المد الشيعي الرافضي في آسيا (إندونيسيا نموذجا)

0 1٬002

الشيخ محمد زيتون 
ورقة تقدم في مؤتمر رابطة علماء المسلمين الثالث  بإسطنبول تركيا للشيخ محمد زيتون رسمين –حفظه الله-
19/2/1435 هـ

مدخل
بدأت حركة الشيعة في إندونيسيا منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 م حيث أغرت بعض الإسلاميين زاعم ابتداء صحوة إسلامية شاملة لجميع البلاد الإسلامية بها ، وازداد الانبهار بدولة إيران وبرئيسها الخميني لما أظهر موقفاً حاداً وصارماً – على زعمهم – تجاه أمريكا والغرب ، فصار بطلاً عند بعض الإسلاميين وصارت دولته هي الممثلة للمقاومة تجاه التيار الغربي ، مما مهّد لسفارة إيران نشر الأفكار والعقائد الشيعية عبر الكتيبات والمجلات والنشرات في المدن الإندونيسية. وفي الثمانيات بدأت رؤوس الشيعة في إندونيسيا أمثال مختار آدم ، وجلال الدين رحمت بنشر فكرة التشيع حيث بدأوا بإرسال البعثات الدعوية وتعرّفوا على المجمعات الطلابية في الجامعات واستغلوا عواطف طلاب الجامعات وانبهارهم بالثورة الإيرانية واستطاعوا فرض التوجه الفكري الشيعي في بعض الطلبة وذلك عبر طرح الموضوعات المثيرة في المجامع المحورية للطلاب.ومن ثمّ استغل المتشيعون تيار التحرر الفكري في جو الجامعة واندسوا في صفوف الطلاب وشاركوا في الدورات الطلابية لرابطة الطلبة المسلمين (HMI).

 وفي العصر الحاضر استغل رافضة البلد الجو الديمقراطي في إندونيسيا فوسعوا نطاق حركتهم وشملوا عمال المكاتب ومسؤولي المؤسسات التعليمية الأهلية وأقاموا المشاعر الشيعية في مقراتهم ؛ فأقاموا الحسينيات السنوية في قاعة (BULOG) وقاعة جامعة 45 التابعة لمؤسسة 45 التعليمية ونادوا في العامة للمشاركة في تلك المحافل الجاهلية.كما قامت رافضة البلد بأنشطة أخرى غير العزاء الحسيني السنوي -كما يزعمون- تحت مظلة رسمية حيث أنشؤوا رابطة عرفت برابطة جماعات أهل البيت الإندونيسية (IJABI) واستضافوا سفير جمهورية إيران وعلماء الرافضة من إيران للجولة في الجامعات كما عقدوا اتفاقيات ثقافية بين جمهورية إيران وبين تلك الجامعات تشمل تبادل الطلبة بين الجامعات في البلدين وابتعاث الشباب للدراسة في الجامعات الإيرانية أو الحوزات العلمية. وقد وجدوا في ذلك قبولاً من قبل الجامعات، ففتحوا الركن الإيراني في الجامعات، وفتح لهم مجال لاستقدام الكتب الشيعية وكل ما يتعلق بثقافة إيران في المكتبات الإسلامية وعقدوا كذلك اتفاقية مع بعض الجامعات الإسلامية. وفي الجانب الدراسي نجحوا في بعث الشباب للدراسة في جامعة قم وفي بعض الحوزات العلمية في إيران.

وقدظهر نجاح حركات الشيعة في إندونيسيا جليّاً بتأثّر عدد كبير من أفراد  الشعب الأندونيسي على اختلاف مستوياته الشعب . ومما يؤسف له أن كثيرا ممن ينتسب إلى العلم ووجهاء الناس ذوي المكانة الاجتماعية بدؤوا  يتأثرون بهم تحت مظلة حرية الفكر والتعبير عن الرأي واعتبروا أن الخلاف بين الشيعة وأهل السنة خلاف قديم كالخلاف الذي وقع بين المذاهب الفقهية الموجودة في الساحة.

بعض الطرق والوسائل التي اتبعها الرافضة في تحقيق مآربها:

1.    توجيه الدعوات للعلماء والدعاة والزعماء لزيارة إيران :

لقد حرص الرافضة منذ البداية على توجيه دعوات رسمية للعلماء والدعاة من أهل السنة لزيارة إيران حيث يقومون بتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم من مصاريف وتذاكر سفر وتأشيرات وتنظيم لقاءات رسمية مع رؤساء ومسؤولي الحكومة في طهران.

