من تراجع الأرباح إلى خفض مشتريات التبغ… ما الذي يجري في «جودانغ جارام»؟

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — فيديو قصير يُظهر مئات الموظفين بزي «جودانغ جارام» الرسمي انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل منذ ظهر السبت، ٦ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٥. ويعرض المقطع مشاهد وداع مؤثرة بين العاملين مع عبارة تقول: «تسريح جماعي في جودانغ جارام، وسوق العمل ليس في حالة جيدة».

الفيديو الذي نشره حساب «إنفو لوكر كيديري» على «إنستغرام» يوثّق تجمعاً لعشرات العاملين بقمصان بيضاء وعنابية داخل قاعة كبيرة، حيث تتبدى مشاعر جياشة وتتكرر المصافحات والعناق بين الموظفين.

سعيد إقبال، رئيس «اتحاد نقابات العمال الإندونيسي»، قال إن المنظمة تتحقق من صحة التقارير المتداولة بشأن تسريحات في شركة السجائر المدرجة في البورصة ومقرها كيديري، بجاوة الشرقية. وأضاف في بيان مكتوب، السبت، ٦ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٥: «تلقّينا للتو تقارير عن تسريحات جماعية في جودانغ جارام، وسنقوم بالتحقق أولاً».

وإذا صحت المعطيات، بحسب إقبال، فإنّ التسريحات تعكس ضغطاً شديداً على صناعة السجائر، مع احتمال تَوسّع الأثر إلى سلاسل القيمة المرتبطة بها، من مزارعي التبغ والعاملين في الخدمات اللوجستية إلى السائقين والتجار الصغار وأصحاب بيوت الإيجار. وقال: «من الممكن أن يواجه مئات الآلاف من العمال خطر فقدان وظائفهم».

ودعا إقبال السلطات المركزية والإقليمية إلى التدخل العاجل بحثاً عن حل متوازن «يحفظ صناعة السجائر الوطنية بالتوازي مع استمرار حملات الصحة العامة».

الأداء المالي لشركة «جودانغ جارام» تحت الضغط

سابقاً، أظهرت نتائج «جودانغ جارام» ضغوطاً على الربحية. ووفق إفصاح موجّه إلى «بورصة إندونيسيا» في حزيران/يونيو ٢٠٢٥، بلغ صافي ربح الشركة في سنة ٢٠٢٤ نحو ٩٨٠٫٨ مليار روبية، بانخفاض قدره ٨١٫٥٧ في المئة مقارنة بسنة ٢٠٢٣ حين سجّل ٥٫٣٢ تريليون روبية.

كما خفّضت الشركة مشتريات التبغ؛ إذ أوقفت في سنة ٢٠٢٤ الشراء من منطقة تيمانغونغ، واستمر القرار حتى سنة ٢٠٢٥. وقال محافظ تيمانغونغ، أغوس سيتياوان، إن إدارة «جودانغ جارام» أبلغته بوفرة المخزون بما يكفي احتياجات الإنتاج لأربع سنوات مقبلة. وأضاف في اتصال هاتفي يوم الإثنين، ١٦ حزيران/يونيو ٢٠٢٥: «لا تبدو الحاجة ملحّة لشراء مواد خام إضافية، خصوصاً من تيمانغونغ».

ويُعزى خفض المشتريات إلى تباطؤ مبيعات السجائر. فزيادة ضرائب السلع الاستهلاكية رفعت الأسعار، بينما اتجه جزء متزايد من المستهلكين إلى منتجات أدنى سعراً، ومنها السجائر غير القانونية.

وبحسب سيتياوان، تجد «جودانغ جارام» نفسها في منافسة ضارية مع منتجين من فئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة القادرين على البيع بأسعار أقل، فيما يفاقم انتشار السجائر غير القانونية صعوبة المشهد.

وأشار «مركز إندوداتا للأبحاث» إلى أنّ نسبة تداول السجائر غير القانونية بلغت في سنة ٢٠٢٤ نحو ٤٦ في المئة من إجمالي الاستهلاك، مع هيمنة السجائر غير المفروضة عليها ضرائب والمعبّأة ببساطة بنسبة ٩٥٫٤٤ في المئة من التداول غير القانوني. وتُقدَّر الخسائر المحتملة للدولة جراء ذلك بنحو ٩٧٫٨١ تريليون روبية.

وقال المدير التنفيذي لـ«إندوداتا»، دانيس سابوترا وحيدين، إن منحنى السجائر غير القانونية اتخذ مساراً صعودياً حاداً منذ سنة ٢٠٢١، موضحاً: «تُظهر الأبحاث ارتفاع التداول غير القانوني من ٢٨ في المئة إلى ٣٠ في المئة، ليصل بحلول سنة ٢٠٢٤ إلى ٤٦ في المئة»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء أنتارا».

إندونيسيا اليوم | تيمبو