٩٠ يوما بدون تأشيرة وبيئة مثالية.. المغرب يفتح أبوابه لجاكرتا ببنية تحتية عالمية

برعلا زكريا _الرباط

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — يضع المغرب السائح والمستثمر الإندونيسي أمام فرصة نادرة للولوج إلى شمال أفريقيا دون تعقيدات بيروقراطية، مستفيدا من إعفاء كلي من التأشيرة لمدة ٩٠ يوما، في بيئة توفر نمط عيش حلال بالكامل لا يحتاج فيه الزائر للتدقيق في قوائم الطعام.

وتستند هذه الدعوة المفتوحة إلى روابط تاريخية راسخة تبدأ من شارع سوكارنو في الرباط، وتتعزز اليوم بنهضة عمرانية شاملة حولت المملكة إلى ورش مفتوح، جاعلة من زيارة المدن العتيقة وتجربة الحداثة الغربية صفقة سياحية متكاملة، ينقصها فقط تفعيل خطوط جوية مباشرة لاستغلال هذا الممر الاستراتيجي.

لا تقدم الرباط هذه العروض وعودا على الورق، بل تدعمها بواقع ميداني تغير جذريا استعدادا لاستحقاقات ٢٠٢٥. وتكشف المعاينة الميدانية أن البنية التحتية التي كانت مخصصة للرياضة باتت رافعة لجودة الحياة العامة، فشبكة التنقل التي سيستخدمها السائح تعتمد الآن على قطار البراق فائق السرعة، الذي يربط طنجة بالدار البيضاء بسرعة تشغيلية تلامس ٣٢٠ كيلومترا في الساعة. هذا الشريان السككي صهر المسافات الجغرافية، مقلصا زمن السفر إلى ساعتين وعشر دقائق فقط، مما يتيح للزائر التنقل بين مناخين وثقافتين مختلفتين في ظهيرة واحدة، بكفاءة تضاهي بل تتفوق على نظيراتها في العواصم الآسيوية.

وبالنزول إلى التفاصيل التقنية للمنشآت التي ستستقبل الزوار، تظهر الأرقام الرسمية حجم الاستثمار في الجودة، ففي العاصمة تحول مجمع الأمير مولاي عبد الله إلى معلمة تتسع لـ ٦٩.٥٠٠ متفرج بتصميم يحاكي الكثبان الرملية، بينما يقف ملعب طنجة الكبير شمالا كأعجوبة هندسية بسقفه المعدني العملاق الذي يغطي ٥٥.٠٠٠ متر مربع وثبت في ٦٩ يوما. ولم يغفل المهندسون تحديات المناخ، حيث حسمت تقنية ساب إير الأمريكية المعتمدة الجدل ميدانيا، ناجحة في شفط المياه وتجديد الهواء للحفاظ على جودة الأرضيات حتى تحت السيول، مما يضمن استمرار الأنشطة والفعاليات في مختلف الظروف الجوية.

ويعد الطلبة الإندونيسيون المقيمون في المدن الجامعية كالرباط، أصدق شهود عيان على هذا التحول، فبعيدا عن التقارير الرسمية يوثق هؤلاء الطلبة عبر منصاتهم تفاصيل الحياة اليومية في بلد يجمع بين التطور المتسارع والأمان الروحي، مؤكدين لذويهم في الأرخبيل أن الطفرة المغربية ليست مجرد واجهات زجاجية، بل واقع ملموس في جودة الطرق والمرافق العامة. وتتعزز هذه الشهادات بما نقله مؤثرون عالميون، مثل النيجيرية ملكة أولد ترافورد واليوتوبر السعودي خالد العليان، الذين وثقوا بالصوت والصورة سلاسة التنقل وحفاوة الاستقبال.

تتجاوز هذه المؤشرات الميدانية والقانونية لغة المجاملات الدبلوماسية لتضع العلاقات الثنائية أمام واقع تشغيلي جديد، فالمغرب لم يكتف بتسهيل المساطر القانونية بل عززها بمنشآت تنافسية تنهي أي مبرر للتردد، ويبقى استمرار غياب الخطوط المباشرة الثغرة الوحيدة وغير المفهومة في مسار شراكة استراتيجية باتت تملك اليوم كل مقومات النجاح الاقتصادي والإنساني.