رجل هندي يقطع 8640 كيلومترًا إلى مكة المكرمة في رحلة تفانٍ غير مسبوقة
مكة المكرمة، إندونيسيا اليوم – في كل عام، يٌظهر مسلمون من حول العالم تفانيًا استثنائيًا لأداء فريضة الحج. أحد هؤلاء، شهاب الدين سيد علوي، البالغ من العمر 29 عامًا، الذي لم يتردّد في عبور مسافة تبلغ 8640 كيلومترًا من مسقط رأسه في ولاية كيرالا متوجّهًا إلى مكة المكرمة.
على مدار عام و 17 يومًا، اجتاز هذا الشاب، المعروف أيضًا باسم شهاب شطر، خمس دول – هي الهند وباكستان وإيران والعراق والكويت – للوصول إلى وجهته المرجوة. غادر كيرلا في 2 يونيو 2022، ووصل مكة في 7 يونيو 2023.
لم تكن رحلة شهاب الشاقة، والتي عَبَر خلالها الكثير من المناطق الجغرافية واختبر الكثير من الثقافات المتنوعة، خالية من التحديات. ومع ذلك، فإن الدعم والتشجيع اللذَين تلقاهما من أبناء بلده على طول الطريق شكّلا عامل تحفيز له.
قبل وصوله إلى مكة، زار شهاب المدينة المنورة، حيث ملأه شعور عميق بالفخر لما أنجزه عند وصوله إلى المسجد النبوي. زار الروضة وكان يشعر هناك بثقة كبيرة بأنه سيتمكن من إكمال رحلته، وأداء فريضة الحج في مكة المكرمة.
وفيما كان يتأمّل في رحلته هذه، شارك شهاب في تجارب مع أشخاص من دول مختلفة. عند عبوره الحدود الكويتية، انتشر الخبر بشأن رحلته غير الاعتيادية، ما دفع الناس إلى التواصل معه وتقديم المساعدة والتعبير عن دعمهم له.
وكان شهاب يتلقى المساعدة من المسؤولين والشرطة والعسكريين ومن كل مَن تعرفوا عليه على حد سواء، وذلك في كل بلد كان يمرّ فيه. وقد غمره إخوانه المسلمون بلطفهم الكبير، وهو بدوره أعرب عن امتنانه لاهتمامهم ولمساعدتهم.
خطط شهاب بدقة لرحلته الشاقة لمدة عام. فهو قام بزيارة البعثات الدبلوماسية في نيودلهي للحصول على التأشيرات اللازمة التي تضمن مروره بسهولة عبر البلدان التي كان ينوي اجتيازها. وقد تم تيسير رحلته من خلال منحه التأشيرات القانونية لمختلف البلدان التي عبرها.
وحصل شهاب على تأشيرة دخول من إيران، وأخرى من باكستان، وتصريح من الشرطة الكويتية، وتأشيرة دخول متعدد للمملكة العربية السعودية. وقد احتفظ في قلبه بانطباع مميّز لما لاقاه من ترحيب حار وتسهيلات من قبل السلطات السعودية.
وكونه مسافرًا بسيطًا، كان شهاب يحمل معه الأغراض الأساسية فقط – عصا المشي، وحقيبة ظهر يحتفظ فيها بأربعة أطقم من الملابس، ورذاذ الفلفل للحماية من الحيوانات البرية، وزوجًا احتياطيا من الأحذية، وأمتعة، والوثائق الرسمية وبعض المال للحج. وعلى الرغم من تعويله على مدخراته خلال الرحلة، إلا أن أن الدعم والاهتمام اللذَين حظي بهما من إخوانه وأخواته المسلمون في كل بلد أغنياه عن إنفاق الكثير من أمواله الخاصة. وهو قد اعتمد خلال رحلته على الطعام التقليدي فقط، والذي كان يعود عليه بإفادة روحية وجسدية.
وفي حين كان يستكشف الثقافات والمأكولات المتنوعة خلال رحلته، واجه شهاب أيضًا مخاطر الطبيعة. فشعر بلحظات من الخوف، والسبب في ذلك هو وجود حيوانات برية مثل النمور والدببة.
في إيران مثلًا، التقط بكاميرا هاتفه آثار أقدام أحد المخلوقات، ولم يدرك إلا لاحقًا أنها تعود إلى نمر. هذا ناهيك عن أن عبور إيران بأكملها في ظروف ثلجية يمثل تحديًا كبيرًا، وخصوصًا مع التغير المستمر في أحوال الطقس.
خلال رحلته، وجد شهاب ملاذًا في ضيافة السكان المحليين الذين باتوا يعرفونه كمسافر مسلم. فقد أقام مع رعاه في مزارعهم كما تلقى دعوات عدة خلال مروره في إيران والعراق للإقامة في منازل السكان المحليين وتناول الطعام معهم.
يرغب شهاب بأن يكون مصدر إلهام للآخرين، وخصوصًا أولئك الذين دفعهم إصراره وتفانيه إلى أداء فريضة الحج.
//إندونيسيا اليوم/المركز الإعلامي الإفتراضي//