مركز مسك: احتفاء أوروبي على الطراز الشرقي باليوم العالمي للغة العربية

0 240

امتنان سلطان – إندونيسيا اليوم

زغرب، كرواتيا – اليوم العالمي للغة العربية، الذي يُحتفل به في ١٨ ديسمبر من كل عام، هو مناسبة للاحتفاء بهذه اللغة العريقة، والتأكيد على دورها الثقافي واللغوي في العالم. بالنسبة لدول أوروبا، يحمل هذا اليوم دلالات مهمة تتجاوز الاحتفال اللغوي، ويتناول جوانب ثقافية وتعليمية وإنسانية متعددة.

قد يهمك أيضا: مبادرة مجمع الملك سلمان في تخليد اللغة العربية وإثبات عالميتها بتقنية الذكاء الاصطناعي

فكما أوضحت منظمة اليونسكو أن اللغة العربية تركت بصمة إبداعية في مختلف مجالات العلوم والثقافة، وتفوقت بفنونها الشعرية والنثرية، وتألقت بجمال خطوطها وهندسة أحرفها، وأبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية.

وإنجازات اللغة العربية شاهدة على حضارات الأمم الغربية والأوروبية، ويزخر تاريخها بالشواهد التي تبيّن اندماجها بعدد من لغات العالم الأخرى (كالتركية، والفارسية، والأوردية، والإندونيسية، والألبانية، والسواحيلية، والإسبانية والمالطية، وغيرها الكثير)، وكيف ساعدت على نقل وترجمة المعارف والعلوم من الحضارة اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة والعصور والوسطى. فاللغة العربية تميزت بقدرتها على التعريب واحتواء اللغات الأخرى بخصائصها المتفردة، من ترادف وأضداد ومجازات وتشبيهات.

وتربعت العربية لقرون طويلة بكونها لغة السياسة والعلوم والحضارة. ويظهر امتنان الدول الأوروبية جلياً خلال احتفائها باليوم العالمي للغة العربية، فتجد الاحتفالات والبرامج التي تُقام على شرف اللغة العربية، على اختلاف درجات تنظيمها من برامج كبيرة على المستوى الدولي وحتى الصغيرة على المستوى المحلي أو المجتمعي البسيط.

وكانت لنا تغطية خاصة لإحدى المراكز التي تدعم اللغة العربية في أوروبا وتحديداً في مدينة زغرب بكرواتيا، هذه البلدة الأوروبية الصغيرة بسكانها، والكبيرة بنموذجها في التعايش مع الاختلاف والتعددية اللغوية والدينية، لتكون مضرب المثل لغيرها من الدول الأوروبية منذ مائة عام. فهي الدولة الثانية في أوروبا بعد النمسا التي تعترف بالدين الإسلامي بشكل رسمي منذ عام ١٩١٦.

قد يهمك أيضا: الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية ومراسم حفل تنصيب الإتحاد في رحاب جامعة أنتساري

هذا المركز الصغير والحديث، الواقع في قلب مدينة زغرب، اتخذت من اسم “مسك” شعاراً له. وعلى الرغم من مساحته الصغيرة إلا أن زواياه تنبض بالجو الشرقي والتراث العربي الأصيل. وأبى أن يمر اليوم العالمي للغة العربية دون أن يكون له دور في الاحتفاء به علي غرار المنظمات العالمية والعربية الأخرى. واحتفل مركز مسك باليوم العالمي للغة العربية يوم الاثنين 16 ديسمبر، فجاء تنظيمه على الرغم من بساطته مشبعاً بالأجواء الشرقية واللمسات العربية سواء من خلفيات الموسيقى التي رافقت الحفل، والوجبات الشرقية العربية التي داعبت أنوف الحاضرين برائحتها الشهية، إلى معرض الفن العربي بلوحاته وخطوطه الأنيقة.

وقد حضر الحفل عدد من الشخصيات الدبلوماسية، من بينها سفيرة الجزائر السيدة نخلة كشاشا، وسفيرة قطر السيدة أسماء بنت ناجي العامري، وسفيرة المغرب السيدة نور الهدى المراكشي، وممثل سفارة ليبيا، والقنصل الفخري للسودان، وحرم القنصل الإندونيسي.

وافتتح الحفل بكلمة ترحيبية من رئيسة المركز السيدة حنين جعيتم ياسين، مرتدية الزي الفلسطيني متباهية بأصولها الفلسطينية، أعربت خلالها عن أهمية اللغة العربية كلغة للحضارة والعلوم، كما تابعت ابنتها إلقاء الكلمة مترجمة باللغة الكرواتية، شاكرين كل من انضم إليهم وساهم في إحياء هذه الأمسية الأنيقة احتفاء بالثقافة والتراث الغني للغة العربية.وتخلل الحفل فقرات من العروض الموسيقية التي استخدم فيها العود كرمز للموسيقى الشرقية، والذي قدمه صفي الدين أليموسكي، ورافقه ستيفكو كاكوروف على آلة الجمبي الشبيهة بالطبلة. فيما قدم ثنائي الحمراء معزوفة على الكلارينيت والغيتار. وعاش الحاضرون أجواء حالمة مع أنغام الموسيقى التي حملتهم إلى عالم عصور السلاطين وكأنها ليلة من ليالي ألف ليلة.

قد يهمك أيضا: الإعلان عن أسماء الفائزين في “مسابقة كتابة المقالات باللغة العربية” بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

 

ومن ضمن فقرات الحفل كان عرض طلاب اللغة العربية بمركز مسك، الموهوبين (إيجارز، وأنتونيا، وجين) من بينهم طالب دنماركي والآخرون من كرواتيا، الذين قدموا خطاباً باللغة العربية.

وعلى هامش الحفل، كان معرض الخط العربي الذي تم خلاله عرض اللوحات الجميلة التي تبرز جمال الخط العربي كفن أصيل. وطبعاً لم تخلُ الضيافة من الوجبات العربية الشهية وأواني التقديم الشرقية الجميلة. واختتم الحفل بفقرة الألعاب المثيرة التي انتهت بتقديم الجوائز للفائزين.

تعليقات
Loading...