- شهدت مدينة كِديري الإندونيسية ندوة علمية نظمها مركز العربية احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، تناولت أهمية اللغة في بناء الهوية ودعم الحوار الحضاري.
- أكّد أكاديميون خلال ندوة مركز العربية بكِديري أنّ العربية ليست لغة احتفالٍ ليومٍ واحد، بل وسيلة حياة تمدّ الجسور بين الثقافات وترسخ القيم الإسلامية والفكرية.
- في أجواء أكاديمية مميزة، دعا الدكتور نصر الدين إدريس طلاب مركز العربية بكِديري إلى جعل العربية لغة تفكير وتعبير، لا مجرد مادة دراسية.
جاكرتا، إندونيسيا اليوم — احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف ١٨ ديسمبر/كانون الأول من كل عام، نظّم مركز العربية بمدينة كِديري في إندونيسيا ندوةً علمية حملت عنوان «الأسلوب العربي ودوره في تعزيز الحوار الحضاري والنهضة الفكرية»، وذلك يوم الخميس الموافق ١٨ ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٦.
وجاءت هذه الفعالية جزءاً من برامج المركز المتواصلة التي تهدف إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية وتعزيز حضورها في البيئة التعليمية الإندونيسية، خصوصاً أنّ المركز يُعرف باعتماده منهج الذكاءات المتعددة في تعليم العربية، وهو منهج ينسجم مع التوجهات الحديثة في التربية ويدعم قدرات المتعلمين على اختلاف أنماطهم.

وشهدت الندوة حضوراً لافتاً، حيث شارك فيها مؤسّسا المركز الأستاذ تيتيس تري لاكسيطوا والأستاذ مقدار الخير، إلى جانب المدير العام للمركز الأستاذ بدر الإسلام، وجميع أعضاء هيئة التعليم، فضلاً عن الطلاب والطالبات الذين حرصوا على المشاركة في هذه المناسبة السنوية ذات الأهمية الرمزية والثقافية.
وقد عكس هذا الحضور المتنوع مدى اهتمام المجتمع التعليمي بدور المركز وجهوده في نشر العربية وتعزيز تعليمها.
وفي مستهل الفعالية، ألقى الأستاذ تيتيس تري لاكسيطوا كلمة ترحيبية أشار خلالها إلى القيمة الحضارية للغة العربية وأثرها في صياغة الهوية والثقافة الإسلامية، مؤكداً في الوقت ذاته على مهام المركز في تعليمها وتعلّمها من خلال تطبيق منهج الذكاءات المتعددة الذي يمنح العملية التعليمية بُعداً أكثر إنسانية وفاعلية.
ولم يقف حديثه عند حدود الترحيب، بل حمل رسائل واضحة حول ضرورة مواصلة العمل الجماعي لتطوير تعليم اللغة العربية بما ينسجم مع حاجات الجيل الجديد.
ومع انتقال برنامج الندوة إلى فقرتها العلمية، ألقى الدكتور نصر الدين إدريس جوهر — أستاذ اللغة العربية بجامعة سونن أمبيل الإسلامية الحكومية بسورابايا ونائب الرئيس العام لاتحاد مدرّسي اللغة العربية بإندونيسيا — محاضرته التي تميّزت بطابعها الفكري العميق، حيث تحدّث عن مكانة اللغة العربية النبيلة بوصفها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية ووعاء العلوم والحضارة عبر القرون.
وأكد الدكتور في كلمته أن اللغة العربية «أعظم من أن نحتفل بها يوماً واحداً في السنة»، مشيراً إلى أنها لغة يجب أن تحيا في ألسنة المسلمين وفي تفاصيل حياتهم اليومية.
ومن هذا المنطلق، شدّد الدكتور نصر الدين على أن تعلّم العربية شكل من أشكال تكريمها، فهي لغة أكرمها الله، وعلى المسلمين كافة أن يكرّموها بتعلّمها وتعليمها، معتبراً أنها اللغة التي عاش بها النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب على الأمة أن تحيا بها كما عاشها نبيّها.
