بونج تومو ومعركة 10 نوفمبر 1945
Bung Tomo Pahlawan Pertempuran 10 November 1945
Bung Tomo Pahlawan Pertempuran 10 November 1945
من الشخصية التى تركت بصمتها على تاريخ كفاح شعب إندونيسيا فى الجهاد ضد المستعمرين, سوتومو, بما كان له دور هام فى حركة المقاومة ضد المستعر الهولندي. بطل قومى اشتهر بكفاحه وحثه لشعب سورابايا بالمقاومة ضد عودة المستعمر الهولندي إلى إندونيسيا بعد هزيمة اليابان فى الحرب العالمية الثانية. حيث أدت هذه المقاومة أخيرا إلى وقوع معركة مشهورة لدى شعب إندونيسيا المعروفة بمعركة 10 نوفمر 1945 بسورابايا التى اصبح تاريخها ذكرى للاحتفال بيوم الأبطال الوطنى فى إندونيسيا.
نشأته
ولد سوتومو (المعروف لدى شعب إندونيسيا بـــــــــــ بونج تومو Bung Tomo) فى 3 اكتوبر 1930 فى قرية بلاوران Blauran التى تقع فى وسط مدينة سوربايا, جاوى الشرقية, وتوفى فى مكة المكرمة, 7 اكتوبر 1981م خلال أدائه للحج فى تلك السنة, ودفن فى مقبرة “نجاغل” Ngagel فى سورابايا. كان والده (كارتاوان تجبتو ويجويو Kartawan Tciptowdjojo) موظفا حكوميا ومساعدا فى مكتب الجمارك وكان الوالد موظفا فى احدى المؤسسات التجارية.
نشأ سوتومو فى عائلة تهتم بالتعليم اهتماما بالغا, ومن صفاته الصراحة فى الكلام والجد فى العمل, وعرف بحبه للعمل لأجل إصلاح الأحوال, ويدل على ذلك, أنه لما بلغ 12 عاما من عمره, ودفعه الحال إلى أن ترك دراسته فى مولو MULO اضطر إلى أن يعمل بسبب حاجته للمال حيث كانت الأزمات الإقتصادية التى تسود العالم فى ذلك الوقت, ولكن هذا كله لم يمنع سوتومو من إتباع رغبته فى التعلم, أخيرا استطاع إتمام دراسته فى HBS عن طريق المراسلة, إلا أنه لم يحصل على درجة النجاح رسميا.
كفاحه
كان سوتومو صحفيا نجحا انضم إلى العديد من التجمعات السياسية والإجتماعية, وعندما عين ليكون من أعضاء حركة الشعب الجديد Gerakan Rakyat Baru (حركة أنشأتها الحكومة اليبانية) فى سنة 1944م, لم تكن شخصيته مشهرورة لدى الشعب, إلا أنه يعد نفسه لدور هام فى حركة المقاومة ضد المستعمرين, خاصة فى سعيه لإشعال حماسة شعب سورابايا فى القيام بالمقاومة ضد قوة NICA (Netherlands Indies Civil Administration) والبرطانية التى هاجمت مدينة سورابايا مهاجمة شديدة خلال شهر أكتوبر ونوفمبر 1945م, وعرف بطريقته الخاصة عند القاء خطبته فى الإذاعات المحلية بالتكبير, الله أكبر…! الله أكبر..! الله أكبر…!.
لمحة عن معركة 10 نوفمبر 1945م
تعتبر معركة 10 نوفمبر 1945م من أهم المعارك التاريخية التى دارت بين إندونيسيا وحومة المستعمر الهولندى. ففى أول مارس عام 1942 نزلت القوات اليبانية إلى جزيرة جاوى لإستعمار إندونيسيا بدعوى الأخوة بين شعب آسيا, فبدأت بالقضاء على حكومة المستعمر الهولندى وتمت بإستسلام حكومة المستعمر الهولندى لليابان بدون شرط فى 8 مارس 1942م. وبذلك كانت الفرصة سانحة للمستعمر الياباني لإستعمار أرض إندونيسيا.
بعد هزيمة اليابان أمام الحلفاء فى سنة 1945م, أعلنت إندونيسيا الاستقلال من المستعمر الياباني فى 17 اغسطس 1945م, فبدأ الشعب إندونيسيا بمحاولة نزع الأسلحة من لدى اليابنيين, وفى 15 سبتمبر 1945م نزلت القوة البريطانية إلى جاكرتا, وأيضا إلى سورابايا فى 25 اكتوبر 1945م باسم الحلفاء لغرض إطلاق سراح المسجونين ونزع الأسلحة من الجنود اليابانيين وإعادتهم إلى بلدهم, إلا أن القوة البريطانية غرض خفى آخر وهوإعادة أرض إندونيسيا إلى حكومة هولندى المستعمرة لها من قبل. فأدى ذلك إلى ظهور حركات المقاومة من قبل الشعب الإندونيسي عامة.
فى أواخر شهر سبتمر وأوائل أكتوبر أصدر علماء الجمعتين الإسلاميتين ماشومى Masyumi ونهضة العلماء Nahdhatul Ulama الفتوى بوجوب الجهاد دفاعا عن أرض إندونيسيا كواجب حتمى على كل مسلم, وأنه من ضمن الجهاد المقدس. فبدأ الزعماء والشيوخ وطلابهم من المعاهد الإسلامية فى كافة أنحاء جاوى الشرقية بالدخول إلى سورابايا تلبية لهذا الفتوى. واستعمل بونج تومو الإذاعة المحلية لخلق جو من المقاومة والدفاع عن الوطن فى قلوب الشعب الإندونيسي.
فى تاريخ 30 اكتوبر 1945م وفى ظروف غامضة قتل العميد أ.و.س ملابـــــي AWS Mallaby (قائد القوات البريطانية فى جاوى الشرقية) فى سورابايا وكان مقتله نقطة التحول والدافع الكبير لمعركة 10 نوفمبر 1954م, حيث أدت إلى إصدار بريطانية الإنذار النهائى للقوات الإندونيسية وحركات المقاومة الشعبية بتسليم كل الأسلحة, وإلا سيهاجم الجيش البريطانى مدينة سورابايا من جميع الجهات –الأرض والبحر والجو- وكان آخر الموعد الساعة العاشرة صباحا من تاريخ 10 نوفمبر 1945م, ورفض المجاهدين والشعب الإندونيسي الإنذار النهائى. فعند الفجر فى 10 نوفمبر 1945م, بدأت قوات بريطانية (بقوة 30.000.000 جندى مسلح بأحدث الأسلحة و50 طائرة حربية ومجموعة من الدبابات الحربية والسفن الحربية) بالهجوم على مدينة سورابايا.
استمرت هذه المعركة طوال شهر واحد حيث لقى جنود بريطانيا وهولندا مقاومة شديدة لم تكن بالحسبان من قبل المجاهدين الإندونيسيين تحت قيادة بونج تومو. فقد كان البريطانيون يتوقعون أن تنتهى السيطرة على مدينة سورابايا فى غضون ثلاثة أيام وفق الخطة المعدة مسبقا. ورغم إنتهاء المعركة بتمكن البريطانيا من السيطرة على مدينة سورابايا المدمرة, إلا أن هذه المعركة كانت بداية للنضال الإندونيسي فى طرد المستعمر المستبد وتحرير الأراضى الإندونيسية من أيدى الطامع المحتل. (أنس)