مينادو، إندونيسيا اليوم — تعتزم دول من جنوب شرق آسيا تعزيز تعاونها مع أجهزة المخابرات وسلطات إنفاذ القانون في الشرق الأوسط وسط “مخاوف عميقة” من التهديد المتنامي الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.
واجتمع ممثلون عن أربع دول من جنوب شرق آسيا واستراليا ونيوزيلندا في مدينة مينادو الإندونيسية يوم السبت للخروج برد على الخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية والذي أدى استيلاء متشددين بايعوا التنظيم على أجزاء من مدينة ماراوي جنوب الفلبين إلى تسليط الضوء عليه.
وأثارت تلك المعركة مخاوف من أن الدولة الإسلامية تسعى لإقامة معقل لها في المنطقة بعد تكبدها خسائر وهزائم في العراق وسوريا وذلك بدعم من مقاتلين عائدين من الشرق الأوسط ومتشددين آخرين ألهمهم التنظيم المتطرف وما دار من صراع في ماراوي.
ووصف بيان مشترك صادر عن المجتمعين التهديد الذي يشكله المتشددون الإسلاميون في المنطقة بأنه متزايد ويتطور بسرعة ودعا إلى تحسين آليات تبادل المعلومات إضافة إلى التعاون في مجالات الرقابة على الحدود ومواجهة الفكر المتطرف وإصلاح القوانين ومواجهة استخدام الإسلاميين المتشددين المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي لتخطيط شن هجمات وجذب مجندين.
وقال ويرانتو وزير التنسيق للشؤون السياسية والقانونية والأمن في إندونيسيا “يجب أن نواجه التهديد معا”.
وشاركت استراليا إندونيسيا في استضافة الاجتماع الذي عقد بحضور ممثلين عن ماليزيا والفلبين وبروناي ونيوزيلندا.
وتمثلت المبادرة الرئيسية في عقد حوار بشأن إنفاذ القانون تتشارك في استضافته قوات الشرطة في إندونيسيا واستراليا في أغسطس آب ويجمع الدول والأطراف الأساسية التي شهدت تداعيات بسبب الدولة الإسلامية.
وقال مصدران كبيران في سلطات إنفاذ القانون في اجتماع مينادو إن دولا من الشرق الأوسط من بينها تركيا ستحضر الاجتماع لبدء التعاون بين المنطقتين في هذا الصدد.
وخصص تنظيم الدولة الإسلامية وحدة عسكرية مؤلفة من مئات المقاتلين من جنوب شرق آسيا للمعارك في سوريا والعراق بقيادة المتشدد الإندونيسي باهرومسياه.
وتقول الشرطة الإندونيسية إن هناك 510 إندونيسيين مؤيدين للدولة الإسلامية في العراق وسوريا من بينهم 113 امرأة.
وتعتقد سلطات مكافحة الإرهاب أن نحو 20 مقاتلا إسلاميا من إندونيسيا يقاتلون في ماراوي وهي مدينة ذات أغلبية مسلمة في جزيرة مينداناو الفلبينية وهي إحدى البؤر التي تشهد قلاقل من قبل إسلاميين منذ عشرات السنين كما أنها نقطة جذب للمتشددين من شتى أنحاء المنطقة.
وأحد قادة المتشددين في ماراوي هو أحمد محمود وهو محاضر ماليزي للدراسات الإسلامية قام بترتيب تمويل وتجنيد مقاتلين أجانب.
* سجل ضعيف للتعاون
على الرغم من أن رابطة دول جنوب شرق آسيا المؤلفة من عشر دول لديها إطار تعاون لمواجهة التطرف العنيف إلا أن محللين ومسؤولين يقولون إن التنسيق فيما بينها ضعيف.
وحدد تقرير صدر الأسبوع الماضي عن معهد تحليل سياسات الصراع ومقره جاكرتا “عقبات هائلة” أمام تعزيز التعاون بين إندونيسيا وماليزيا والفلبين وهي دول المواجهة الثلاث لتهديد الدولة الإسلامية في جنوب شرق آسيا.
وقال التقرير “تلك (العقبات)تشمل انعدام الثقة المترسخ بين الفلبين وماليزيا الذي يعرقل تبادل المعلومات ومخاوف الشرطة الإندونيسية والماليزية من الولاءات المتأرجحة للشرطة المحلية في مينداناو خاصة بالنظر للصلات القبلية والعائلية وأيضا الاختلافات المؤسسية التي تعطي قيادة جهود مكافحة الإرهاب للشرطة في إندونيسيا وفي ماليزيا ولكن للجيش في الفلبين”.
وبعد قتال ضار على مدى أكثر من شهرين ظل جزء من ماراوي تحت سيطرة متشددين موالين للدولة الإسلامية. وقتل في المعارك أكثر من 600 شخص من بينهم 45 مدنيا و114 فردا من قوات الأمن وتقول الحكومة إن باقي القتلى من المتشددين.
مصدر الخبر: رويترز