جاكرتا الشمالية محاصرة بالفيضانات الساحلية نتيجة ارتفاع المد البحري
جاكرتا، إندونيسيا اليوم – تعرضت منطقة جاكرتا الشمالية هذا الأسبوع لموجة جديدة من الفيضانات الساحلية المعروفة بـ “روب” أو فيضان المد البحري، مما تسبب في غمر الشوارع والمنازل في مناطق معينة، خاصة في المناطق القريبة من السواحل تزامناً مع موسم الرياح الموسمية، مما جعل السكان في المنطقة يواجهون تحديات كبيرة نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر.
الأسباب والتداعيات
تعد الفيضانات الناتجة عن المد البحري ظاهرة موسمية تحدث عندما يتزامن المد البحري المرتفع مع هطول الأمطار الغزيرة. وفي هذا العام، أثرت هذه الظاهرة بشكل خاص على جاكرتا الشمالية، مما أدى إلى غمر عدد من المنازل وتعطيل حركة النقل والأنشطة اليومية في العديد من الأحياء السكنية. كما تم إجلاء بعض العائلات من المناطق المتضررة، وتم نشر فرق الإنقاذ لمساعدة السكان في مواجهة هذه الأزمة.
تعكس الفيضانات في جاكرتا الشمالية مشكلتين بيئيتين رئيسيتين، وهما هبوط الأراضي وتغير المناخ العالمي المتمثل في زيادة درجات الحرارة وارتفاع منسوب المياه.
وتشهد شمال جاكرتا هبوطًا كبيرًا في الأراضي الساحلية، بمتوسط هبوط يصل إلى عدة سنتيمترات كل عام. ويتفاقم هذا الأمر بسبب تعرضها للتآكل المستمر بسبب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية، مما يؤدي إلى فقدان الأرض استقرارها وغرقها بسهولة أكبر.
وأوضح سيسوانتو، الباحث في وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء (BMKG) أنه على الرغم من أن هبوط الأراضي في شمال جاكرتا يلعب دورًا مهمًا، إلا أن تغير المناخ هو العامل المهيمن في زيادة شدة فيضانات المد البحري. فقد أدى ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري إلى تفاقم الوضع، مما جعل المناطق الساحلية أكثر عرضة لفيضانات مياه البحر، حتى في حالة عدم هطول الأمطار.
وتمتد الآثار السلبية التي تخلفها هذه الفيضانات إلى قطاع الاقتصاد والصحة العامة. إذ يتعين على السكان مواجهة المياه الراكدة والتي تصل ارتفاعها إلى مستوى الصدر، في حين أن الماء المختلط بالنفايات يرفع خطر الإصابة بالأمراض. كما تعرضت الشركات الصغيرة التي تعتمد في أنشطتها على الأراضي، لخسائر كبيرة. ويؤدي عدم كفاية البنية التحتية إلى تفاقم الأوضاع، مما يجعل عملية الإخلاء وتوزيع المساعدات صعبة.
امتنان سلطان | ديتيك