وقد لاقت هذه الرسائل أصداءً واسعة بين الحضور، خاصةً الطلاب الذين استمعوا باهتمام إلى توجيهاته.

وفي سياق حديثه التحفيزي، وجّه الدكتور رسالة مباشرة للطلاب قائلاً: «أنتم هنا في مركز العربية لا مركز الإندونيسية؛ فلا تتكلّموا إلا بالعربية. وإذا لم تتكلّموا بالعربية هنا فلن تتكلّموا بها في أي مكان». وأضاف محذّراً ومشجّعاً في الوقت ذاته: «لا تنسوا أنكم طلاب اللغة العربية، واعلموا أن على أكتافكم مستقبلها. فإذا لم تتكلّموا بها فمن يتكلّم بها؟».
وقد جاءت هذه الكلمات لتعكس رؤيته في ضرورة خلق بيئة لغوية حقيقية تُشجّع الطلاب على استخدام العربية بوصفها وسيلة للتعبير اليومي، لا مجرّد مادة دراسية.
ولم تقف الندوة عند حدود الجانب النظري، إذ انتقل الدكتور نصر الدين إلى الجزء التطبيقي من محاضرته، حيث قدّم تدريبات عملية هدفت إلى استخراج الأنماط التعبيرية من النصوص العربية وتوظيفها للتعبير عن الأفكار بطرائق بلاغية دقيقة.
كما قدّم نموذجاً مبتكراً في التدريب اللغوي من خلال استغلال النصوص الإندونيسية لإيجاد أساليب التعبير العربية المقابلة لها، مما أتاح للطلاب فرصة فريدة للجمع بين مهارات التحليل اللغوي والتعبير الإبداعي.
وبعد سلسلة من التمارين والتطبيقات التي شهدت تفاعلًا كبيرًا من قبل المشاركين، اختتمت الندوة بتكريم ثلاثة من الطلاب المتميزين الذين استطاعوا صياغة جملة واحدة تحتوي على أكثر من أسلوب تعبيري، وهو التحدي الذي طرحه الدكتور في نهاية الجلسة. وقد أهدى لكل واحد منهم نسخة من كتابه “الأنماط التعبيرية في القرآن الكريم “تقديرًا لجهودهم وتفاعلهم.
وهكذا، اختتمت الندوة أجواءها العلمية والثقافية وسط انطباعات إيجابية من المشاركين، الذين أكدوا أن هذه الفعالية أضافت بعدًا جديدًا للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وأسهمت في تعزيز دور مركز العربية بكِديري كمنصة تعليمية رائدة تجمع بين الرؤية الحديثة والتطبيق العملي في تعليم العربية للناطقين بغيرها.
| العربية | الإندونيسية | الإنجليزية |
|---|---|---|
| اللغة والثقافة والتعليم | ||
| ندوة علمية | Seminar ilmiah | Scientific Seminar |
| احتفال | Perayaan | Celebration |
| تعليم اللغة | Pengajaran bahasa | Language Teaching |
| الذكاءات المتعددة | Kecerdasan majemuk | Multiple Intelligences |
| حوار حضاري | Dialog peradaban | Civilizational Dialogue |
| نهضة فكرية | Kebangkitan intelektual | Intellectual Renaissance |
| إلقاء كلمة | Menyampaikan pidato | Deliver a Speech |
| محاضرة فكرية | Kuliah pemikiran | Intellectual Lecture |
| إلهام الطلاب | Menginspirasi mahasiswa | Inspire Students |
| بيئة لغوية | Lingkungan berbahasa | Linguistic Environment |
| تحليل لغوي | Analisis bahasa | Linguistic Analysis |
| تعبير إبداعي | Ekspresi kreatif | Creative Expression |
| ترسيخ الهوية | Meneguhkan identitas | Strengthen Identity |
| تعزيز التعليم | Meningkatkan pendidikan | Enhance Education |
| نشر الثقافة | Menyebarkan budaya | Promote Culture |