جامع أول الفتح المبين مانادو مزيج بين المعمار العربي والمحلي

0 965

 

هو أول مسجد أنشئ في مانادو ومنطقة ميناهاسا. وهو من أقدم المساجد في مانادو(Manado)، كان المسجد في بداية الأمر بسيطا جدا تم بناؤه من الخشب إلى أن أصبح مسجدا فاخرا كما نراه اليوم. والمسجد بلا شك شاهد على التطور التاريخي للإسلام في مدينة مانادووالمناطق المحيطة بها.

وجود المسجد هو جزء لا يتجزأ عن أنشطة الاقتصاد من التجار الذين جاءوا من حضرموت (اليمن) أيام الاحتلال الهولندي (عام1760) حيث أصبحت مانادو منطقة عبور لتجارة التوابل في شرق إندونيسيا.

جامع أول الفتح المبين مانادو تاريخيا

في عام 1760 تقريبا، بدات مدينة مانادو تفتح أبوابها لتصبح معبرا ومحطة لنزول لتجارة التوابل فى المنطقة الشرقية بعد ماكاسار(Makassar) وتيرناتي (Ternate) وأمبون (Ambon)، ومنذ ذلك الحين اصبحت ما نادو منطقة عبور للتجار المسلهين من تيرناتي وتيدوري(Tidore) وماكيان (شمال مالوكو) وهيتو (أمبون)، وبدأ هؤلاء لتجار يستقرون ويستوطنون فى مانادو. وتحديدا في منطقة بوندول.-

ولم يلبث إلا سنوات محدودن حتى يزيد طريق مانادو لتجارة التوابل من لعمران وهذا ما يدفع التجار المسلمبن من سولو و جوكجاكرتا وسورابايا إلى الالتحاقبإخوانهم من التجار العرب ليستقروا فيها. ومما يجدر بالانتباه أن من بين هؤلاء المقيمين من يتوظف لدى الحكومة الاستعمارية الهولندية. وهذه الزيادة من عدد السكان المسلمين في مانادو آدت إلى التفكير في إنشاء مستوطن جديد خاص للمجتمع المسللم، ليتمكنوا من أداء شعائر دينهم دون عائق يعوقهم..

ولم تتحقق هذه الفكرة في إنشاء المستوطن إلا بعد ١٠ سنين (عام ١٧٧٠) وبعد الحصول على الموافقة من الحكومة الاستعمارية الهولندية بحيث خصصت لهذا المستوطن بقعة فارغة من الأراضي واقعة في مانادو الشمالية وهى البقعة المعروفة باسم كامبولج ( Kampung Suraya). هذه هى القرية التي أصبحت في وقت لاحق مستوطنآ للمهاجرين المسلمين لممارسة حياتهم الد ينية والاقتصادية في وطنهم الثاني.

وفي عام ١٨٠٢ بدأ إنشاء جامع مانادو واتحذ (Masjid Agung Awwal Fathul Mubien) اسما له بمعنى (حرفيا) جامع اول الفتح المبين أي بداية فاتحة حقيقية. وقد سجل التاريخ ما يخلف إنشاء المسجد على هذه البقعة حيث نشوب النزاعات المتكررة فيها بين السكان الاصليين الذين عاشوا في المنطقة الشمالية من مانادو مع القبائل الذين يسكنون المنطقة الجنوبية. وبناء المسجد فيها عسى أن يصبح حاجزا ومانعا عن نشوب تلك النزاعات بل إنه اصبح فاتحة لتحقيق فتح مبين للإسلام والمسلمين في المنطقة.

هندسة جامع أول الفتح المبين

المسجد في الاول من بنائه كان بسيطا جدا، الاساس فقط يستخدم الصخور أما البلاط وبعض الجدران فمن الخشب. ولكن مع مرور الوقت وكثرة عدد السكان المتزايد يبدو أن المسجد من الضروري ترميمه بل إعادة بنائه بمساحة أوسع وتصميم أفضل.

لاول مرة تم ترميم هذا المسجد عام ١٨٣٠ وتوسيعه وصار ٨ x ٨ أمتار وكان الأساس وقتئذ يستخدم خليطا من الجيروالمواد البنائية الاخرى. وفي عام ١٩٦٧ وعام ١٩٩۵ تم التوسيع من جديد حتي صارت مساحته ٢٦x  ٢٦ مترا. ومن الملحوظ ان الإصلاحات للمسجد ما بين عام ٢٠٠١ وحتي الأن لا تزال مستمرة وتشمل هذه الإصلاحات تركيب البلاط أو السيراميك في جميع انحاء المسجد. ويتم هذا نظرا إلى زيادة عدد المسلمين وكثافة النشاطات الدينية والاجتماعية التي تعقد في الجامع بما في ذلك النشاط فى تطويرالثقافة والفنون الإسلامية. والجامع حآليا يبدو جميلاجدا. وقد اكتمل تركيب السيراميك في جميع أنحاء المسجد.

الخط الكبير والجميل فوق المدخل (اسم الجامع أول الفتح المبين) يزيد من جمال المسجد، وهذا الخط موضوع بين لفظ الجلالة على اليمين ولفظ محمد علي اليسار.

قام ببناء هذا المسجد واشرف على هندسته المهاجرون من جاوا، وأفادت المصادر أنهم من أتباع الأمير ديبونيغورو الذين نفتهم الحكومة الهولندية إلى مانادو وكانوا يسكنون المنطقة الهولندية إلى مانادو وكانوا يسكنون المنطقة المحيطة بالمسجد. وللمسجد من أول مرة منذ تأسيسه حتى الآن العديد من الائمة الذين تم انتخابهم من قبل السكان.

موقع جامع أول الفتح المبين

المسجد يقع في شارع السلطان حسن الدين، في القرية الإسلامية. بمدينة مانادو (Sultan Hasanudin, Kelurahan Islam, Kota) سميت القرية بالقرية الإسلامية أو قرية المسلمين، لأن القرية كان سكانها قديما بأكملها من المسلمين. أما في وقت لاحق منذ أيام الاستعمار الياباني فتغيرت التركيبة السكانية حيث دخل إليها معتنقو الديانات الأخرى غير الإسلام. ورغم ذلك يبقى المسلمون أغلبية مايعادل ٨٠ % من إجمالي سكان هذه القرية.

ومما يجدر بالذكر أن الجامع مبني غير بعيد عن التجمع العربي (القرية العربية) وان الجامع عامر بالجماعة من أصل العرب وهم جماعة يحافظون علي الصلاة مع الجماعة في هذا المسجد، كما ان المسجد كثيرا ما يستخدم للأنشطة الدينية، والمسجد خصوصا خلال شهر رمضان المبارك يعمه جو الشرق الأوسط الإسلامي بما في ذلك الإفطار الجماعي. (ألو. إ)

تعليقات
Loading...