آسيا على أعتاب مرحلة تاريخية مشرقة

0 986

جاكرتا – البيان/ إندونيسيا اليوم

تستعد آسيا لدخول حقبة جميلة من تاريخها، بوجود ثلاثة من بلدانها الأكثر اكتظاظاً بالسكان، أي الصين، والهند، وإندونيسيا، في ظل حكم قادة يتمتعون بالقوة والديناميكية وعقلية الإصلاح. يمكن أن يخلص الأمر في الواقع، إلى اعتبار كل من الرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي ورئيس إندونيسيا جوكو ويدودو في مصاف أعظم قادة بلدانهم.

في الصين، عمل الرئيس الصيني الراحل ماو تسي تونغ على توحيد البلاد عام 1949، في حين كان رئيس جمهورية الصين الشعبية الراحل دنغ شياوبنغ مسؤولاً عن نمو البلاد الاقتصادي غير المسبوق. ويتعين على الرئيس شي، للوصول إلى مرتبة هذين القائدين، أن ينشئ دولة حديثة، مبنية على القوانين. وهو أمر يقتضي بالدرجة الأولى القضاء على شبح الفساد.

توطن الفساد في الصين بفعل جمع الحكام المتعاقبين ثروات شخصية طائلة، مما قوض شرعية الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وقضى على المنافسة في السوق.

ويبدو شي حتى الآن على مستوى التحدي، سيما أنه اتخذ إجراءات شجاعة بحق شخصيات بارزة ما كان يمكن المسّ بها سابقاً. إلا أن خوض معركة القضاء على الفساد لا يمكن أن يعتمد على شخص الرئيس شي وحده. فنجاح المهمة يقتضي بناء مؤسسات قوية تحمي سيادة دولة القانون بعد خروج شي من السلطة.

في الهند، أعاد الماهاتما غاندي الشباب إلى روح البلاد التي قوضها الاستعمار، فيما عمل رئيس الوزراء الأسبق جواهر لال نهرو على بناء ثقافة السياسة الديمقراطية للبلاد. ويتوجب على مودي الآن وضع أسس الهند ذات القوة الاقتصادية العالمية.

يتطلب تحقيق معدلات نمو مرتفعة في الهند على نحو مستدام إصلاحات بعيدة المدى، قد تكون مؤلمة أحياناً. كما يقتضي تقليص عجز الموازنة وإزالة الحواجز الداخلية للتجارة وتشجيع الاستثمار الخاص.

ويحتاج مودي، لكسب الدعم الضروري من أجل تطبيق تلك الإصلاحات من دون تقويض الاستقرار السياسي والترابط الاجتماعي، إلى الإعلان على الملأ أنه قائد شمولي، قادر على التعاون مع الجميع على اختلاف تلوناتهم وأديانهم.

وفي إندونيسيا، برز حتى اليوم قائدان قويان هما، أحمد سوكارنو أول رئيس لإندونيسيا، وقد اعتمد الخطاب المؤثر لتعزيز حسّ الوحدة الوطنية في بلد هو الأكثر تنوعاً في العالم. وهناك أيضاً سوهارتو، ثاني رؤساء إندونيسيا، الذي أطاح بحكم سوكارنو وأسس لقاعدة اقتصادية قوية نشلت الملايين من الفقر. ويتعين على جوكوي اليوم وضع أسس الحوكمة الجيدة.

وصل جوكوي، صاحب البدايات المتواضعة إلى قمة السلطة من دون المساومة على صورته باعتباره »رجل الشعب«، أو على صيته المتميز بالبراغماتية والصدق. ويملك جوكوي سجلاً طويلاً من الحوكمة الجيدة، بعد أن طبق سياسات فاعلة أثناء توليه منصب رئيس بلدية سوركارتا، وكحاكم لجاكرتا.

إلا أن تكرار هذا النجاح على المستوى الوطني لن يكون سهلاً. يتولى جوكوي مقاليد الحكم رسمياً في أكتوبر المقبل، ويتوجب عليه تطبيق سياسات تعالج وتيرة عدم المساواة المتصاعدة، ودعم مصادر النفط غير المستدامة، والقضاء على الفساد، وزيادة البنى التحتية غير الكافية وإصلاح قوانين العمل المحدودة، بالتزامن مع بناء الثقة بمؤسسات الدولة. ويتعين على جوكوي مواجهة تحدي الانقسام السياسي في البلاد من دون تهميش النخبة السياسية والاقتصادية. يتمتع جوكوي، كدخيل على عالم السياسة، بموقع فريد لتوجيه دفة إندونيسيا نحو مستقبل أكثر ازدهاراً ووحدةً، وحجز مقعد لنفسه مع بقية العظماء.

تتميز كل من الصين، والهند، وإندونيسيا بمواقع ممتازة تؤهلها لاتخاذ خطوات هامة إلى الأمام. ويعد التزام كل من الرؤساء الثلاثة شي، ومودي، وجوكوي، بالقيام بما يلزم بتحقيق تقدم سريع بعيد المدى في بلدانهم، كما في آسيا والنظام العالمي ككل.

عظمة مشروطة

إذا اختار الرئيس الصيني شي جينبينغ بناء مؤسسات قوية، فعليه العودة إلى التاريخ. وإذا عمد إلى تطبيق القانون على الجميع ، فسيصبح ثالث أقوى رئيس للصين الحديثة.

إذا نجح رئيس الحكومة الهندية نارندرا مودي في تطبيق الإصلاحات ، فسيحقق تطور البلاد المرتقب .

إذا عكس الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو نجاحاته السابقة على مؤسسات البلد فسيضمن مستقبل إندونيسيا

تعليقات
Loading...