٥ وجهات فريدة وغير تقليدية للاحتفال بعيد الاستقلال الإندونيسي

تزخر إندونيسيا بسحر طبيعي أخّاذ، من مناظر بانورامية إلى سلاسل جبلية خلابة تقدّم مسارات وتحدّيات متنوعة.

بالنسبة لعشّاق الطبيعة والغابات البكر، تُعد الجبال خيارًا مفضّلًا للاحتفال بالاستقلال؛ فرفع العلم على القمم يمنح إحساسًا فريدًا صار تقليدًا راسخًا بين المتسلّقين ومحبي الطبيعة.

وبينما نستمتع بجمال الطبيعة، تعكس مراسم رفع العلم على القمم روح الكفاح في تسلّق الجبل، بما يحمله من تحدٍّ وصبر، في موازاة كفاح الاستقلال الذي لا يعرف الاستسلام.

رحلةٌ طويلةٌ وتكاتفٌ وتضامنٌ جماعي يعكسان تنوّع المجتمع الإندونيسي، ويستحضران مشاهد النضال من مرتفعات شاهقة.

ومن أبرز القمم التي تُختار عادةً للاحتفال: ميرابي، سيميرو، براو، ميربابو، وبرومو.

لا تقتصر طبيعة إندونيسيا على الجبال؛ فالبحر مساحة احتفال فريدة وغير مألوفة، لا سيّما في مراسم رفع العلم تحت سطح الماء، وهي ممارسة قد تبدو مستحيلة لكنها واقع متكرّر.

في عام ٢٠١٤، رُفع العلم الأحمر والأبيض في سابانغ، آتشيه، خلال فعالية نظّمتها منظمة مسابقة الغوص في آتشيه، على عمق ١٥ مترًا.

وفي عام ٢٠١٦، نظّمت يوجياكرتا احتفالًا فريدًا في ١٧ أغسطس / آب وسط البحر، على بُعد ٢٠٠ متر من شاطئ بارون، بمشاركة شرائح مجتمعية واسعة من الصيادين ومحبي الطبيعة والمتطوعين وفرق الإنقاذ والسكان المحليين.

اللافت أنّ المراسم في بحر يوجياكرتا تُقام على متن سفينة، حيث تصطف فرقة رفع الأعلام في تشكيلات تضم ١٧ و٨ و٤٥ شخصًا.

تُقدّم الكهوف والصخور الكلسية بدورها مسارح أخّاذة لمن يطمح إلى تجربة احتفالية مختلفة في ١٧ أغسطس / آب.

ففي «ليانغ بوتي» ضمن حديقة بانتيمورونغ الوطنية في سولاويزي الجنوبية، أُقيمت سابقًا مراسم رفع العلم على عمق ٢٧٠ مترًا.

وتُنظَّم هذه الأنشطة من جانب طلبة الجامعات ومحبي الطبيعة ومجتمع مستكشفي الكهوف، وقد بدأت منذ عام ٢٠٠٩ ضمن فعاليات «والاتا» التابعة لجمعية طلاب محبي الطبيعة في جامعة بوجور الزراعية.

وفي عام ٢٠١٠، أُقيم احتفال آخر في كهف «سيغوداوانغ» على عمق ١٧ مترًا.

كما أقامت شركة فريبورت إندونيسيا مراسمًا على عمق يناهز ١٫٤ كيلومتر في تيمباكابورا، تيميكا، بابوا.

وكان «غوا لافا» في بوربالينغا أيضًا مسرحًا لاحتفال رفع العلم في الذكرى الـ٧٦ للاستقلال، إلى جانب كهوف شهيرة أخرى مثل «غوا جومبلانغ» في يوجياكرتا و«لوينغ أومبو» في باتيتان.

ورغم أنّه لا يقع في أعماق البحر، فإن رفع العلم داخل الأكواريوم العملاق بات نشاطًا يجذب الزوّار ولا يقل إثارة.

وتحت الماء يتطلّب رفع العلم جهدًا وتنظيمًا، غير أنّ هذا الاحتفال يجسّد روح الوطنية ويُقام دوريًّا عامًا بعد عام في حوض الأسماك الضخم بـ«سي وورلد» في أنكول، جاكرتا.

كما تقيم «حديقة سفاري إندونيسيا» بانتظام مراسم رفع العلم، حيث تبدو الحيوانات وكأنها تشارك في الأجواء الاحتفالية، ما يضفي متعة خاصة على تجربة الزائرين.

وبالمثل، ينظّم «منتزه بالي سفاري والحديقة البحرية» فعاليات عند المدخل الرئيسي بمشاركة حيوانات أليفة تجذب الانتباه.

تشارك مجمّعات معابد «برامبانان» و«بوروبودور» و«راتو بوكو» في ١٧ أغسطس / آب ٢٠٢٥ في الاحتفال بالذكرى الـ٨٠ لاستقلال جمهورية إندونيسيا، عبر فعاليات فريدة تحمل عنوان «أغسطس في المعابد»، بتنظيم إدارة الوجهات لدى شركة «إن جيرني».

تتضمّن هذه الفعاليات طقوسًا احتفالية مفتوحة للجميع، بمن فيهم الزوّار الأجانب. وتمنح أجواء المعابد ذات الوقع الجمالي فرصة لتجارب تعليمية ممتعة في سياق إحياء ذكرى الاستقلال.

وتحتفل «حديقة المعابد السياحية» هي الأخرى بالعيد الوطني من خلال رفع مئات الأعلام الحمراء والبيضاء، إلى جانب أنشطة في مناطق «بوروبودور» و«برامبانان» و«راتو بوكو»، تشمل مسابقات تقليدية ورياضات حماسية وسحوبات جوائز.

ويمثّل الاحتفال بالاستقلال في محيط المعابد تكريمًا للمواقع التاريخية وتعزيزًا للفخر الوطني عبر صون التراث الثقافي، ما يجمع بين المتعة والمعنى.

وتظل أجواء البهجة والضحكات وروح التعاون من أبرز سمات إحياء الاستقلال في إندونيسيا.

وهي تجربة مؤثرة تعزّز حب الوطن بأساليب غير تقليدية، وتنشر روح النضال بطريقة مبتكرة تُظهر في جوهرها محبة الطبيعة والوطن معًا.

فمن بين هذه الوجهات، أيّها أصدقاء «إندونيسيا اليوم» تود زيارتها أولًا؟

إندونيسيا اليوم | جي إن إف آي