كاليمانتان، إندونيسيا اليوم – إندونيسيا التي تُعد أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، تُظهر كيف يمكن أن تتفاعل المعتقدات الإسلامية مع العادات المحلية لتشكيل ممارسات دينية فريدة. فهي تتمتع بتقاليد دينية غنية عبارة عن مزيج من الإسلام السني، التصوف، والتقاليد المحلية التي تشكلت عبر قرون من التأثيرات الثقافية والدينية المتنوعة.
وبما أن غالبية المسلمين في إندونيسيا يتبعون المذهب السني، وتحديدًا المذهب الشافعي، الذي يعد الأكثر انتشارًا في البلاد، فهذه المدرسة الفقهية هي جزء من الأسس التي تقوم عليها التقاليد الدينية في البلاد، وتشمل العديد من العادات التي تتعلق بالعبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة، إلى جانب التعاملات اليومية.
إلى جانب ذلك، فإن التصوف له دور كبير في حياة المسلمين في إندونيسيا، حيث يُعتبر الطريق الروحي للتقرب إلى الله من خلال الذكر، التأمل، والعبادات الخاصة. وتظل ذكرى الأولياء الصالحين والعديد من الشخصيات الصوفية خالدة في طقوسهم الدينية، إذ يرجع لهم الفضل في نشر الإسلام وترك أثر كبير في الأرخبيل الإندونيسي.
ويعتبر الذكر الجماعي، مثل الذكر في المساجد أو التجمعات لإحياء ذكرى أحد الشخصيات الدينية (العلماء والأولياء) – الذي يعرف بـ”الهاول” – جزءٌ من هذا التراث الصوفي الذي يقوم على مبدأ التوحيد والمحبة الإلهية.
ومصطلح “الهاول” أو “الحول” هي كلمة مأخوذة من الكلمة العربية “حَوْل” التي تعني سنة أو دورة زمنية. ففي السياق الديني في إندونيسيا، يُستخدم “الهاول” / “الحول” للإشارة إلى إحياء ذكرى مرور عام أو عدة أعوام على وفاة العلماء أو الشخصيات الدينية البارزة.
هذه التقاليد تبرز أهمية الروحانية، الذكر، والترابط الاجتماعي في إندونيسيا. ومن أبرز هذه التجمعات الذي أقيم مؤخرا، يوم الأحد ٥ يناير ٢٠٢٥، هو “الحول الـ٢٠” لذكرى وفاة الشيخ محمد زيني بن عبد الغني KH Muhammad Zaini bin Abdul Ghani، المعروف بلقب “Guru Sekumpul“، والذي يُقام سنويًا في مدينة مارتابورا، في محافظة بانجار، جنوب كاليمانتان.
وقد أفادت الإحصائيات أن عدد الحجاج الوافدين من خارج جزيرة كاليمانتان (مثل سومطرة، وسولاويسي، وجاوة، وغيرها)، بلغ 3.3 مليون شخص هذا العام.
ويُعد هذا الحدث من أكبر التجمعات الدينية في إندونيسيا، حيث يشارك فيه مئات الآلاف من المسلمين من مختلف المناطق والبلدان، ويمثل مناسبة للتذكير بتعاليم الأولياء والعلماء، وتعزيز الروابط الروحية والاجتماعية بين المسلمين. إذ لا تقتصر هذه التجمعات على أداء الطقوس فقط، بل تشمل أيضًا المحاضرات الدينية، وقراءة القرآن، وتلاوة الأدعية، وإقامة العروض الفنية والدينية، والمواعظ التي تركز على تعزيز الإيمان وتوجيه السلوك الحسن، مما يساهم في دعم التواصل الروحي بين المجتمع والدين.
وقبل أيام من الحدث، توافدت الحافلات التي تقل حشود الزوار من كل حدب وصوب. فهم أشبه بوفود الحجيج من مختلف المدن والجزر الإندونيسية، حضروا فراداً أو مع أفراد عائلتهم للتبرك بهذه المناسبة الروحانية.
وقد عمل ضباط الشرطة بمساعدة مئات المتطوعين على تنظيم حركة المرور منذ الصباح وحتى آخر الليل لتسهيل وصول الحجاج وتدفق الحشود بشكل آمن منذ وصولهم وحتى عودتهم.
امتنان سلطان | إندونيسيا اليوم | وكالة أنتارا
KALIMANTAN, INDONESIAALYOUM.COM – Ratusan ribu jamaah dari berbagai provinsi memadati kawasan pelaksanaan Haul ke-20 KH Muhammad Zaini bin Abdul Ghani atau Guru Sekumpul di Martapura, Kabupaten Banjar, Kalimantan Selatan (Kalsel), Minggu.
Pantauan di lapangan, ratusan ribu warga dari berbagai daerah baik penduduk Kalimantan maupun dari luar pulau mulai memadati lokasi kegiatan haul tokoh agama panutan tersebut.
“Saya datang dari Kota Makassar Provinsi Sulawesi Selatan, setiap tahun kami selalu menghadiri Haul Guru Sekumpul,” kata Muhammad Arfan di Martapura, Banjar.
Dia mengatakan sudah datang ke Kalsel sejak kemarin bersama rombongan keluarga, kehadirannya tahun ini adalah kesekian kalinya dan diikuti dengan antusias bersama rombongan keluarga.
Sementara itu, Hermawan Fitriadi, warga dari Surabaya, Provinsi Jawa Timur, mengaku kedatangannya ke Martapura karena antusias untuk mengenang sosok tokoh agama panutan tersebut, yakni Guru Sekumpul.
Menurut dia, Haul ke-20 Guru Sekumpul sebagai momen refleksi untuk menanamkan nilai-nilai keagamaan dan budaya serta meneladani sifat-sifat baik yang dimiliki Guru Sekumpul.
Berdasarkan pantauan, ratusan ribu jamaah dari luar Provinsi Kalsel sudah berdatangan, seperti Kalimantan Timur, Kalimantan Tengah, Sumatera, Sulawesi, Jawa, dan daerah lainnya dari luar Pulau Kalimantan.
Data panitia pada pelaksanaan Haul Sekumpul pada Januari 2024, total jamaah yang hadir mencapai 3,3 juta jiwa dari berbagai daerah baik dari luar provinsi maupun dari luar negeri.
Aparat kepolisian dari Polda Kalsel, Polres Banjarbaru, Polres Banjar dibantu oleh ratusan relawan mengatur arus lalu lintas sejak pagi hingga malam hari guna memudahkan akses para jamaah baik saat kedatangan maupun kepulangan nanti. (Antara)