بقلم/ احسان زين الدين
قبل شهر تحديدا انشغلت معظم وسائل الإعلام الإندونيسي في إلقاء الضوء على زيارة المالك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والتي يتفق الجميع بأنها تاريخية وفريدة من نوعها. تاريخية لأن هذه الزيارة بعد مرور أكثر من 46 عاما على آخر زيارة لملك سعودي لإندونيسيا كما أشار بعض المسؤولين الإندونيسيين. وتبدو فريدة لأنها ستكون أطول فترة زيارة مقارنة بباقي دول المنطقة التي تتشرف بجولة المالك الآسوية . وكذلك العدد الهائل المرافق للمالك الذي يلفت الأنظار إليه حيث يصل عدد مرافقيه إلى 1500 شخص من بينهم أمراء السعوديين وعشرة الوزراء.
وحسب الخطة الحكومية المعلنة لاستقبال جلالة المالك فسوف يرحب الرئيس جوكو ويدودو بنفسه شخصياً بجلالة الملك في الخطوات الأولى من الطائرة إلى صالة المطار. ومن ثم سوف ينتقل الرئيس جوكو ويدودو أولاً إلى قصر بوجور، لاستقبال الملك سلمان رسمياً هناك. هنا سيكون موضع ترحيب صاحب الجلالة مع موكب كبير الذي يشمل قوات سلاح الفرسان الاحتفالية، وأطفال المدارس، وإعطاء تحية 21 بندقية.
وأكدت السيدة رينتو وزيرة الخارجية الإندونيسية “بعد ذلك سوف يتم منح الملك سلمان أعلى ميدالية فخرية لجمهورية إندونيسيا”. وقال وزير رينتو بأن هذه الزيارة التاريخية في الواقع تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. “زيارة الملك سلمان إلى إندونيسيا هي شرف لنا، ومما يدل أيضاً على العلاقات الوثيقة القائمة بين جمهورية إندونيسيا والمملكة العربية السعودية”، كما ذكر برامونو آنونغ، أمين عام مجلس الوزراء.
بالتأكيد هذه الزيارة ضجت وسائل الاعلام الاجتماعية، ومحطات التلفزيون، والصحف الرسمية والخاصة لعدة أسباب أهما:
أولا: إندونيسيا دولة معظم سكانها مسلمون بل من أكبر الدول الإسلامية في العالم من حيث تعداد السكان، وبالتالي استغل الاعلام عنواين هذه الزيارة لجذب اهتمام القراء أو المشاهدين الذين يبحثون عن الاجابة حول دوافع المالك للزيارة فى هذه الفترة.
ثانيا: الوضع السياسي الداخلي الساخن فى هذه الفترة قد أشار إلى وجود فرقاء سياسيين بعضهم أعلنوا صراحة اعتزازهم و فخرهم بدور السعودية للمشاركة فى حل أزمات سياسية لعدة دول على المستوى الاقليمي والعالمي. والبعض الآخر على عكسهم تماما حيث اعترض على دور السعودية وسياساتها فى حل لتلك الأزمات.
ولا شك فى ظل الجو الديمقراطي والاعلام الحر الذين تتمتع بهما إندونيسا فإن أي حديث عن السعودية فى هذه الفترة يصب فى مصلحة وسائل الاعلام والذي من شأنه اثارة اهتمام وجدل فى المجتمع.
ثالثا: بالنسبة لآفاق اقتصادية للزيارة قد شكلت عنصرا مهما وخاصا مما يجعل بعض وسائل الاعلام الإندونيسي يتناول هذه العنوين الاقتصادية بشكل جدي. بصرف النظر ما إذا كانت تلك العلاقات التجارية ستصب لمصلحة السعودية أكثر أم لإندونيسيا. ولقد أشار حجم التبادل التجاري بين البلدين فى حدود ال 10 مليارات دولار فقط. وهو بالتأكيد يكشف الرغبة الاندونيسية بالاستحواذ على حجم استثمارات سعودية أكبر خلال زيارة المالك. وهذا يعكس سياسات الرئيس الحالي جوكو وي فى توسيع مجالات الاستثمارات. وفى المقابل حرصت السعودية على ضخ مزيد من الاستثمارات فى الشريان الإندونيسي.
وبحسب التحليل الاقتصادي فإن استثمارات السعودية فى إندونيسيا تنقسم إلى نوعين: أولهما تعاون على المستوى الحكومي، خاصة فى مجال تكرير النفط البتروكيميات والمشروعات الاقتصادية الكبرى المتعلقة بالبنية التحتية، بالإضافة إلى النوع الثاني وهو على مستوى رجال الأعمال بين البلدين.
هناك أساب أخرى قد تفوتني عند كتابة هذه المقالة القصيرة، ولكن بكل التأكيد هناك ترحيب اعلامي مكثف وتغطية متواصلة لهذه الزيارة لعل خير دليل لذلك جعل جريدة الجمهورية الإندونيسية ( Koran Republika) صفحتها الاولى باللغة العربية مع وضع صورة المالك العريضة لأول مرة فى تاريخ الجريدة.
وأنا باسمي ادارة إندونيسيا اليوم لا يسعني إلا أن أقول: يا مرحبا بجلالة المالك.
[author title=”إحسان زين الدين” image=”http://www.indonesiaalyoum.com/wp-content/uploads/2017/03/Photoku-225×300.jpg”] محرر ومترجم بوابة إندونيسيا اليوم[/author]