قبل عيد الاستقلال: رايات “ون بيس” ترفرف في إندونيسيا وتثير جدلاً واسعاً

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – في خضم الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الثمانين لاستقلال إندونيسيا، اندلع جدل وطني واسع حول ظاهرة انتشار أعلام قراصنة “ون بيس”، سلسلة الأنمي اليابانية الشهيرة، التي باتت ترفرف على المنازل والمركبات في مختلف أنحاء البلاد. 

هذا المشهد أثار تبايناً حاداً في وجهات النظر، بين من يراها تعبيراً ثقافياً بريئاً ومن يعتبرها تهديداً لكرامة الرموز الوطنية.

وفي قلب هذا الجدل، خرجت وكالة أنصار السيبرانية لتؤكد أن علم “ون بيس” لا يمثل تهديداً. وصرح رئيس الوكالة، أحمد لطفي، في بيان رسمي يوم الأحد، ٣ أغسطس ٢٠٢٥، بأن روح المغامرة والشجاعة والتضامن التي تجسدها السلسلة تتماشى مع قيم النضال والوحدة للأمة الإندونيسية.

وقال لطفي: “الثقافة الشعبية ليست تهديداً طالما أننا نتعامل معها بحكمة. في الواقع، يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز روح التعاون المتبادل والأخوة والوطنية”. 

ومع ذلك، شدد لطفي على ضرورة ألا تُضعف هذه الرموز الثقافية الهوية الوطنية، مؤكداً على قاعدة أساسية: “يجب ألا يتجاوز ارتفاع علم القراصنة ارتفاع العلم الوطني الأحمر والأبيض، ويجب ألا يطغى على المعنى المقدس لراية البلاد”.

مستلهماً من أفكار الرئيس الرابع للجمهورية، عبد الرحمن واحد (غوس دور)، أضاف لطفي: “نتعلم من غوس دور. الحرية مهمة، لكنها يجب أن تبقى ضمن إطار الوطنية. لا تدعوا روح الاستقلال تطغى على رموز الاستقلال نفسها”.

على النقيض تماماً، تبنت الحكومة الإندونيسية موقفاً متشدداً. فقد اتهم الوزير المنسق للشؤون السياسية والقانونية والأمنية، بودي غونوان، بعض الجماعات بالتحريض على “إهانة كرامة العلم الوطني” عبر استبداله برموز خيالية.

ووافقه الرأي نائب رئيس مجلس النواب، صوفي داسكو أحمد، الذي وصف الظاهرة بأنها “منهجية” ومحاولة “لتقسيم الأمة” قبيل احتفالات يوم الاستقلال في ١٧ أغسطس.

ودعت وكالة أنصار السيبرانية الجمهور إلى عدم الانسياق وراء الروايات التي تهدف إلى تعميق الانقسامات، مشددة على أن هذه اللحظة يجب أن تكون فرصة للتأمل. 

وأكدت أن إندونيسيا لم تُبنَ فقط بروح الاستقلال، بل أيضاً بمسؤولية حماية وصون رموز السيادة التي ناضل من أجلها الأجداد.

إندونيسيا اليوم | تيمبو