يتميز بطقوس خاصة جدا في مناسبات الزواج، مما يجعل الأعراس الإندونيسية فريدة وأنيقة. لا عجب أن إندونيسيا التى تشكل أرخبيلا يحتضن سبعة عشر ألف جزيرة، بعدد سكان يصل إلي .25 مليون نسمة، تعتبر من أكبر الدول تتنوعا فى الثقافات والعادات والتقاليد حسب تنوع الجزر ومدي اختلاط سكانها بالثقافات والعادات القديمة. وجزيرة جاوا إحدى أكبر الجزر وأكثرها سكانا، حيث تضم أكثر من خمسين فى المائة من سكان البلاد، لذلك فإن عادات وتقاليد الزواج جذابة كما أنها تقدم صورة عن السمات الإندونيسية الاصلية.
الخطوبة
موافقة الأهل و مباركتهم للزواج، تعتبر أمرا حتميا في المجتمع الإندونيسي بصفة عامة وفي جاوا بصفة خاصة، عادة لا يعلن أهل العروس موافقتهم من المرة الأولى بل يحتاج إلى الأمر إلى وقت طويل للتفكير في عرض الزواج.
فإذا تمت الموافقة يذهب أهل العريس وأقاربهم لزيارة عائلة العروس ويحضرون الهدايا ومن بينها بعض المأكولات، ثم تقوم العروس بزيارة بعض الأقارب والأصدقاء، من المسنين من ذوي الزو اج السعيد لتلتمس عندهم النصائح والدعاء. وعادة ما تقدم إليهم في الزيارة الهدايا القيمة (عادة ما تكون أطقم الباتيك).
حمام الهنا
أما ليلة العرس فهي تبدأ دائما بحمام الهنا، ففي ليلة الفرح يقوم أهل العروس بعمل حمام للعروس بماء الورد بإحضار وعاء كبير به ماء مخلوط بأنواع الورد وبحضور سيدات العائلة المسنات وبعض الصديقات من الناجحات في حياتهم الزوجية. وتقوم كل منهن بسكب الماء عاى رأس العروس وكل جسدها مع الدعاء لها بالتوفيق في زواجها، وبعد الانتهاء من ذلك تلبس العروس روب من قماش الباتيك المميز. وتستعد لارتداء ملابسها.
وتتم عملية حمام الهنا عادة في حديقة المنزل، حيث تعد كوشة من الورود الجميلة وتلبس العروس ملابس مكشوفة ويقدم أهل العروس الهد ايا لجميع الحاضرات المدعوات في سلال مصنوعة من القش ذات الألوان الزاهية، وبداخلها عادة مستحضرات التجميل من عطور وصابون وكريمات. ثم يقدم الطعام للمدعوين في جو بهيج وتلبس العروس أجمل ثيابها وتبد و في أجمل زينتها ويعقب الغذاء الصلاة جماعة والدعاء بأن يديم جمال العروس طول العام.
وفي اليوم التالي تبدأ مراسم عقد النكاح، وتتم إجراءات الزواج كما هو معروف لدى كل المسلمين تقريبا، ثم يقدم المهر وهدايا للعروس (مال وذهب ومصحف وملابس ومستحضوات التجميل) عقب انتهاء إجراءات عقد القران.
وبعدها تبدأ مراسم حفل الزفاف، حيث تقف العروس بين اثنتين من كبار سيدات عائلتها على باب المنزل لتستقبل العريس وأسرته.
ويقوم العريس على بعد ثلاثة أمتار بإلقاء ورق التبول (Daun Sirih) عليها وترد عليه بنفس الفعل بإلقاء ورق التبول كرمز لقبولها الحياة الزوجية معه، لأن شجرة التبول عند الاندونيسيين ترمز للحياة و الرخاء.
المشي على البيضة
وبدلا من المشي على العجين فإن العريس في إندونيسيا يمشي على البيض حيث يقف العريس والعروس أمام بعضهما ويكسر العريس البيضة برجله، ثم تنحني العروس لتغسل رجل عريسها بماء الورد مما يرمز إلى بدء حياة جديدة بمسئوليات أكثر، كما يعني أن العريس والعروس أصبح عليهما حل مشاكلهما سويا كما ترمز البيضة إلى الأمل في ذرية صالحة.
الطرحة
وتضع أم العروس طرحة على كتف ابنتها ثم يصاحبها أبوها إلى كرسي الكوشة وتمشي الأم وراءها ممسكة بالطرحة رمزا لمباركتهما للزواج.
وهنا يجلس والدا العروس على كرسيهما ويجلس العريس والعروس على
رجلي الوالدان وتسأل أم العروس والد العريس: من أثقل وزنا؟ فيجيب: “أنهما في نفس الوزن”. مما يعني أنهما يعتبران ابنتهما وعريسها في منزلة الأولاد وانهما يحبانهما بنفس القدر .
ثم يسكب العريس في وعاء تحمله العروس ارزا أصفر مخلوطا بالنقود المعدنية ويعني ذلك أن الزوج ينبغي أن يمنح كل ما يملك من مال لزوجته وتقوم هي من جانبها بالتوقير والتدبير وإدارة المنزل بما يحقق سعادتهما وبعدها يركع العريس والعروس على ركبتيهما أمام الأهل الذين يجلسون على الكراسي ويقبلون ايديهم ثم يضع الأهل أيديهم على أكتافهم ويسألونهم أن ينهضا وهي الطريقة التي يعبر بها الأبناء عن عرفانهم بجميل الأهل الذين أحبو هم واعتنوا بهم منذ الصغر إلى أن كبروا وتزوجوا.
ومن العادات المحببة التي يحرص عليها أهل العريس والعروس في حفل الزفاف إعداد صندوق كبير مزين بالورود الجميلة، ليضع فيه من يرغب من
الأهل والأصدقاء الهدايا للعروسين، وتكون غالبا نقودا توضع في ظرف عليه أسم العريس والعروس، ويفعل ذلك الأغنياء والبسطاء وهي عادة عملية حميدة تمنع تكر ار الهدايا وتعين العروسين في بداية حياتهما الزوجية. (ألو. إ)