استجابة سريعة لكارثة سومطرة: متطوعو المجلس الأعلى يقدمون الدعم للنازحين

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — ضربت فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية السواحل الغربية والشمالية لجزيرة سومطرة، ما تسبب في أضرار بشرية ومادية واسعة وأطلق حالة استنفار في الهيئات الإنسانية والرسمية.

وكشف عبد المحاري، رئيس مركز بيانات وإعلام واتصال الكوارث في الهيئة الوطنية الإندونيسية المعنية بإدارة الكوارث، عن أحدث بيانات الضحايا، موضحاً أن عدد القتلى حتى مساء اليوم وصل إلى ٤٤١ شخصاً.

وكان أكبر عدد من الضحايا في سومطرة الشمالية بـ ٢١٦ شخصاً، بينما بلغ العدد في آتشيه ٩٦ شخصاً، وفي سومطرة الغربية ١٢٩ شخصاً، ما يعكس اتساع رقعة الكارثة على امتداد الأقاليم الثلاثة.

كما وصل عدد المفقودين إلى ٤٠٦ أشخاص، وبلغ عدد الجرحى ٦٤٦ شخصاً، فيما وصل عدد المتضررين إلى نحو ١,١ مليون شخص، ونزح ٢٠٩,٧ آلاف شخص عن منازلهم. وبلغ عدد المقاطعات المتضررة ٤٦ مقاطعة، في مؤشر على التأثير الواسع للفيضانات والانهيارات الأرضية.

وتعرضت البنية التحتية في هذه المقاطعات الثلاث لأضرار بالغة. وتشمل التفاصيل، وفق المعطيات الرسمية، تضرر ٨٢٧ وحدة سكنية بشدة، و٦٩٤ وحدة تضررت بشكل متوسط، و١,٣٠٠ منزل تضرر بشكل طفيف، إضافة إلى تضرر ٤٣ منشأة تعليمية و١٣٣ جسراً، ما يزيد من تعقيد عمليات الإغاثة والتنقل.

صرّح الأستاذ محمد إدريس، مدير بيت الزكاة الوطني التابع للمجلس الأعلى، بأن المؤسسة قد نشرت متطوعين ميدانيين إلى المناطق المنكوبة، موضحاً أن المسؤول عن المنطقة في آتشيه هو الأستاذ صياف سراج، ولمنطقة سومطرة الغربية الأستاذ عبد الشكور، ولمنطقة سومطرة الشمالية الأستاذ رضى، في إطار توزيع واضح للمهام الميدانية.

يقوم المتطوعون حالياً بعمليات تقييم ميداني للأوضاع، وفتح ممرات وصول طارئة لفرق الإنقاذ والإمداد، وتقديم المساعدة الفورية في المواقع المتضررة، مع إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر عزلة والأشد تضرراً.

أوضح الأستاذ محمد حافظ، مدير التوزيع في وقف التبرعات التابع لـ «لازناس دعوة»، أن خطة التوزيع تشمل حزمة واسعة من البرامج الإغاثية، موضحاً أن الخطة تتضمن:

١) توفير المياه النظيفة، بما في ذلك مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، لمنع انتشار الأمراض في مراكز الإيواء.

٢) مجموعات النظافة، وتشمل الصابون والشامبو ومعجون الأسنان والمنظفات والمناشف والفوط النسائية وحفاضات الأطفال وكبار السن.

٣) وجبات مجانية مباركة، من خلال إنشاء مطابخ ميدانية وتوفير مواد خام حلال وتوزيع ٣ وجبات يومياً على النازحين.

٤) الدعم النفسي والاجتماعي، بما في ذلك معالجة الصدمات وتقديم الاستشارات والمرافقة الروحية للأطفال وكبار السن والناجين الآخرين.

الأستاذ أشرف، وهو داعية من المجلس الأعلى في آتشيه، قام مع فريقه بفتح الوصول المباشر إلى المواقع المتضررة صباح الأحد ٣٠ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٥، في محاولة للوصول إلى التجمعات السكانية التي عزلتها الفيضانات والانهيارات.

قال: «الحمد لله، وصلنا صباح الأحد، ورأينا أن المنطقة المتضررة واسعة جداً، وهذا يشبه تسونامي الذي حدث سابقاً، لكن الفرق هو أن الخسائر في الأرواح ليست بالسوء الذي كان عليه التسونامي».

وأوضح أن «الأستاذ أشرف والفريق استطلعوا عدة نقاط متضررة، بما في ذلك قرية بلانج كوت وقرية جامبونج بلانج في منطقة ميوراه دوا بمقاطعة بيدي كايا، وقرية تيجيون في منطقة ميريدو بمقاطعة بيدي جايا، حيث رصدوا احتياجات ملحة للأهالي».

وأشار إلى أنه نظراً لاتساع المنطقة المتضررة وتشعب المواقع المنكوبة، هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات والموارد اللوجستية لضمان وصول الإغاثة إلى جميع المتضررين في الوقت المناسب.

وأضاف: «بعض المناطق يجب الوصول إليها باستخدام طائرة هليكوبتر، بالنظر إلى ارتفاع الطين ما بين ١ إلى ١,٥ متر، الأمر الذي يجعل الوصول البري شبه مستحيل في الوقت الراهن».

في الوقت الحالي، تحتاج آلاف العائلات في آتشيه وسومطرة الشمالية وسومطرة الغربية إلى مساعدة فورية، سواء في مجال الغذاء أو المأوى أو الخدمات الصحية والنفسية، وسط مخاوف من استمرار سوء الأحوال الجوية.