indonesiaalyoum.com
إندونيسيا اليوم

رائدة التعليم النسائي.. «رحمة اليونسيّة» أول سيدة في العالم تحمل لقب «شيخة»

٠٠:٠٠
١٠ ث
٠٠:٠٠

0 538
النقاط الجوهرية
  • أسست «رحمة اليونسيّة» أول مدرسة دينية للبنات في إندونيسيا عام ١٩٢٣، جاعلة من تعليم الفتيات محوراً للنهوض المجتمعي وكسرت القيود التقليدية المفروضة على النساء.
  • حصلت «رحمة» عام ١٩٥٧ على لقب «شيخة» من جامعة الأزهر، لتكون أول امرأة في العالم تُمنح هذا الوسام تقديراً لإسهاماتها العالمية في إصلاح التعليم النسائي.
  • ألهمت تجربتها في مجال التربية نشوء كليات للفتيات في الأزهر بمصر، ورسّخت نموذج تعليم يجمع بين العلوم الدنيوية والدينية، والمهارات الحياتية للفتيات.

في ٢٩ كانون الأول/ديسمبر ١٩٠٠، وُلدت «رحمة اليونسيّة» في مدينة «بادانغ بانجانغ» بسومطرة الغربية، لتكون واحدة من أيقونات النهضة النسائية في إندونيسيا والعالم الإسلامي. نشأت الصغرى بين خمسة إخوة في بيت علم ودين، واكتسبت معارف دينية منذ طفولتها، مستفيدة من أجواء علمية أسهم فيها والدها الشيخ محمد يونس وعائلة مفعمة بالعلم والشرف.

إقرأ أيضا: دجاماري تشانياغو الجنرال الذي أقال برابوو يقود وزارة السياسة والأمن

كانت «رحمة» مؤسسة مدرسة «الدينية للبنات» في بادانغ، أوّل مدرسة إسلامية للفتيات خاصة في إندونيسيا، والتي أصبحت لاحقًا نموذجًا ألهم بإنشاء كلية خاصة للإناث في جامعة الأزهر بالقاهرة. ونالت «رحمة» بذلك لقب «شيخة» من الأزهر، لتكون أول امرأة في العالم تحمل هذا الوسام العلمي الرفيع.

إذا لم أبدأ الآن، فسيظل قومي متخلفين

رحمة اليونسيّة مؤسسة مدرسة الدينية للبنات

مدرسة دينية البنات… ولادة معهد إسلامي للإناث

أسست «رحمة» مدرستها الأولى في ١ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٢٣، بدعم من شقيقها زين الدين لبّاي اليونسيّ الذي سبقها بتأسيس مدرسة دينية عام ١٩١٥. درست «رحمة» ثلاث سنوات في مدرسة شقيقها المختلطة بين الفتيان والفتيات، فاكتشفت أن الفتيات لم ينلن فرصة تعليم كافية ولا عناية توازي الفتيان، وكان التعليم الديني للفتيات نادرًا.

أثّرت هذه التجربة في وعيها، إذ كان المجتمع حينئذ يرسّخ صورة النساء ككائنات ضعيفة مصيرهنّ البقاء في المنزل دون حاجة لتعليم رفيع. أطلقت «رحمة» ثورة تربوية ضد الأعراف، وأنشأت مؤسسة تعليمية خاصة للفتيات، بدأت بواحد وسبعين طالبة أغلبهن من الأمهات الشابات، لتنمو المدرسة وتصبح مقصدًا لتعليم البنات في أرجاء إندونيسيا وخارجها.

تميزت المدرسة بتعليم اللغة العربية إلى جانب تعاليم الدين، إضافة إلى مواد مهارات الحياة والأعمال اليدوية. لم تكن التربية حكرًا على المواد الدينية، بل تضمّنت تعليما لصناعة الحرف وفنون الطهي، وفرصًا لممارسة الرياضة والموسيقى والسباحة، علاوة على دروس الحساب والصحة واللغة.

مسيرة تطوير شاملة: معاهد وبرامج جديدة للمرأة

واجهت «رحمة» صعوبات كبيرة في تمويل وتطوير مدرستها، لكنها نجحت بفضل عزيمتها في جمع تبرعات واسعة، إذ استطاعت جمع ١٥٠٠ جولدن في ثلاثة أشهر فقط عام ١٩٢٧ لبناء مدرسة وسكن داخلي للفتيات.