2.    تنظيم المؤتمرات والندوات :

ينظم الروافض الإيرانيون في إندونيسيا مؤتمرات وندوات ينفقون عليها أموالاً ليست قليلة ، وغالباً ما تعقد هذه الندوات والمؤتمرات في المناسبات الدينية الشيعية مثل عاشوراء وغيرها وقد تجرؤوا مؤخّراً أكثر في إقامة حفلاتهم وندواتهم؛ خاصة بعد تأييد بعض الزعماء الحكوميين حتى أن بعضهم حضر تحت حراسة من جهة الأمن مما تسبب في حصول اشتباكات بينهم وبين الشباب الغيورين على دينهم وسقط إثرها الكثير من الضحايا.

3.    منح الشباب والطلاب المنح الدراسية لمواصلة دراستهم في إيران بشكل عام، علما بأن أكثر كوادرهم من المتخرجين من الحوزة العلمية في قم إيران وسوريا وعددهم بالمئات وينتشرون في مختلف المدن والقرى الإندونيسية.

وقد أنشؤوا مؤخرا رابطة تحت اسم IJABI (رابطة جماعات أهل البيت الإندونيسية) على رأسهم أحمد بارقبة وجلال الدين رحمت وديمتري ماهايانا وظاهر بن يحيى؛ وذلك من خلال تنظيم أهل البيت بإندونيسيا (ABI) والتي كانت قد أعلنت في عام 2011 من قبل رئيسها حسن دليل آل إدروس.

وقد ذكر د.علي مسكن موسى أحد علماء جمعية نهضة العلماء في جاوى الشرقية بعد زيارته لإيران؛ بأنه رأى سبعة آلاف طالب إندونيسي تقريباً، 300 منهم في مدينة قم،بعضهم قد حصل على منحة دراسية كاملة من الحكومة الإيرانية ، والباقون على كفالة المؤسسات الموجودة هناك.

وتعطي الحكومة الإيرانية المنحة الدراسية لثلاث مئة طالب أندونيسي  تقريبا في كل سنة.

4.    تأسيس مكتبات عامة ومساجد ومدارس خاصة من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية، بل إنهم عمدوا مؤخرا إلى إدخال الأفكار الشيعية في بعض المدارس التي تدرَّس فيها مثل غرس حب آل بيت النبي وبغض أصحابه.

5.    وسائل الإعلام :

يقوم الرافضة في إندونيسيا باستغلال وسائل الإعلام – خاصة المقروءة-  لنشر أفكارهم؛ فقد قاموا بنشر كتبهم ومطبوعاتهم باللغة الإندونيسية على نطاق واسع، كما أنشؤوا القناة الشيعية لبث سمومهم.

دور علماء السنة في التصدي للمد الرافضي في إندونيسيا:

في الحقيقة لقد قام علماء أهل السنة الأندونيسيون بالتنبيه المبكر لهذا المد الرافضي فكتبوا رسائل ومقالات في البيان عن خطورة منهج هؤلاء المنحرفين . ومن أوائل مو كتب عن الشيعة والرافضة هو الشيخ هاشم أشعري رحمه الله ضمن كتابه قانون أساسي لجمعية نهضة العلماء وهو مؤسسها ورئيسها الاول.  وله رسالة أيضاً في نفس الشأن سماها .  ثم جاء الشيخ عبد الكريم أمر الله وهو من جمعية المحمدية بالاضافة إلى كونه رئيساً لمجلس العلماء الاندونيسي، فكتب مقالة في مجلة …. . وكتب أيضاً في التحذير عن كيد الشيعة الدكتور محمد ناصر وهو مؤسس اللجنة الإندونيسية للدعوة الاسلامية (DDII) وكان من قبل قد تقلد منصب رئيس الوزراء في جمهورية إندونيسيا. ولعل ما كتبوه هم وغيرهم من العلماء والزعماء كان سببا بعد الله عز وجل في عدم وجود الكيان الشيعي الرافضي إلا ما يتمثل في أشخاص محدودين في بعض الاماكن والمعاهد الدينية الخاصة لهم. واستمر هذا الوضع تقريبا حوالي ستين  سنة ، إلى وقت حدوث  الثورة الإيرانية الخمينية الفاتنة.

