جاكرتا- أخبارك/إندونيسيا اليوم
اعلن رئيس اندونيسيا الجديد جوكو ويدودو فور اعلان القضاء عن فوزه في الانتخابات عزمه القيام باصلاحات عميقة في اكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، وذلك بعد صعوده السريع على الساحة السياسية.
وبين مشاريعه التي ذكرها في حديث حصري مع فرانس برس، ينوي حاكم جاكرتا جذب المزيد من الاستثمارات من الخارج و”اعادة الثقة” في السياسة التي تدهورت سمعتها اثر فضائح فساد عديدة.
وقال الرجل المبتسم صاحب القامة النحيلة الذي يرتدي قميصا اندونيسيا تقليديا “اذهب لملاقاة الناس ميدانيا كل يوم، من المهم جدا الاصغاء اليهم”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال “يجب علينا التأكد من ان ظروف الاستثمار في اندونيسيا مؤاتية للاعمال”.
وتشتكي بعض الشركات من عدم حصولها على تراخيص من عدة وزارات تبعث احيانا برسائل متناقضة، واعربت عن الاسف ازاء الصعوبات التي تعرقل ارسال البضائع بسبب تردي حالة البنى التحتية.
واضاف الرئيس بالانكليزية في وقت سابق الاسبوع الحالي “يجب المزيد من الاستثمار في البنى التحتية وتبسيط الاجراءات”.
وشدد جوكو ويدودو المدعو جوكوي الذي اصبح اول رئيس من اصل متواضع لا علاقة له بالنظام المتسلط الذي خلفه سوهارتو (1967-1998)، على انه سيظل قريبا من الشعب بعد تسلمه منصبه في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر.
والرئيس الجديد معروف بزياراته المفاجئة الى المجموعات المحلية ما ساهم في ارساء شعبيته كحاكم جاكرتا.
ويختلف اسلوب الرجل الذي كان بائع اثاث، عن الطبقة السياسية الاندونيسية التي كان يهيمن عليها قادة ينتمون الى النخب السياسية والعسكرية.
وجوكوي الذي تربى في كوخ من قصب البامبو في جزيرة جاوا، دخل معترك السياسة في 2005 بانتخابه عمدة مدية سولو قبل تعيينه حاكم العاصمة التي تعد عشرة ملايين نسمة ثم انتخابه رئيسا في تموز/يوليو اثر معركة حامية مع خصمه الجنرال المتقاعد برابويو سوبيانتو المثير للجدل المرتبط كثيرا بالنظام السلطوي السابق.
وفاز جوكوي بالاقتراع في ثالث اكبر نظام ديمقراطي في العالم بحوالى 53% من الاصوات لكن خصمه رفض النتيجة مبررا ذلك بالتزوير ورفع طعنا امام المحكمة الدستورية التي رفضت الخميس بالاجماع طعن الجنرال المتقاعد مزيلة آخر عقبة امام توليه الرئاسة.
وينوي الرئيس الجديد الذي بدأ يشكل فريقا انتقاليا، تحسين اجواء الاعمال والحد من البيروقراطية وتحديث البنى التحتية التي يحتاج اليها امس الحاجة الارخبيل المكون من 17 الف جزيرة.
وقال ان “الناخبين منحونا ولاية لنحكم”.
وفي مجال الاستثمارات، ستركز حكومته المقبلة خصوصا على كوريا الجنوبية واليابان والصين والمانيا.
ومن اولويات جوكوي الذي يعتبر نزيها، اعادة الثقة الى النظام السياسي الاندونيسي عبر استئصال الفساد المزمن، وكثيرا ما تم كشف فضائح رشاوى تورطت فيها شخصيات سياسية وقضائية.
وقال ان “الاندونيسيين متشككين جدا حيال السياسة، يعتقدون انها فاسدة وعلينا ان نعيد لهم الثقة” في هذا المجال.
وبالنسبة للمحللين، هذه المقاربة جيدة لكن اصلاح النظام سيكون صعبا مع برلمان معروف بعدم انضباطه بداخله عشرة احزاب كما ان الرشاوى هنا امر شائع.
وقال “سنواجه العديد من التحديات في البرلمان، انا متأكد من ذلك”.
غير ان الرئيس الجديد اكد ان اقلية في البرلمان المحلي تدعمه لكنه نجح في اقرار بضعة مشاريع مستندا مباشرة الى الدعم الشعبي.
وخلص الى القول ان “الدعم مصدره الشعب” ومفتاح النجاح هو “مشروع يعتبره الناس انه جيد”.