الاستهداف الغربى والاسرائيلى على السودان

0 870
إندونبسيا البوم- كان يمكن أن يكون السودان سلة الغذاء العربي لو اتفقت الأنظمة العربية على أدنى مستويات التضامن، فالسودان أكبر دولة عربية مساحة  ومساحة ولايات دارفور لوحده أكبر من مساحة فرنسا, في حين لا يتجاوز عدد سكان السودان الإجمالي 35 مليون نسمة، ولديه أكثر من مائتي مليون فدان قابلة للزراعة، وأكثر من 130 مليون رأس من الماشية، وأمطاره وموارده المائية تفوق الدول العربية مجتمعة، إن السودان هو أكبر بلدان أفريقيا وفقا لدراسات منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة اللأمم المتحدة (الفاو) وغيرها من الإحصائيات الحكومية ومعظم ثرواته غير مستثمرة وهي من النفط والذهب والنحاس والحديد واليورانيوم وغيرها.
لكن الواقع يشير الى غيرذلك فالاستثمارات العربية فى السودان لاتزال دون المطلوب رغم جهود بعض الدول العربية مثل قطر, الامارات العربية المتحدة , المملكة العربية السعودية.
 الاستثمارمن بقية دول العالم مبشرة فهناك الاستثمارات الصينية والروسية والهندية والتركية والاندونيسية والماليزية والايطالية وغيرها.
 أسباب الإستهداف
هذا الاستثمار العربى الخجول قابله إستهداف غربى تقف على رأسه الولايات المتحدة وإسرائيلى للسودان يهدف لاقعاد السودان والحيلوله دون تقدمه وتنميته فماهى أسباب هذا الاستهداف:

– سعى السودان ليحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء  لم يرضى هذه القوى إذ أن الغذا اصبح اليوم كسلاح يتم إستخدامه عند الضرورة.

– إصرار السودان على متابعة برامجه التنموية برغم الحروب الحصارولعل افتتاح سد مروي ، وهو يعتبر أكبر مشروع هندسي جاري في افريقيا، هو النوع الصحيح من التنمية الذي من شأنه أن يرفع الأمم من الفقر إلى الرخاء، ومن شأنه أن يفتح عيون الامم الافريقية الأخرى للاحتذاء بمثال السودان.

– استعمل السودان نفطه وموارده الطبيعية الأخرى لتنميته الذاتية من خلال سياسة نفط مقابل التكنولوجيا.

– أسس السودان سياسة تعاون اقتصادي أمة مع أمة وهي سياسة تتحدى نظام الاستعمار والعولمة فنجد  التعاون الذي بدأه السودان مع الصين والهند وإندونيسيا وماليزيا هو نموذج ينبغي لأفريقيا الاحتذاء به.

– إن هذا التعاون هو تعاون مبني على أساس المصالح المشتركة والمساواة بين أمم ذات سيادة وطنية تامة لا مساس بها.

–  بينما يعاني العالم من أسوأ أزمة غذاء عالمية، يهدد السودان بأن يصبح “سلة غذاء أفريقيا”. مما يفتح الباب بأن تتحول  الصحاري الأفريقية خضراء من جديد.

رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير في زيارته لاسرائيل
 أشكال الاستهداف  على السودان
تعددت أشكال الاستهداف و مظاهره  على السودان ومنها:
– إغراق السودان في مجموعة من الأزمات تفضي في النهاية إلى تقسيمه إلى عدد من الدول   المتنافرة، حتى إن أحد مراكز البحوث الأمريكية أوصى إدارة كلينتون فى أواخر التسعينات يسياسة  شد السودان من أطرافه الأربعة ليسهل تمزيقه، وذلك من خلال أزمات  في الشرق وأزمة في الغرب المعروفة بأزمة دارفور وإنفصال دولة جنوب السودان   فى عام 2011م  وماتبعه من تأثيرات سياسية وأمنية على جمهورية السودان .
– النزاع على منطقة آبيي الغنية بالنفط، وهي التي تقع في المنطقة الحدودية بين الطرفين  مع دولة جنوب السودان .
– جملة من النزاعات الحدودية مع دول الجوار.
– إختراق النسيج الاجتماعى عبر إحياء النعرات العنصرية والجهوية .
بداية المخططات الإسرائيلية  نحو السودان

– خطط إسرائيل نحو السودان بدأت منذ الخمسينات من القرن الماضي فجاء ذكرها في أحاديث ديفيد بن غوريون مؤسس دولة إسرائيل. وحتى في أحاديث دوايت ايزنهاور رئيس أمريكا السابق.

–  بدأ الإهتمام الفعلي منذ قمة الخرطوم في عام 1967، التي عرفت باللآت الثلاث “لا تفاوض، لا تصالح، لا اعتراف” حيث أيقنت إسرائيل أنه لولا هذه القمة ما توحد العرب ضدها واعتبرتها أنجح قمة للعرب، حيث خرجت بمخرجات كان لها أثر كبير في الصراع العربي الإسرائيلي.

