هل أخطأت جامعة إندونيسيا بدعوة أستاذ يهودي مؤيد لإسرائيل؟

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – أثارت جامعة إندونيسيا موجة جدل ونقاش واسع على منصتي «إكس» و«إنستغرام»، عقب استضافتها للبروفيسور الدكتور بيتر بيركويتز—الباحث الأوّل في مؤسسة «هوفر» التابعة لجامعة «ستانفورد» ضمن فعالية تقديم النظام الأكاديمي لبرنامج الدراسات العليا، يوم السبت ٢٣ آب/أغسطس ٢٠٢٥.

ووفقًا للبثّ المباشر على قناة الجامعة عبر «يوتيوب»، جلس بيركويتز في الصفوف الأمامية بجانب كبار مسؤولي الجامعة، قبل أن يُدعى إلى المنصّة لإلقاء كلمته، حيث عبّر قائلاً: «يشرفني أن أكون بينكم هنا».

خلال مداخلته، تحدّث بيركويتز عن «روح التعليم» باعتبارها أحد ركائز قيام دولة ديمقراطية، مؤكّدًا أنّ إندونيسيا والولايات المتحدة تشتركان في قيم أساسية تكفلها دساتير البلدين، مثل سيادة القانون والمساواة والحرية وحرية الصحافة. وقال: «رغم الاختلافات، تتقاطع التجربتان الأميركية والإندونيسية في عناصر جوهرية».

خلفية مثيرة للجدل

الجدل لم ينبع فقط من مشاركته، بل من مواقفه السابقة. إذ نشرت صفحة «طلاب جامعة إندونيسيا من أجل العدالة في فلسطين» عبر «إنستغرام» تصريحات قديمة لبيركويتز، وصف فيها عمليات «حماس» بأنها «أعمال همجية»، وأكّد أنّ إسرائيل «تملك حق الدفاع عن النفس».

مواقفه من حرب غزة

بحسب صحيفة «ريبوبليكا»، كتب بيركويتز عدة مقالات في موقعه الإلكتروني، بينها مقال في ٢٧ تموز/يوليو ٢٠٢٤ بعنوان: «شرح الحرب العادلة دفاعًا عن إسرائيل للأميركيين». وفيه دعا البيت الأبيض لتحميل «حماس» مسؤولية الكارثة الإنسانية في غزة، واصفًا هجومها في ٧ تشرين الأول/أكتوبر بأنه «مجزرة وانتهاك صارخ للقوانين الدولية».

وأضاف أنّ رفع المعاناة بيد «حماس» نفسها، إذا أوقفت القتال وأفرجت عن الرهائن وتخلّت عن مشروعها لتدمير إسرائيل. كما اتهم الإدارة الأميركية بتجاهل أنّ غزة ليست سوى إحدى «٧ جبهات للحرب الإيرانية ضدّ إسرائيل»، معتبرًا أنّ الصراع يستهدف أيضًا حلفاء واشنطن في الخليج، بل ويمتد إلى الولايات المتحدة والديمقراطيات الليبرالية في العالم.

وُلد بيتر بيركويتز عام ١٩٥٩ في عائلة يهودية بولاية «إلينوي»، وتخرّج عام ١٩٨١ في «سوارثمور» بدرجة امتياز في الأدب الإنكليزي، ثم حصل على الماجستير من «الجامعة العبرية» في القدس عام ١٩٨٥. أكمل دراسته في جامعة «ييل» حيث نال الدكتوراه في العلوم السياسية ١٩٨٧ ودرجة «دكتور في القانون» ١٩٩٠.

يشغل حاليًا منصب الباحث الأوّل في مؤسسة «هوفر» بـ«ستانفورد»، وشغل بين ٢٠١٩ – ٢٠٢١ منصب مدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأميركية. حاز جائزة «برادلي» ٢٠١٧، وله عدة مؤلفات أبرزها «المحافظة الدستورية» و«إسرائيل والصراع حول قوانين الحرب الدولية».

موقف جامعة إندونيسيا

رئيس الجامعة، البروفيسور هيري هيرمانسياه، قدّم توضيحًا يوم الأحد ٢٤ آب/أغسطس ٢٠٢٥ قائلاً: «لم نكن نتوقّع حضوره، ولم نقم بتحرٍّ مسبق عن خلفيته». وشدّد على أنّ الدعوة كانت ضمن برنامج تعريفي لطلبة الدراسات العليا بمشاركة أكاديميين عالميين، مضيفًا أنّ الجامعة ستوفد ٢٨٥ أستاذًا وطالبًا عام ٢٠٢٦ ضمن برنامج «باتريوت».

واختتم موقفه قائلاً: «جامعة إندونيسيا تؤكّد دعمها المطلق لحرية واستقلال فلسطين… فلسطين حرّة!».