للكاتب: محمد مصطفى حافظ
رأيت إندونيسيا الخضراء لأول مرة عندما دعني وفد مجلس الأعمال المصري الإندونيسي المكون من ١٤ من كبار رجال الأعمال المصريين الذين أخذوا علي عاتقهم منذ ثلاثين عاما الجهاد المصري للسوق الآسيوي وخاصة إندونيسيا وهو توجه الدولة الآن للأسف متأخرا.
ورغم إن الرحلة متعبة من القاهرة إلي أبوظبي لمدة ٤ ساعات ثم الي جاكرتا لمدة ٨ ساعات ، وإن كانت تصارعني الأفكار عند الذهاب هي رحلة منفعة مشتركة فقط للطرفين إلا أعتذر من نفسي لسوء ظني فما رأيته عشقا من الجانبين للتعاون لمصلحة البلدين أولا وأخيرا ، فقد لمسته من أفعال المهندس محمد عبدالرحمن بركة رئيس الوفد المصري وترحيب رحمت جويل وزير التجارة الإندونيسي فكانت اللقاءات بين مسئولي الجانبين يجمعهما الرحمة والبركة.
إندونيسيا إن كانت بعيدة جغرافيا عنا إلا أنها قريبة جدا منا ، فمعظم ثقافتها الإسلامية مستحدث من البعثات التي كانت ولا تزال ترسلها إلي الأزهر بالألوف سنويا وغالبية شعبها البالغ ٢٤٠ مليون نسمة يحملون الأزهر في قلبهم بالتبجيل فالبنسبة لهم الرواق القديم ويطلقون عليه” رواق جاوه ” الاسم القديم لإندونيسيا ، وشعبها مهذب لا تري إلا إحتراما جاما من صغير الشارع أو المطعم أو غيره والمثل من رفيع المنصب بالدولة مما يصيبك بالخجل فشعارهم” أنهم سفراء لبلدهم وإي محب جديد لإندونيسيا يصب في مصلحة إندونيسيا” ويحملون للمصريين جميل أنها أول دولة تعترف باستقلالها ومشاركة الزعيمان الراحلان جمال عبدالناصر و أحمد سوكارنو في تأسيس حركة عدم الانحياز، و عقد أول اتفاقية تعاون اقتصادي بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ التي تنص علي تخفيض الجمارك بنسبة ٥٠٪ وللأسف لم تفعل حتي الآن بين البلدين لماذا ؟ مما يستوجب إجابته خاصة أن اندونيسيا أكبر دولة إسلامية ١٤٠ مليون نسمة مما يجعلها سوقا كبيرا و تستورد كل شئ وتوفر جميع التسهيلات للاستثمار للمصريين، بل وتحتاج الآن أكثر من ٣٠ سلعة مصرية باعتراف مسئوليها.
أكيد القطاع الخاص ورجال الأعمال المصريين لهم دور كبير في التنمية وزيادة موارد الدولة من التصدير والاستيراد وزيادة التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية والآسيوية أكبر سوقين مهتمين بنا ويجب الحرص عليهما من غدر الأسواق السياسية الأوروبية والأمريكية ، فجميل أن يجاهد محمد بركة لمدة ٢٨ عاما لغزو السوق الإندونيسي ويتوج بجائزة ”بريمادوتا أوورد ٢٠١٤” الإندونيسية في مجال التجارة والاقتصادالتي تقدمها وزارة التجارة لأفضل ٦ شركات عالمية في مجال التعاون التجاري مع إندونيسيا ونرفع له القبعة … إلا يعقل وتوجه الدولة تشجيع التعاون الاقتصادي أن يحضر وفد مصري ١٤ من كبار رجال الأعمال و ١٢ صحفيا من الصحف القومية والخاصة والمواقع الإلكترونية ويقابلون مسئولين إندونيسين علي رأسهم رحمت جوبل وزير التجارة ومحمد فاخر مساعد وزير الخارجية الاندونيسية ونور فائزي سوواندي سفير اندونيسيا بالقاهرة، ونوز نزوليه اسحق رئيس هيئة تطوير الصادرات الإندونيسية، فلا يقابلهم أحدا طوال ٨ أيام مدة الزيارة من السفارة المصرية بجاكرتا لا سفير ولا تمثيل تجاري فإذا من نخاطب لعالج ذلك الخلل أنت فين يا ؟!!!!!!!