بقلم الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي/ أحمد سلامة
جاء استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله”، الأربعاء الماضي مقر وزارة الحرب الإسرائيلية “الكرياه” وسط تل أبيب بسلاح المسيرّات بعد حوالي أسبوعين من استهداف منزل رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مدينة قيسارية، في الوقت الذي كثف فيه “الحزب” من استهداف الأماكن العسكرية الحساسة في كيان العدو وهذا كله ضمن إطار معادلة “إيلام العدو”، التي أعلنها حزب الله مؤخراً.
ولا بد أن نُشير هنا إلى ما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: “أنه بعد استباحة العدو الإسرائيلي بقصف كافة لبنان، فإن للمقاومة الحق في استهداف أي نقطة في كيان الاحتلال سواء في: الشمال، أو الوسط، أو الجنوب؛ لأنه لم يعد هناك معدلات أو ضوابط بعد التغوّل الإسرائيلي”.
ولكن بعد قصف “الكرياه”، هل من الممكن أن يستهدف حزب الله أماكن استراتيجية أخرى في الكيان؟ بالطبع نعم فالحرب في لبنان شاملة مع العدو ولم يعد هناك أسقف وحدود للرد على جرائم العدو، والميزة التي يمتلكها حزب الله هي التدرج في الردود من خلال استهداف المستوطنات قرب الحدود اللبنانية ومن ثم مستوطنات الجليل وصولاً لحيفا ثم تل أبيب وضواحيها في اليوم الواحد، وهذا الأمر أصبح روتينياً لدى حزب الله؛ وبذلك يكون حزب الله قد أدخل منطقة شمال ووسط “إسرائيل” في دائرة الاستهداف اليومي؛ الأمر الذي جعله يقصف الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل عنيف جداً.
هناك أمر مهم جداً يجب التنويه له في هذه الحرب وهو أن حزب الله لا زال يمتك قوة صاروخية “ضخمة ومتنوعة” سواء من خلال كمية ومدى الصواريخ أو نوعية الرؤوس المتفجرة التي تحملها وغالبيتها من تصنيع مهندسي “الحزب” وباعتقادنا أن المخزون الصاروخي للحزب لا زال بخير، وخطوط الإمداد مفتوحة من فوق ومن تحت الأرض.
وعلى الجانب الميداني بالمعارك على الأرض جنوب لبنان أثبت رجال حزب الله أنهم لا يوجد في قاموسهم الهزيمة والتراجع أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي، فالخبرة التي لديهم تراكمت على مدى عشرات السنوات من قتال العدو الإسرائيلي خلال تحرير جنوب لبنان عام 2000 وحرب تموز 2006، وحرب سوريا 2011.
التوقعات والتقديرات:
- وبناءً على كافة المعطيات السابقة “نتوقع أن تحمل الأيام القادمة في جعبتها المزيد من المفاجآت “الكبرى” والمزلزلة من جانب حزب الله والتي بدورها ستُذهل العدو الإسرائيلي، وستشكل عامل ضغط كبير عليه.
- كما نقدر أن حزب الله سيستمر في الضغط الصاروخي المُركز على القواعد العسكرية الإسرائيلية “الاستراتيجية” وخاصة قواعد “سلاح الجو”، والأماكن الحساسة وذات الأهمية العسكرية الكبيرة له؛ لإحداث خلل وإزعاج المنظومة العسكرية الإسرائيلية.
- سيواصل حزب الله استخدام سلاح المسيرّات الذي أثبت نجاعته في هذه الحرب؛ كونها تصيب أهدافها بدقة، وخاصة القواعد العسكرية والأماكن الحساسة كما حصل في “الكرياه”، ومنزل “نتنياهو”، وقاعدة “جولاني”.
- سيواصل حزب الله إلى جانب ما سبق القتال الميداني بكل شراسة، ويبدو من خلال الاشتباكات على الأرض “أن الأوامر لدى المجاهدين بأنه لا مجال لإعطاء الإسرائيلي فرصة لتحقيق نصر ميداني ولو كان وحيداً”.
- نعتقد بأن فرصة التوصل لاتفاق في لبنان لا زالت بعيدة المنال، وكل ما يبثه الجانب الأمريكي والإسرائيلي من بعض التسريبات هو مجرد أكاذيب ومراوغة لإضاعة الوقت من قبل نتنياهو حتى قدوم إدارة ترامب.