جاكرتا، إندونيسيا اليوم – الحج كفريضة إسلامية و واجب شرعي يتبعه بعض المراسيم والتقاليد التي تتوارثهاالأجيال. ويعود قافلة الحج الإندونيسيا منذ عهد الإستعمار الهولندي عام 1825، حيث وضعت الحكومة الهولندي نظان الحج على صورة Ordonansi في نتظيم الحج الإندونيسيين الذين يرغبون في أدائه. ونال هذا النظام قبولا من الشعب الإندونيسي آنذاك.
ولذلك المسلم الإندونيسي يبذل كل جهده ويكدح طول حياته لتحقيق هذه الأمنية، أى حج بيت الله. ومما يدعو إلى السرور بالنسبة للشباب المسلم الإندونيسي أنهم يفضلون الذهاب إلى الحج في شبابهم إذا أتيحت لهم الفرصة ولا ينتظرون حتى الوق المتأخر من عمرهم.
أما عن العادات والتقاليد المتبعة حول السفر إلى الحج فهي كثيرة ولكن مضمونها باختصار هو الدعاء للحجاج لكي يذهبون بالسلامة و يرجعون بالسلامة و ينالون الحج المبرور. وبعضهم يشارك بإحضار المأكولات اللازمة لتقديمها أثناء المجاليس التي تعقد مرار في بيت الحاج إعلانا بسفره وطلب الدعاء لسلامته.
وقبل السفر بليلة يقرأ الحاضرون القرآن الكريم وخاصة سورة يٓس الفضيلة التي ترفع الصلاوات على النبي صلى الله عليه وسلم. وعادة يطلب الحاضرون تبليغ سلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسل
م وآل البيت والصحابة وهذه أمانة يتذكرها الحاج لدى وصوله هناك. بالإضافة إلى الدعاء الخاص للمسافرين للحج.
أما بعد عودتهم بالسلامة من الحج يتم اسقبالهم في مطار الحجاج وعادة مايرتدون الملابس البيضاء، ويتوافد الضيوف على المنزل الحاج من الأهل والأصدقاء والجيران للتهنئة بعودتهم. يقدم لهم الحاج ماءزمزم في كئوس ضغيرة تبركا من مكة المكرمة. وهذه أحسن هدية يتمونها من الحاج. وعادة ما يقدم لهم الحاج الهدايا البسيطة والحلوى، مثل التمر والزبيب والحمص الجاف والقمر الدين والعطور وأكياس صغيرة من الحناء والكحل والسبح وسجاجيد الصلاة والطرح والطواقي. وأثناء غياب الحجاج (بالنسبة لبعض الأسر) يقوم أفراد الأسرة والأهل بقراءة سورة يٓس كل ليلة الجماعة والدعاء لهم بالصحة والعودة بالسلامة بكل إخلاص.
هذه صورة سريعة لبعض العادات الشهيرة بين الشعب الإندونيسي المسلم المتعاون بعضه بعضا. وبالطبع لا يخلو المنزل من المأكولات والحلوى الإندونيسية لا ستضافة الضيوف على مدى حوالى شهر بعد وصوله. (ألو)