابعا: أوصى الملتقى بضرورة استعمال اللغة العربية في تعليم العلوم الشرعية، وعدم اللجوء إلى الترجمة، حتى يفهم الطالب مقاصد العلوم وتفاصيلها فهما صحيحا، كما أوصى بنقل التجارب الناجحة في هذا المجال، كتجربة معهد إعداد العلماء في كمبوديا.

خامسا: اتفق المشاركون على أن هما أضعف مهارتين من حيث الاهتمام في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومن ثم أوصى الملتقى بضرورة الاهتمام بمهارتي الاستماع والكلام اللتان تعدان أضعف المهارات من حيث الاهتمام والتركيز، وذلك من خلال التدريس داخل الفصول، وتهيئة البيئة العربية داخل المدرسة أو المعهد التي تعين الطالب على استماع العربية والتحدث بها في كل المواقف، وتبادل التجارب الناجحة في هذا المجال، كتجربة جامعة الراية، ومعهد البناء للدراسات الإسلامية بإندونيسيا.

سادسا: أوصى الملتقى بإنشاء نوادي المناظرة العربية في المدارس والمعاهد والجامعات، لنجاعة المناظرة في تنمية مهارة التواصل لدى الطلاب، وتبادل التجارب الناجحة في هذا المجال، كتجربة الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.

سابعا: أوصى الملتقى بضرورة استمرار تنظيم مثل هذه الملتقيات مستقبلا؛ لتستمر معه جهود تطوير تعليم اللغة العربية في المنطقة، ولتفعيل الشراكة والتعاون المثمر بين المؤسسات والأفراد العاملين في الميدان.

ما بعد الملتقى

ضمانا لتأكيد آثار الملتقى في تحسين ورفع مستوى تعليم اللغة العربية في المنطقة لا تكتفى اللجنة المنظمة للملتقى بإصدار التوصيات وإنما تدشن أيضا برنامجا يتم من خلاله متابعة مدى استفادة الجريجين من مخرجات الملتقى بشكل عملي وتطبيقي إلى جانب تعزيز مكانة اللغة العربية في نفوسهم وتشجيعهم على المبادرات في تعليم اللغة العربية في المنطقة.

وتمثل هذا البرنامج في مسابقة تدعو خريجي الملتقى لتقديم بحث مصغر يشتمل على أهم ما استفادوه من الملتقى والأنشطة التعليمية التي اكتسبوها من الملتقى التي يصلح تطبيقها في مدارسهم أو مؤسساتهم والإجراءات التي قاموا بها لتطوير تعليم اللغة العربية فيها مع إرفاق بعض الصور ومقاطع الفيديو عنها.

سيتم الإعلان بالفائز في هذه المسابقة في موعد أقصاه 9 يونيو 2023 الموافق 20 ذو القعدة 1444، وينال الفائز بجائزة الملتقى وهي رحلة عمرة مقدمة من مؤسسة بناء المستقبل ببكاسي إندونيسيا إلى جانب درع وشهادة الجائزة.

تعليقات
Loading...