أنيس ماتا، الملقب بسوكارنو الشاب، يشعل مواقع التواصل من جديد

0 292

امتنان سلطان، إندونيسيا اليوم

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات استحسان حول خطاب أنيس ماتا، نائب وزير خارجية إندونيسيا، حيث أثارت كلماته جدلاً واسعاً بين رواد منصات التواصل، وأصبح موضوعاً ملهما لبعض البرامج السياسية الساخرة على اليوتيوب مثل برنامج عبد الله الشريف، بل وسببت إحراجاً للبعض.

فالأمة العربية والإسلامية باتت متطلعة لتصريحات القمة التي وصفت بأنها استثنائية، على أمل أن تؤتي هذه البنود ثمارها لصد العدوان عن فلسطين. فجاء خطاب أنيس ماتا شاملا وواضحا، وجاءت كلماته حازمة وقوية أسرد فيها بكل وضوح وبساطة، وبعربية سليمة بليغة، جميع البنود التي من شأنها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

في خمس محاور رئيسية، ألقى السيد أنيس، نيابة عن جميع الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية، جميع المقترحات الممكنة والفعلية لوقف الانتهاكات الظالمة بحق الشعب الفلسطيني. أبرزها عزل إسرائيل ومقاطعتها اقتصادياً، وإلغاء عضويتها من الأمم المتحدة. فقط خمس نقاط بسيطة ولكن حاسمة، اقترحها أنيس ماتا لإنهاء الحرب في غزة ودعم النضال الفلسطيني، استطاع من خلالها تلخيص كل ما يمكن ويفترض أن يقال في مثل تلك المواقف، مختزلاً قضية فلسطين بقوله: “لا معنى لحريتنا واستقلالنا إن لم تكن فلسطين حرة مستقلة، فهي عندنا أمانة دستورية وفريضة إسلامية وضرورة إنسانية”.

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي كلمات أنيس ماتا مشيدين بقوته، وحملت تعليقاتهم اقتباسات من عباراته، وكأنها أثلجت صدورهم المعتصرة ألماً بحق إخوانهم الفلسطينيين.

وكأنما استطاعت كلماته أن تترجم صحوة الضمائر في قلوب الأمة الإسلامية، فجاءت كدعوة صريحة لتبني القضية بشكل فعلي من أجل الإنسانية، وليست مجرد شعارات وهتافات واستنكارات لم تغير شيئاً من مجريات الأحداث منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.

بضع كلمات باتت كبلسم لجراح أمة ظلت تترقب بنود توصيات القمة بقلوب منهكة من مشاهد العدوان والاضطهادات التي لا تعرف للإنسانية معنى.

وانهالت التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات المباركة للشعب الإندونيسي الذي مثله السيد أنيس ماتا في خطابه، الذي لم يخف في الله عند إلقائه لومة لائم.

إنه محمد أنيس ماتا، الملقب بسوكارنو الشاب، رائد النضال في إندونيسيا وأول رؤسائها، وذلك لتشابه خطبهما النارية التي تشعل القلب وتوقظ الروح وتهز كيان الجماهير.

وعند العودة إلى خلفية أنيس ماتا السياسية والدينية، فقد برز كناشط ورئيس حزب سياسي ديني، ولديه نظرة ثاقبة في مجال العلاقات الدولية، هذا ما أشاد به محمد سياروني روفي، مراقب دراسات الشرق الأوسط.  عدا عن ذلك، فهو نشط منذ فترة طويلة في مختلف الأنشطة الدولية المجتمعية والإنسانية.

ولا يقل خطابه الذي ألقاه باللغة العربية عام ٢٠١٥، قوةً وحماساً، وسط صمت الحاضرين في منتدى الجزائر. وكان كذلك موضع نقاش المواقع الالكترونية آنذاك. تناول فيها مواضيع الثورة والنضال والاستعمار والقواسم المشتركة بين الدولتين، إندونيسيا والجزائر. فلامست كلماته قلوب الحاضرين الذين أنصتوا لخطابه بكل إعجاب وانبهار، ليس فقط لعربيته السليمة وبلاغة الأسلوب، بل لقوة الحجة وعمق المعنى وصدق اللهجة. ولم ينس تذكير الحاضرين بقضية فلسطين والمسجد الأقصى التي لازال موضوع استقلالها عالقاً: “طالما لا تزال هناك قطرات من الدماء تتزايد كل يوم، فاعلموا أن رسالتنا الثورية لم تنته بعد”.

تعليقات
Loading...