مجلس علماء إندونيسيا يدين اغتيال صحفيي الجزيرة ويطالب بتحقيق دولي مستقل

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – أكد مجلس علماء إندونيسيا أن استهداف الصحفيين في غزة يمثل اعتداءً صارخًا على حرية الصحافة والحقيقة، وذلك عقب الغارة الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة خمسة من صحفيي شبكة الجزيرة عند خيمة صحفية قرب مدخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة أمس الأحد، ١٠ أغسطس/آب ٢٠٢٥، وهم أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم زاهر، محمد نوفل، ومعن عليوة، وفق ما وثّقته تحديثات منظمات رصد الصحفيين وتقارير إعلامية دولية.

وأوضح البيان أن هذا الهجوم يشكل انتهاكًا خطيرًا لقواعد حماية الصحفيين زمن النزاع ويمثل تصعيدًا غير مسبوق ضد الإعلام.

قال سودارنوطو عبد الحكيم، رئيس مجلس علماء إندونيسيا لقطاع العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، إن المجلس ينعى ببالغ الأسى ويُدين بأشد العبارات هذه الجريمة التي استهدفت صحفيين كانوا يعملون في خيمة للصحافة خارج مستشفى الشفاء، مؤكدًا أن الصحفيين مدنيون يتمتعون بحماية القانون الدولي، وإن استهدافهم يُعد جريمة حرب، كما ورد في بيانات منظمات حماية الصحفيين، «كما جاء في البيان الذي تلقته هيئة تحرير إندونيسيا اليوم».

وأعرب المجلس عن بالغ القلق لأن العامين الماضيين شهدا حصيلة مروعة غير مسبوقة؛ إذ تؤكد لجنة حماية الصحفيين أن عدد القتلى من الصحفيين والعاملين في الإعلام منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول ألفين وثلاثة وعشرين بلغ على الأقل مئة وستة وثمانين حتى مطلع آب ألفين وخمسة وعشرين، ما يجعلها الفترة الأكثر فتكًا بالصحافة منذ بدء توثيق اللجنة عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين.

كما أفاد الاتحاد الدولي للصحفيين بأن عدد الصحفيين والعاملين في الإعلام الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة بلغ على الأقل مئة وخمسة وسبعين حتى نهاية تموز ألفين وخمسة وعشرين، في حصيلة يجري تحديثها والتحقق من تفاصيلها بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين. وتشير تقارير وتحليلات حقوقية وإعلامية إلى أن الأرقام قد تكون أعلى تبعًا لاختلاف معايير تصنيف من يُعدّ صحفيًا أثناء الحروب والحصار.

ورفض مجلس علماء إندونيسيا بشدة مزاعم الجيش الإسرائيلي التي وُجِّهت ضد صحفيين، ومنهم أنس الشريف، عبر وصمهم بـ«الإرهاب»، معتبرًا ذلك اتهامات مجافية للعقل والمنطق وتهدف إلى نزع الشرعية عن العمل الصحفي وتبرير القتل، وهو ما انتقدته منظمات حقوقية وصحفية دولية مرارًا باعتباره نمطًا موثقًا من الاتهام دون تقديم أدلة قابلة للتحقق، على ما تؤكده بيانات لجنة حماية الصحفيين وتقارير إعلامية دولية.

ويرى المجلس أن استهداف الصحفيين وقتلهم يمثل محاولة منهجية لإسكات شهود العيان والحد من التوثيق المستقل لانتهاكات حقوق الإنسان ومعاناة سكان غزة، ما يفضي إلى اتساع جدار الصمت وتغول الإفلات من العقاب، وهو ما تحذر منه منظمات المهنة ونقاباتها ووكالات الأنباء في تغطياتها وسجلاتها المحدثة.

وبناءً على ذلك، دعا مجلس علماء إندونيسيا، أولًا، المجتمع الدولي وهيئاته الأممية والمنظمات المهنية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ولجنة حماية الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى المطالبة بتحقيقات مستقلة في كل هجوم يستهدف الصحفيين، بما يكفل المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.

وثانيًا، شدد على أن الصحافة هي خط الدفاع الأخير عن الحقيقة، ويجب حمايتها لا استهدافها، وأن حرية الصحافة حق أساسي يحميه القانون الدولي، وأي اعتداء عليها هو اعتداء على الديمقراطية والعدالة.

وثالثًا، وجّه نداءً إلى الصحفيين في كل مكان لتنظيم تحركات تضامن وإدانة ضد الانتهاكات، ودعم الجهود القانونية الدولية، بما فيها المسارات القضائية ذات الصلة، لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة بحق الصحافة «كما جاء في البيان الذي تلقته هيئة تحرير إندونيسيا اليوم». (أنس/إندونيسيا اليوم)