فهمي سالم يصدر كتابًا يربط بين الاستقلال ورؤية الأنبياء

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — في إطار الاحتفال بالذكرى الـ٨٠ لاستقلال إندونيسيا، نظّم معهد الفهمي فعالية إطلاقٍ ومناقشةٍ للكتاب الجديد بعنوان «إرشادات الإنسان المختار: طريق إندونيسيا لإنهاء الظلام» من تأليف الأستاذ فهمي سالم. 

الفعالية التي أقيمت في المكتبة الوطنية الإندونيسية، يوم الجمعة (١٥ أغسطس / آب ٢٠٢٥) الماضي، شهدت حضور عددٍ من المفكّرين والشخصيات الوطنية من مجالاتٍ مختلفة.

من أبرز الحضور، الدكتور كياي حاجي أمير فيصل فتح، والمراقب السياسي الوطني الدكتور توني راشيد، والمثقفة نينو واريسمان، وعضو البرلمان الدكتور أحمد هيريوان. وشارك المفكّر الوطني روكي جيرونغ أيضًا في النقاش. وألقى وزير الثقافة الإندونيسي، الدكتور فضلي زون، كلمةً افتتاحية. وجاء دعمٌ تقديري عبر الفيديو من البروفيسور عبد المعطي (وزير التعليم الأساسي والثانوي في إندونيسيا)، والبروفيسور عاطف لطيف الحيات (نائب وزير التعليم الأساسي والثانوي)، والأستاذ عبد الصمد، والأستاذ باختيار ناصر، والأستاذ زيتون رسمين، وأنيس باسويدان.

وفي بيان صدر يوم السبت (١٦/٨/٢٠٢٥)، شدّد المنظمون على أن هذا الحدث لم يكن مجرد حفل إطلاق كتاب، بل مساحة للتأمل في معاني الاستقلال. فالكتاب يستحضر قصص الأنبياء باعتبارها بوصلة أخلاقية لمواجهة تحديات العصر، سواء الأزمات العالمية، الانقسامات الداخلية أو التحديات الأخلاقية.

كتاب «إرشادات الإنسان المختار» يضم ٣٣ قصة عن الأنبياء والرسل، مرفقة بتأملات حول مقاومة الطغيان، حيث تُترجم هذه القصص إلى خريطة طريق لإشعال جذوة التغيير في إندونيسيا. المؤلف أكد أن الهدف هو ضخ وقود أخلاقي في روح الأمة، حتى لا يكون الاستقلال مجرد ذكرى تقليدية بل إعلانا متجددا بأن الإندونيسيين مستعدون للتأسيس لأمة ذات سيادة وكرامة.

وأكد الأستاذ فهمي أن إندونيسيا “لا تحتاج فقط إلى قائد شعبي يعيش على الصورة الإعلامية، بل إلى شخصية بروح نبوية حازمة مثل النبي إبراهيم عليه السلام، وبصيرة النبي يوسف عليه السلام، وشجاعة النبي موسى عليه السلام، وحكمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.”

وتطرق النقاش إلى دروس مستفادة من قصص الأنبياء؛ فالنبي إبراهيم عليه السلام علّم الثبات في مواجهة الأصنام؛ النبي نوح عليه السلام ضرب مثالا للصبر الطويل رغم رفض ابنه للإيمان؛ النبي موسى عليه السلام جسّد الشجاعة في مواجهة فرعون؛ أما النبي محمد صلى الله عليه وسلم فأسس حضارة عالمية من نقطة الصفر.

وأكد المشاركون أن تاريخ الأنبياء هو تاريخ مقاومة ضد الظلم. القرآن لم يكتفِ بسرد النصر النهائي، بل عرض أيضًا دروب المعاناة، الخيانة، الخوف، والتضحيات. وأشار بعض الباحثين إلى رؤية المفكر عبد الرحمن الكواكبي الذي طرح استراتيجيات لمواجهة الاستبداد: إيقاظ الوعي، تقويض الخوف، وترسيخ الإيمان بأن الباطل لا يغلب الحق مهما كانت قوته.

كما أوضح المتحدثون أن الأمة التي تريد البقاء لا تحتاج لقائد ماهر في إطلاق الوعود، بل قائد مستعد لدفع ثمن الحقيقة مثلما دفع الأنبياء ثمن دعوتهم بالغالي والنفيس.

ويستعرض الكتاب أيضًا قصة النبي يوسف عليه السلام في إنقاذ المصريين من أزمة غذاء بفضل رؤيته طويلة الأمد، وقصة النبي سليمان عليه السلام الذي جمع بين الدبلوماسية والقوة، وصولًا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كوّن أمة من الصفر ببناء الصحابة فردًا فردًا.

الرسالة الأساسية التي خرج بها الحدث أن الأمة العظيمة ليست فقط من تحررت سياسيًا، بل من تمتلك روحًا حرة، شخصية قوية، وقادة يخشون الله وحده.