أدركت أهمية توسعة دائرة التعليم، فأطلقت مدارس مثل مدرسة «منيسال» عام ١٩٢٥ لمكافحة الأمية عند النساء، ومعهد الفتيات الصغيرات عام ١٩٣٨، والمدرسة الإسلامية الهولندية، والمدرسة الابتدائية للمجتمع الإندونيسي، وكليات لتأهيل المعلمات المسلمات المحترفات منذ ١٩٣٧، وكذلك أكاديمية البنات الدينية عام ١٩٦٤. وفي ١٩٦٧ تحققت رؤيتها بتدشين كلية التربية والدعوة للفتيات كشُعبة من معهد البنات الدينية، معترَف بها رسميًّا من الدولة.

إقرأ أيضا: كيف صنع خيرول تانجونغ «ابن الكسافا» إمبراطورية «سي تي كورب»؟ قصة صعود ملهمة

منح لقب “شيخة” من الأزهر ودوُّره العالمي

في عام ١٩٥٥ زار رئيس جامعة الأزهر مصر إندونيسيا واطلع على تجربة «رحمة» في تعليم البنات، فدُعيت للحضور إلى القاهرة ومخاطبة المجتمع العلمي حول تجربتها الفريدة. وفي العام ١٩٥٧ كرمتها هيئة الأساتذة بجامعة الأزهر وقلّدتها لقب “شيخة”، لتكون أول امرأة في التاريخ تحظى بلقب أكاديمي عال من هذه المؤسسة العريقة، تقديرًا لانجازاتها في تعزيز تعليم البنات ونشر التعليم الديني.

تعدّ «رحمة» رائدة التعليم الحديث للنساء في العالم الإسلامي، إذ ألهمت تجربتها الكثير من المؤسسات التعليمية في آسيا وخارجها، وخلّفت نموذجًا تدريسيًّا شموليًّا جمع بين العلوم الدينية والعملية والمهارات الحياتية، إلى جانب تطوير مكانة المرأة داخل المجتمع.

استمدّت «رحمة» دعمها من قناعتها أن التغيير الحقيقي يبدأ من تمكين النساء بالعلم. اكتسبت احترام المجتمع، وترَك اسمها علامة بارزة في تاريخ التعليم والفكر النسوي المعاصر، واستمرت مدرستها لعقود ملهمة أجيالا جديدة من الفتيات للعلم والخدمة العامة والعمل المنتج، وظلت بصمتها حاضرة حتى اليوم في مدارس وكليات البنات عبر أندونيسيا والعالم الإسلامي.

إن «رحمة اليونسيّة» لم تكن مجرد معلمة، بل كانت ثائرة اجتماعية، ومصدر إلهام للأجيال في مسيرة تحرير المرأة عبر التعليم، ورافعة لفكر الإصلاح والمساواة في العالم الإسلامي.

إندونيسيا  اليوم | جي إن في إي

قاموس إندونيسيا اليوم

العربية INDONESIAN ENGLISH
تعليم البنات وتمكين المرأة
تعليم الفتيات Pendidikan perempuan Girls’ education
المدرسة الدينية Madrasah diniyyah Religious school
تمكين المرأة Pemberdayaan wanita Women empowerment
الشيخة Syaikhah Sheikhah (female sheikh)
المعهد العالي Akademi tinggi Higher academy
جمع التبرعات Penggalangan dana Fundraising
إصلاح المجتمع Reformasi masyarakat Social reform
النهضة النسائية Kebangkitan perempuan Female renaissance
المساواة في التعليم Kesetaraan pendidikan Educational equality
إدخال مناهج جديدة Menerapkan kurikulum baru Introduce new curricula
التعليم الإسلامي Pendidikan Islam Islamic education
التدريس باللغة العربية Pengajaran bahasa Arab Arabic instruction
الحركة النسوية Gerakan feminis Feminist movement
محاربة الأمية Memberantas buta huruf Eradicate illiteracy
التنشئة الشاملة Pembinaan menyeluruh Holistic education
تابع آخر الأخبار والمقالات على قناتنا في تيليجرام
اشترك الآن ليصلك كل جديد وتحليلات حصرية مباشرة على هاتفك من قناة اندونيسيا اليوم عبر تيليجرام.



انضم إلى قناتنا على تيليجرام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.