مصنعو الألواح الشمسية في إندونيسيا يستعدون لتحدي الرسوم الجمركية الأمريكية

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – لا يُبدي مصنعو الألواح الشمسية في إندونيسيا قلقًا كبيرًا إزاء التهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة من قبل الولايات المتحدة، معتمدين في ذلك على قوة السوق المحلية وتزايد التوجه الحكومي نحو توسيع استخدام الطاقة الشمسية.

أكد بيني سليمان، مدير تطوير الأعمال والتجارة في شركة جمبو إنرجيندو، أن القلق في إندونيسيا “صغير نسبيًا” بفضل إمكانية استيعاب السوق الوطنية للإنتاج المحلي من الألواح الشمسية إذا استمر الدعم الحكومي. 

وأضاف سليمان، الذي يشغل أيضًا منصبًا تنفيذيًا في رابطة مصنعي وحدات الطاقة الشمسية الإندونيسية (APAMSI): “إندونيسيا دولة ضخمة تتمتع بإمكانيات سوقية هائلة في مجال الطاقة المتجددة. علاوة على ذلك، أبدت الحكومة دعمًا كبيرًا لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني”.

تأتي هذه التصريحات بعد أن قدمت اللجنة الأمريكية لتحالف تصنيع الطاقة الشمسية في مطلع الشهر الجاري التماسات تجارية لفرض رسوم مكافحة الإغراق ضد الشركات الآسيوية، متهمة منتجي الألواح الشمسية الصينيين بإغراق السوق الأمريكية عبر مصانعهم في إندونيسيا ولاوس والهند.

وقد بدأت واشنطن إجراءات تحقيق رسمية، حيث يفترض أن تتخذ وزارة التجارة قرارها خلال ٢٠ يومًا بشأن فتح التحقيق حول مدى عدالة الأسعار والدعم الحكومي المحتمل، فيما ستبحث لجنة التجارة الدولية تأثير هذه الواردات على المنافسة المحلية.

إذا أثبتت التحقيقات أن الأسعار غير عادلة وتضر بالقطاع المحلي، فقد تتجه السلطات الأمريكية فعلا نحو فرض رسوم جمركية إضافية على واردات الألواح الشمسية من الخارج.

رسوم سابقة وتغيرات في الأسواق

هذه ليست المرة الأولى، ففي إبريل الماضي، فرضت الحكومة الأمريكية رسومًا ضخمة وصلت إلى ٣٥٢١ بالمئة على منتجات الطاقة الشمسية من كمبوديا. 

كما تم تطبيق رسوم متفاوتة على واردات من ماليزيا وتايلاند وفيتنام حسب الشركة والمنشأ. 

وقد تأثرت شركات صينية بارزة مثل ترينا سولار وجينكو سولار بهذه التدابير، في حين أشارت بيانات رسمية إلى أن الولايات المتحدة استوردت معدات من الدول الأربع بمجموع تجاوز ١٢ مليار دولار أمريكي.

قادت هذه الإجراءات إلى تغييرات فورية في سلاسل التوريد، حيث شهدت شحنات كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام تراجعًا حادًا في حين صعدت صادرات إندونيسيا ولاوس لتعويض الفجوة. 

وتشير تقارير بلومبرغ إلى ارتفاع صادرات الألواح الشمسية من إندونيسيا ولاوس إلى ٤٤ بالمئة في مايو، مقارنة بنسبة ١٫٩ بالمئة في مايو عام ٢٠٢٤، فيما واصلت صادرات الهند ارتفاعها للولايات المتحدة منذ عام ٢٠٢٢.

وقد انتقلت شركات صينية عديدة إلى جنوب شرق آسيا في السنوات الأخيرة بهدف الالتفاف على الرسوم الجمركية المفروضة منذ عهد الرئيس دونالد ترامب بين عامي ٢٠١٧ و٢٠٢١.

لم يصدر تعليق من رؤساء غرفة التجارة والصناعة أو رابطة أصحاب العمل في إندونيسيا حول القضية حتى كتابة هذا التقرير.

تحديات المنافسة العالمية

يرى خبراء أن تصاعد الضغوط على الشركات الأمريكية هو نتاج ارتفاع كلفة إنتاج الألواح الشمسية محليًا مقارنة بالدول الآسيوية. 

وأوضح فابي توميو، المدير التنفيذي لمعهد إصلاح الخدمات الأساسية، أن “التقنيات الصينية أرخص بنسبة ٦٠ بالمئة من الأمريكية، بينما تتفوق الهند وجنوب شرق آسيا أيضًا بكلفة أقل بنسبة تتراوح بين ٢٠ إلى ٣٠ في المئة مقارنة بالصين”.

أشار فابي أيضًا إلى أن بعض الشركات الأمريكية حديثة العهد بالإنتاج ولم تحقق بعد وفورات الحجم، ما يحد من قدرتها على المنافسة في سوق تتطور تقنياتها بسرعة كبيرة وتتطلب تحقيق التوازن المالي خلال ٣ سنوات فقط. 

كما أثرت الرسوم الجمركية على المواد الأساسية كالألمنيوم والفولاذ التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة على ارتفاع الكلفة أكثر فأكثر.

وختم فابي بأن المنافسة الحادة هي جزء من ديناميكية الأسواق العالمية، معتبرًا أن ما حققه مصنعو الألواح الشمسية في إندونيسيا من قدرة تنافسية هو إنجاز تم بجهود ذاتية دون دعم حكومي مباشر.

إندونيسيا اليوم │ جاكرتا بوست