إندونيسيا تشعل شرارة التحول الأخضر بلوائح جديدة تدعم استثمار الطاقة النظيفة

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – تواصل الحكومة الإندونيسية تعزيز التزامها بتشجيع الاستثمار الأخضر عبر إصدار حزمة من التنظيمات الاستراتيجية الجديدة. تأتي هذه الخطوة بقيادة وزارة الطاقة والموارد المعدنية كجزء من الجهود الوطنية لتسريع الانتقال نحو نظام طاقة نظيف وعادل في البلاد.

أوضح القائم بأعمال مدير الطاقة الحيوية في الوزارة، هاريس، أن سلسلة من التنظيمات الجديدة أُعدّت لدعم التوجه السياسي نحو تطوير البيوميثان على المستوى الوطني، ضمن تعاون وثيق مع شركاء دوليين، من بينهم مشروع «إكسبلور» بالتعاون مع ألمانيا.

وقال هاريس يوم الأربعاء إن هذا التعاون أثمر عن أدوات رئيسية عدة، من أبرزها إنشاء تصنيف الصناعة القياسي الإندونيسي (كيه بي إل آي ٣٥٢٠٣) لأنشطة أعمال الغاز الحيوي، الذي دُمج في نظام (أو إس إس بي كيه بي إم). وأضاف أن الجهود شملت كذلك إعداد «دليل استثمار البيوميثان» لتعزيز تمويل المشاريع الخضراء، وورقة أكاديمية تحدد المتطلبات التنظيمية لتحويل الغاز الحيوي إلى بيوميثان.

وأكد هاريس أن هذه المبادرات تعكس شراكة قوية بين الحكومة والمؤسسات البحثية والقطاع الصناعي والشركاء الدوليين للتنمية. وبيّن أن هذا التعاون يمثل أساساً لترسيخ السياسات والاستثمارات والحَوكمة التي تدعم بناء نظام بيئي وطني متكامل للبيوميثان.

وأشار إلى أن نتائج التعاون الدولي ليست مجرد إنجازات فنية، بل ركيزة مستدامة لتحسين حَوكمة قطاع الطاقة في إندونيسيا، مضيفاً أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من التحول الاقتصادي الأوسع نحو نظام طاقة أنظف وأكثر عدالة.

وشدد المسؤول الإندونيسي على أن تطوير الطاقة الخضراء يتماشى مع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين إندونيسيا والاتحاد الأوروبي، التي وُقعت في ١٤ سبتمبر/أيلول ٢٠٢٥. وتُعد هذه الاتفاقية بوابة جديدة لتوسيع مجالات التعاون في الاقتصاد الأخضر، بما في ذلك نقل التكنولوجيا، وتطوير الطاقة النظيفة، وتعزيز معايير الاستدامة، والتجارة في منتجات الطاقة المتجددة بناءً على الإمكانات المحلية.

وقال هاريس: «إن هذا التوافق السياسي يعزز مكانة إندونيسيا كشريك استراتيجي في تسريع النمو الأخضر وتوسيع شبكة الاستثمار العالمي المستدام». وأضاف أن «انتقال الطاقة ليس مجرد مسألة تقنية، بل تحول اقتصادي يتطلب مشاركة فاعلة من جميع الأطراف».

واختتم تصريحه قائلاً: «من خلال السياسات التقدمية، ودعم الاستثمار، والتعاون الدولي، تمضي إندونيسيا بثبات نحو مستقبل طاقة نظيف ومستقل ومزدهر للجميع».

من جهتها، قالت مديرة برنامج الطاقة في «جي آي زيد» بإندونيسيا وآسيان، ليزا تينشرت، إن مشروع «إكسبلور» الممتد على مدى ثماني سنوات، أسفر عن إنجازات رئيسية عدة. وأضافت: «إحدى أبرز مساهمات المشروع هي دعم تطوير نظام بيئي للبيوميثان يقوم على النفايات الصناعية، من خلال دعم شامل يمتد من صياغة السياسات وبناء القدرات إلى تطوير قاعدة بيانات لإمكانات البيوميثان، مروراً بالتوعية العامة والمساعدة الفنية للمشروعات الواعدة».

وبفضل هذا التآزر بين القطاعات الوطنية والدعم الدولي، تثبت الحكومة الإندونيسية خطواتها الملموسة نحو تحول طاقي مستدام، وتعزز في الوقت ذاته مكانة البلاد كأحد اللاعبين الرئيسيين في الاستثمار الأخضر على مستوى المنطقة.

إندونيسيا اليوم | أنتارا