وجدير بالذكر لما بدأ أن ظهرت آثار سلبية شيعية من تلك الثورة خاصة في عقيدة الناس ومفاهيمهم قام بعض الجمعيات والمؤسسات الاسلامية الاندونيسية بالتصدي لذلك التيار الهدام منها هيئة البحوث العلمية الاسلامية (LPPI) التي أمر بإنشائها الدكتور محمد ناصر المذكور أعلاه ، ومؤسسة الاسلام (yayasan AL Islam ) برئاسة الاستاذ فريد عقبه وهو يعتبر من المتخصصين في الرد على الشيعة ، ومؤسسة البينات برئاسة حبيب زين الكاف ، وجمعية الوحدة الاسلامية (Wahdah Islamiyah)التي أسسها  مجموعة من خريجي الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية. تلك الجهود جعلت الشيعة يتسترون بألوان من الستار ولكنها ظلت منتشرة لدى الشباب والطلبة خفية. ولما جاء ما يسمى بعصر الانفتاح وحرية التعبير أظهر هؤلاء القوم حويتهم وكشفوا غطاء وجوههم وبدؤوا يقيمون احتفالاتهم ويظهرونها ما أفاق بعض  أهل السنة من نومهم وغفلتهم عن الموضوع. فحصل الاشتباك بين الشيعة والسنة في سمبنج (Sampang ) وانتهى بإحراق بيوت الشيعة وسجن مسؤولهم هناك. وسبب ذلك جرأة هؤلاء الشيعة هناك في نشر معتقداتهم الباطلة وسبهم للصحابة وقد أنذروا عدة مرات. ولكن بعد هذا الحادث تحرك العالم في تخطئة أهل السنة الاندونيسيين سواء على مستوى تلك القرية أو على مستوى البلد بحجة الرعاية بحقوق الانسان والتسامح … الخ .
فلم يزد ذلك الواعين من أهل السنة إلا ثباتا وزيادة نشاط للقضاء على ذلك التيار المنحرف.

فقام بعض  العلماء الشباب والمثقفين الإسلاميين بإنشاء هيئة وسموها هيئة العلماءالشباب  والمثقفين الاندونيسية ((MIUMI), وهذه الرابطة تتخصص في رد وكشف شبهات الحركات الهدامة خاصة الرافضة، وقد حضر فضيلة الشيخ الأمين الحاج حفظه الله –رئيس رابطة علماء المسلمين- في إعلان تأسيس بجاكرتا، وقامت هذه الرابطة بجهود مشكورة خاصة  لتوعية الشعب وعلى رأسهم زعماءهم بكافة الوسائل المتاحة ونشر المطبوعات والكتيبات التي تكشف ضلالات الرافضة وإعطاء مواجهة الدعوة الرافضية القدر المناسب من نشاطاتهم ، حتى لا تقوم لهذه الدعوة قائمة ، ولا يرتفع لها لواء، وذلك بالتذكير بالتباين الجذري بين عقيدتهم والعقيدة الإسلامية الصحيحة، وهذه الرابطة أنشئت لتلبية رغبة الشعب الغيورين على دينهم أن تكون هناك مرجعية راشدة متخصصة في هذا الأمر.

ولا يفوتني أن أذكر هنا دور مجلس العلماء الاندونيسي في محاولة وقف المد الرافضي . ففي عام ١٩٨٤ أصدر المجلس بيانات حول علامات المذاهب المنحرفة وجاء فيها ذكر سب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. كما أصدر فرع من فروع المجلس وهو مجلس العلماء الأندونيسي فرع جاوى الشرقية فتوى عن ضلالة الشيعة. ومؤخراً أصدر المكتب المركزي  للمجلس كتابا صغيرا في هجمه لكنه كبيرا في مضمونه خاصة أنه جاء في الوقت المناسب . والكتاب بعنوان : التحذير من انحراف وضلالات الشيعة في إندونيسيا. ونرى أن الكتاب لا بد وأن يقرأه كل مسلم إندونيسي لمعرفة خطورة هذا الداء المعضل ولأنه صدر من جهة رسمية ومرجع معظم المسلمين الاندونيسيين والحكومة الاندونيسية فيما يتعلق بالاحكام الشرعية الاسلامية . ولذا فإننا بصدد القيام بمشروع طباعة لا يقل عن  مليون نسخة من هذا الكتاب بإذن الله.

الختام والمقترحات:

 إن ما أسلفنا ذكره عن المد الرافضي في إندونيسيا لم يغطِّ حقيقة الأمر،فالمسألة في الحقيقة أشد، وهو جدّ خطير، وقد انتشرت أفكارهم الهدّامة  بشكل كبير خاصة وسط الشباب والطلاب؛لذلك فهو يحتاج إلى زيادة المجهودات المناوئة له، وجمع صفوف المسلمين من أهل السنة،خاصة مع ما نراه  من التفرق والتشرذم المنتشرين بين أهل السنة في هذا البلد، شئ محزن و إلى الله المشتكى وعليه التكلان.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تعليقات
Loading...