 – جاءت حرب الأيام الستة بين اسرائيل ومصر والتي دعم فيها السودان الموقف المصري، كواحدة من الأسباب، التي قادت اسرائيل للاهتمام اكثر بالسودان باعتباره عمق استراتيجي لمصر.

– منذ ذلك الوقت بدأ الخبراء والباحثين الإسرائيليين في أعداد المخططات لإضعاف السودان. حيث أوضح العميد موشي فرجي مدير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق في كتابه “إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان” الذي صدر في عام 2003م عن مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، مسيرة هذه المخططات منذ البداية.

– أسرائيل لم تخفى أجندتها ضد السودان بصورة سافرة ونجد وزير الأمن الإسرائيلي أفي ديختر قال في آخر محاضرة له يوم 10 أكتوبر 2008 إن السودان بالنسبة لهم لابد أن يمزق أو يضعف مثل العراق؛ لأن السودان أصبح به نهضة، وممكن أن يصير قوة لصالح دول مثل مصر أو المملكة العربية السعودية؛ مما يسبب لهم (الإسرائيليين) مشكلة.

– أدركت إسرائيل منذ وقت مبكر أن الاقليات الموجودة في المنطقة العربية يمكن أن تكون حليفاً طبيعياً لها، واعتمدت مخططاتها على سياسة فرق تسد.

– تركز إسرائيل على الجماعات غير العربية في السودان لتنفيذ مخططها في “الجنوب وغرب السودان” وتقوم بتقديم الدعم لهم.

– ترى إسرائيل إن المجتمع السوداني عبارة عن مجموعات عرقية وأقليات لا يجمعها تاريخ مشترك فسعت لإختراقه.

– يهدف المخطط الإسرائيلي في السودان إلى تقسيم السودان إلى دويلات متعددة وتغيير معالمه، وانشأئها على أساس عرقي وطائفي ومذهبي، وحددت للسودان خمسة دويلات بالشمال والجنوب والشرق والغرب وجبال النوبة.

– يهدف هذا المخطط لاستقلال هذه العوامل لتصل البلاد إلى حافة الغلاء المستحكم ثم بالحاجة تعم كل انحاء السودان ثم الانهيار، ومخطط اشعال الحروب والتمرد بمناطق النزاع .

اشكال المخططات الإسرائيلية في السودان

– انفصال الجنوب عن الشمال، وقد حدث.

– السيطرة على مياه النيل.

– احداث شرخ في مكونات المجتمع السوداني.

– إثارة التوترات والصراعات بين الطوائف الدينية.

– إحياء الفتنة بين شمال السودان وجنوب جديد فيه، وخلق جماعات لها نفس المطالب التي تم بها انفصال دولة جنوب السودان.

– ذكر موقع “دبيكا” الإسرائيلي نقلاً عن مصادر استخباراتية إفريقية أنّ المخططات الإسرائيلية ضد السودان تجد مساندة من أمريكا وفرنسا وذلك عبر محطاتها الاستخباراتية في تشاد وجيبوتي وذلك بهدف خلق كيانات انفصالية في داخل السودان بالتعاون مع دول الجوار غير العربية. وأن هذا المخطط يعمل على تفكيك السلطة في الخرطوم عبر عملاء داخليين وحركات متمردة.

– أن تعامل إسرائيل وأمريكا مع قضايا السودان دائماً يكون عن طريق تحقيق الربح والخسارة.

أهداف اسرائيل من المخططات
أما أهداف إسرائيل من المخططات فتتمثل في:

–  اضعاف السودان حتى لا يصبح قوة تشكل تهديداً بالمنطقة.

– وقف المد العربي والإسلامي إلى إفريقيا.

–  عدم استقرار السودان يعني عدم الاستقرار في مصر.

–  تهديد الأمن العربي والمصري بصفة خاصة.

 – السيطرة على منابع النيل.

–  شغل مصر عن القضية الفلسطينية، وذلك عبر تقديم مساعدات عسكرية لدول المنبع حتى تصبح مصر منشغلة بهم.

–  تشكيل المنطقة على أساس عرقي وقبلي حتى تجد إسرائيل لها مكان معهم.

– انفصال الجنوب هو صالح المؤسسة الإسرائيلية، التي حتما كان لها دور في الصراع الدائر في السودان منذ أكثر من عقدين، حيث كانت الممول الرئيس للجنوب في السلاح والتدريب اللازم

ويبقى السؤال هل نجحت هذه المخططات والاجابة لا فالسودان يتقدم بخطى واثقة رغم الحصار فى تنفيذ خططه لانشاء دولة السودان العظمى.
تعليقات
Loading...